قتيل فى ليلة العيد

كتب: أحمد عبداللطيف

قتيل فى ليلة العيد

قتيل فى ليلة العيد

جلس 3 من أصدقاء السوء، جمعتهم الجريمة، بالقرب من منطقة «الخرابة» فى المرج، خطط المتهمون للإيقاع بفريسة جديدة، وأثناء مدة التخطيط بدأوا فى تعاطى الحشيش وشرب البيرة.

{long_qoute_1}

دار حوار بين المتهمين الثلاثة، حيث قال الأول «ضيف الله»: «يا جدعان، العيد داخل علينا، واحنا مش معانا فلوس».. ورد طه: «عايزين نعيش 3 ليالى حلوين مخدرات وبيرة ونسوان ونسهر مع الواد تيخا ومقص بتوع المطرية»، وسكت الجميع لفترة، وقال عنتر: «تيجو نطلع على الدائرى نقلب كام عيل سيس.. ولا نسرق كام سواق، أنا معايا فرد خرطوش وانتو معاكم السنجة والقرن» (مطواة). بعد حديث لمدة ساعتين تنقّل المتهمون بين عزبة كمال وشارع محمد غانم بالقرب من المؤسسة العقابية ومنطقة شبرا الخيمة والدائرى، لم يجدوا فريستهم، استوقفوا شاباً وهددوه بالقتل، وبعدما استولوا على حافظة نقوده عثروا فيها على 15 جنيهاً.

فى ظهر يوم وقفة عيد الأضحى توجه أصدقاء السوء إلى «خرابة» أخرى فى منطقة أبوصير، وجلسوا داخلها، وتبادلوا الحديث مرة أخرى ولم يتوصلوا إلى فريستهم.

عبدالنبى الدهول، 45 سنة، سائق توك توك، يعول أسرة مكونة من 6 أشخاص، لديه 5 أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، بداية من الثانوية العامة وحتى الابتدائية، جلس معهم واطمأن عليهم وقرر الاشتراك فى أضحية مع الجيران، وهنّأ أولاده على قدوم عيد الأضحى ووقفة عرفة، دقت الساعة الرابعة عصراً، وتوجه عبدالنبى إلى منزل صاحب التوك توك لتسلم وردية عمله، وخرج بوجهه البشوش، ركب معه عجوز وشاب وربة منزل وتبادل معهم الحديث والتهنئة بعيد الأضحى، مضت ساعات وما زال عم عبدالنبى يعمل فى الشارع وينتقل من حارة إلى حارة ومن عزبة إلى عزبة فى دائرة قسم المرج. وأثناء سيره بجوار المؤسسة العقابية، أوقفته ربة منزل وطالبته بتوصيلها إلى منزلها فى منطقة أبوصير، صعدت المرأة داخل التوك توك، ولم تمض 20 دقيقة حتى توقف سائق التوك توك أمام «الخرابة».

«عبدالنبى» متوقف بالتوك توك خارج سور «الخرابة»، وفى نفس الوقت داخل الخرابة يجلس أصدقاء السوء الثلاثة، سمعوا صوت التوك توك، ونظر بعضهم إلى بعض، وجاءتهم الفكرة.. وفى صوت واحد: «يا توك توك.. يا توك توك»، وكعادته توقف عم عبدالنبى وضحك فى وجوههم وقال لهم: اؤمرونى يا اولادى، عايزين تروحوا فين؟ العزبة اللى بعد أبوصير.. عم عبدالنبى: من عنيه يا ولادى.

جلس عنتر وطه فى الكرسى الخلفى ومعهما السلاح النارى والسنجة.. وجلس ضيف الله بجوار عم عبدالنبى، ودار حديث بينهم. الثلاثة قالوا: «كل سنة وانت طيب يا عم الحاج» ورد عليهم: «وانتو طيبين يا شباب، عيد أضحى سعيد.. المتهم عنتر مقاطعاً الجميع: طيب يا حاج، ما تدينا فلوسك والتوك توك علشان نعيّد.

عم عبدالنبى انتابته حالة من الخوف، ونظر إلى الثلاثة وتوقف.. وطالبهم بالنزول، فأخرج طه سلاحه النارى وهدده الثلاثة بالقتل.

المتهمون الثلاثة قالوا للمجنى عليه: انت راجل عجوز، هات الفلوس والتوك توك وروح عيّد مع أولادك. حاول الرجل مقاومتهم، فأخرج المتهم طه سلاحه النارى وأطلق الرصاص على صدر عبدالنبى فأسقطه جثة هامدة، ثم حملوه داخل التوك توك وألقوا بالجثة بجوار سور المؤسسة العقابية.

زوجة عم عبدالنبى وأولاده ينتظرونه. مضت ليلة العيد واليوم الثانى والثالث دون فائدة، ثم فوجئوا بضابط شرطة يحضر من قسم المرج يبلغهم بأنه تم العثور على جثة الأب.

 

 


مواضيع متعلقة