أمراض الكبد والكلى تهدد حياة أهالى «القلج»: «الجركن» هو الحل

11:29 م | الجمعة 02 أكتوبر 2015

«جراكن» المياه باتت لا تفارق أيدى أهالى منطقة «القلج»، إحدى قرى مركز الخانكة، التابع لمحافظة القليوبية، هرباً من مياه الصنبور ذات اللون الأصفر والرائحة الكريهة، التى تسببت فى إصابة العديد منهم بالفشل الكلوى، والأمراض الجلدية. 4 جنيهات لـ«الجركن» الكبير، و2 للصغير، هو السعر المتداول فى المنطقة، والأهالى مجبرون على دفعه للفوز بشربة ماء: «مياه الحنفية لونها أصفر غريب وريحتها فظيعة زى المجارى، ولما بنستخدمها بنقعد نهرش»، يقولها «عاشور محمد»، الذى أصيب بالفشل الكلوى بسبب المياه، ويؤكد أن معظم أهالى «القلج»، مصابون بالمرض نفسه. «لما ابنى اتجوز، بدل ما أجيب له أكل جيبت له جراكن ميّه. هى دى هديتى لابنى فى ليلة فرحه»، حسب «عاشور»، الذى يعمل «أرزقى»، مؤكداً أن معظم الأهالى على باب الله، ويتكبّدون كثيراً لشراء الـ«جراكن» المكلفة بالنسبة لهم.

«حتى الفلاتر اللى ركبناها باظت ماستحملتش، ولما نغيرها بتبوظ تانى»، قالتها «أم سعيد»، التى تراكمت الجراكن داخل منزلها بسبب شرائها يومياً، رغم ظروف زوجها الـ«أرزقى» المتواضعة، حيث يعمل على عربة تحمل البرسيم والذرة، مشيرةً إلى أن المياه أتلفت شعر أطفالها، وأن أحد جيرانها توفى بسبب الفشل الكلوى الذى أصابه بسبب المياه.

«فاطمة أحمد»، كانت تحمل «جراكن» المياه على يديها، حيث تؤكد أن مياه الصنبور غير صالحة للاستحمام أيضاً، وأصابتها بفيروسات الكبد، كما يعانى ابنها «عبدالحميد» وزوجته من الأمراض بسبب المياه الملوثة. «مابناخدش دوا، عايشين كده وخلاص، ومعظمنا جنبنا بيوجعنا باستمرار»، قالتها «فاطمة»، التى أكدت أن عدداً كبيراً من السكان غير قادرين على شراء «الجراكن» يومياً: «ولادى فى المدرسة بيشربوا من الحنفية لما يعطشوا، وطبعاً بيتعبوا جداً، كل 15 يوم لازم أودى بنتى لدكتور الكلى، وكل شوية علاج وأدوية ووجع قلب»، قالها «رجب على»، مؤكداً أنه مصاب بفيروس سى، كما أن معظم أهالى «القلج»، مصابون بأمراض عديدة، بخلاف من توفى بسبب المياه الملوثة.

«هناك أزمة بالفعل، لكن المحافظة ليست مقصرة»، هو رد المهندس «محمد عبدالظاهر»، محافظ القليوبية، على المشكلة، التى وصفها بالقديمة والمتوارثة، مؤكداً أن المحافظة تقوم بعمل محطة مياه جديدة فى قرية «السرياقوس»، و4 محطات توسعة أخرى، كل واحدة منها تضخ 70 ألف متر مكعب من المياه، وسيتم الانتهاء منها خلال سنة ونصف السنة، لتسهم فى حل المشكلة.