ارتفاع أسعار المستلزمات والمصروفات المدرسية.. "أهلا بمشاكل كل عام"

03:04 م | الثلاثاء 29 سبتمبر 2015

الساعة تدق السابعة صباحا، يهرول أولياء الأمور بصحبة أبنائهم ليستطيع الطلاب اللحاق بموعد الطابور المدرسي، بصوت طفولي يهتف التلميذ بالطابور الصباحي "تحيا جمهورية مصر العربية"، ثلاث مرات، لتبدأ بعدها الإذاعة المدرسية، والتي تتنوع فقراتها بين دقائق لتلاوة القرآن، وللحديث الشريف، وأخرى للأغاني الوطنية، ومن ثم ينصرف كل تلميذ إلى فصله بصحبة معلميه، لبدء الحصة الأولى، وهو المشهد الذي يتكرر في معظم المدارس.

ولم ينصرف أولياء الأمور من أمام المدرسة إلا بعد انتهاء الطابور المدرسي، خاصة أولياء أمور التلاميذ في الصف الأول الابتدائي، الذين لم يكفوا عن الصراخ طوال الأيام الأولى في الموسم الدراسي، لشعورهم بالخوف لبعدهم عن والدتهم، وسط مباني مطلاه بالدهانات الجديدة، وساري علم وُضع لكي يردد الطلاب الهتافات خلفه، ورمال أو بلاط زين أرضية المدرسة، يتحرك المعلمون سريعا للحاق بالحصة الثانية ومن ثم للثالثة وهكذا حتى ينتهي اليوم الدراسي، والذي يختلف موعد انتهائه بين الثانية عشر ظهرًا أو الواحدة ظهرًا.

في مدرسة "جوهار" التي تقع بجسر السويس، ما زال المدرس "عماد"، أحد المعلمين بالمدرسة، يتذكر كل عام الخلافات التي تحدث في الصف الابتدائي بين التلاميذ للتنافس حول الجلوس على المقاعد الأولى، وهو ما يجعله يحل هذه المشكلة كما قال لـ"الوطن" بجملة "القصير واللي نظره ضعيف قدام والطويل ورا"، هذه الجملة التي اعتدنا على سماعها كثيرًا طيلة فترة تعليمنا.

السخط الذي أصاب أولياء الأمور هذا العام كان مختلفا عن الأعوام السابقة، فلم تستطع "نهلة" أن تدبر مصاريف ملابس المدرسة لطفليها في الصف الابتدائي والكتب المدرسية والكشاكيل والأقلام التي يحتاجونها بسهولة، بل أنها كما قالت لـ"الوطن" تدخر الأموال من العام الماضي لشراء كل ما يخص الدراسة لطفليها العام الحالي.

لم تتوقف مشاكل الدراسة عند أولياء الأمور فقط، فالذين يقطنون أمام المدرسة كان لهم رأيً مغاير حول بدأ الموسم الدراسي، حيث وصف الحاج "صلاح"، الذي يسكن في إحدى المنازل القريبة من المدرسة بدء الموسم الدراسي بأنه "صداع كل سنة"، مبديا سخطه من اضطراره للنهوض مبكرًا مع بدء طابور الصباح بالميكروفونات قائلا: "إحنا كرهنا نفسنا".

وأثناء جولة أخرى بمدرسة "الأنصار" الابتدائية، والتي تقع في منطقة الألف مسكن، لم يختلف المشهد كثيرا عن سابقتها سوى أن مدرسة "الأنصار" تتبع الحكومة بينما الأخرى تتبع القطاع الخاص، وهو ما يعكس معاناة أشد للطلاب في المدرسة الحكومية، فبعد انتهاء الطابور الصباحي يتسارع الطلاب غير القادرين على المصاريف للذهاب لشؤون الطلبة الذي بدوره يجري بحث اجتماعي عن الطلاب، للتخفيف من عبء مصاريف الكتب بإعطائها لهم مجانا.

وعن المشاكل التي تواجه أولياء الأمور، يقول الحاج "محسن"، أحد أولياء الأمور لـ"الوطن"، إن ابنته تحتاج لدروس تقوية في معظم المواد وهو ما جعل والديها يستعينان بالمجموعات المدرسية عن الدروس الخصوصية، لعدم قدرتهم المالية قائلا: "احنا حتى مصاريف المجاميع مش بنقدر ندفعها".

أما في مدرسة "الناصرية" الإعدادية، والتي تقع في منطقة "منشية التحرير" يختلف الأمر إلى حد ما، فالشجار بين مديرة المدرسة والطالبات مستمر بل يشكل مشكلة كل عام، فتعاقب مديرة المدرسة كل طالبة لم تلتزم بالزي الرسمي للمدرسة حتى أنه في بعض الأحيان يصل الأمر إلى استدعاء ولي الأمر.

وتقول المدرسة "ماجدة"، إحدى المعلمات في المدرسة، إن هناك طالبات يذهبن بملابس ملونة للمدرسة ويضعن مستحضرات التجميل على وجوههن "كأنها رايحة فرح"، وترجع "ماجدة" أسباب ذلك فتقول "بيحسوا انهم كبروا بعد خروجهم من ابتدائي رغم أنهم لسه أطفال".

"لكل مرحلة مشاكلها"، هذا ما قالته المعلمة "سحر" بمدرسة الحلمية الثانوية لـ"الوطن"، فمشاكل الطالبات مع المعلمين في المرحلة الثانوية تكمن في عدم حضورهم ورغبتهن في الاعتماد على الدروس الخصوصية بشكل كامل، وهو ما يشكل أحد أهم أسباب الخلافات بين الطالبات والمعلمين.