"الاتحاد الروسى" يمنح بوتين تفويضا لاستخدام القوة العسكرية فى الخارج

12:55 ص | الخميس 01 أكتوبر 2015

وافق مجلس الاتحاد الروسى (المجلس الأعلى للبرلمان فى روسيا)، أمس، على طلب الرئيس فلاديمير بوتين، السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود، بما فيها سوريا.

{long_qoute_1}

وقال مدير الديوان الرئاسى الروسى سيرجى إيفانوف، إن «القرار يتعلق باستخدام القوات الجوية الروسية، وليس القوات البرية فى سوريا». وأضاف «إيفانوف» أن بلاده «ستبلغ شركاءها وحلفاءها كافة بالقرار، الذى اتُّخذ بشأن استخدام القوات المسلحة الروسية فى الشرق الأوسط». وتابع: «الحديث لا يدور عن طموحات روسية ما، لكن عن مصالح روسيا القومية». وأوضح «إيفانوف» أن «عمليات القوات الجوية الروسية لها أطر مؤقتة، لكن لا يمكننا الحديث عن تفاصيلها الآن كعدد الأسلحة وأنواعها». ولفت إلى أن القرار يتعلق بعمليات للقوات الجوية الروسية فقط، ولا يشمل إرسال جنود على الأرض، موضحاً أن هذا الأمر غير وارد. وأكد أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد توجه بطلب إلى روسيا لتقديم مساعدات عسكرية إلى «دمشق».

وشدّد «إيفانوف» على أن عدد المواطنين الروس ومواطنى رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى تنظيم «داعش» ينمو بسرعة كبيرة، ومنهم من عاد ويتعيّن علينا التحرك. وقال «إيفانوف» إن «الأمر لا يتعلق بطموحات روسية، لكنه يتعلق بمصالح روسيا القومية». من جهته، أعلن دميترى بيسكوف، المتحدث الصحفى للرئاسة الروسية، أمس، أن المهمة الرئيسية لسلاح الجو الروسى فى سوريا، تتمثل فى محاربة الإرهاب ودعم جهود السلطات الشرعية فى هذا البلد بهذا الشأن. وأضاف أن «روسيا ستكون الدولة الوحيدة التى تقوم بعملية عسكرية فى سوريا، على أساس قانونى، بطلب من السلطات السورية». وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك، أمس، بأن وزير الدفاع أشتون كارتر، أمر بفتح خطوط اتصال مع وزارة الدفاع الروسية، بشأن تفادى أى مواجهة فى المستقبل بين نشاط عسكرى روسى مستقبلى فى سوريا والعمليات التى تقوم بها قوات التحالف هناك. وقال «كوك» إن «الخطوة جاءت فى أعقاب الاجتماع الذى جرى بين الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين فى نيويورك الاثنين». وأضاف المسئول الأمريكى، فى تصريحات صحفية، أن «الهدف من الاتصالات بين وزارتى الدفاع الأمريكية والروسية، هو ضمان عدم اعتراض أى نشاط عسكرى روسى، العمليات الجوية الراهنة التى يقوم بها التحالف الدولى فى سوريا، وضمان سلامة أفراد التحالف وتفادى أى سوء تقدير». وقال إن «الولايات المتحدة وروسيا لديهما مصلحة مشتركة فى محاربة تنظيم داعش فى سوريا».

وفى اتصال لـ«الوطن»، قالت رئيسة قسم دول الشرق الأوسط وآسيا فى «المعهد الروسى للدراسات الاستراتيجية» فى «موسكو» إيلينا سوبونينا، إن «تفويض مجلس الاتحاد الروسى أتى بعد تنسيق بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال لقائهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين الماضى، وهناك صفقة تمت بين الطرفين».

وأضافت المحللة السياسية الروسية: «موسكو ليست فى حاجة إلى موافقة واشنطن، لكن الأمر مجرد تنسيق بين الأطراف الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب، وهو أمر ضرورى، والعمليات العسكرية الروسية ستقتصر على مجرد عمليات جوية، وستكون محدودة فى إطار زمنى محدّد، ولن تتضمن دخول قوات برية، كما هو معلن».