أهالي الجيزة يعودون لعصر الفراعنة بسبب أزمة المياه: "مستنيين الفيضان"

كتب: رحاب لؤي

أهالي الجيزة يعودون لعصر الفراعنة بسبب أزمة المياه: "مستنيين الفيضان"

أهالي الجيزة يعودون لعصر الفراعنة بسبب أزمة المياه: "مستنيين الفيضان"

لم يعد انقطاع المياه حدثا موسميا، تسبقه شركة المياه بتحذيرات للمواطنين، حول المواعيد وتاريخ عودة المياه، ولم يعد الأمر حكرا على سكان فيصل، الكل أصبح يعاني حتى سكان منطقة وسط البلد، تفاقم مفاجئ للأمور دفع سكان فيصل إلى قطع الطريق الدائري أكثر من مرة، كانت التصريحات تتحدث عن محطات متهالكة، وأعمال تصليح وتطوير، ثم أصبحت التفسيرات تشير إلى انخفاض منسوب النيل.

"محافظة الجيزة تعاني في الأساس من قلة حصتها في المياه، وقد حدث انقطاع للمياه في بعض المناطق والأحياء بسبب انخفاض منسوب المياه بنسبة 90 سم" تصريح من رئيس مجلس إدارة شركة مياه الجيزة أتبعه تصريح لوزير الموارد المائية والري حول متابعة الوزارة للأمطار أعالي النيل تمهيدا للفيضان المقبل، خبران متتابعان لفتا أنظار "العطشى".

محمد كمال، المحامي الذي يقطن بمنطقة العمرانية، سخر كثيرا من التصريح الأول: "يعني هما حاطين المواسير على الوش عشان لما المية تقل 90 سم تقطع؟" تساؤل بدا منطقيا من الشاب الذي فرح كثيرا بالتصريح التالي لوزير الموارد المائية والري: "معنى كلامه إن الفيضان الجاي هيكفينا والمياه هتزيد ومش هنعطش تاني".

لحظات يتأمل فيها محمد كلامه يعقبها بابتسامة ساخرة من نفسه: "شوف وصلنا لإيه؟ مستنيين الفيضان عشان نلاقي مياه، إحنا رجعنا لما قبل عهد الفراعنة".

المحامي الذي يعمل بمنطقة وسط البلد يعاني أيضا من انقطاع المياه بمحل عمله: "كنت بايت في المكتب أكتر من مرة أخلص شغل، وفوجئت بأن المياه بتقطع في ميعاد ثابت من 12 بالليل لخمسة الفجر، البلد ماشية بضهرها، أومال لما إثيوبيا تخلص السد فعلا ويبدأ يشتغل هنعمل أيه؟! هنموت".

"مستحيل يكون ده تصريح مسؤول حقيقي، ده كلام فارغ" يتحدث الدكتور نور أحمد عبد المنعم، الخبير الاستراتيجي في شؤون المياه بالشرق الأوسط، مفسرا استمرار الأزمة بتشابك أطرافها: "مشكلة مياه الشرب في تعدد جهات الاختصاص، مياه الشرب يشترك فيها وزراء الري، والصحة، والبيئة، والإسكان والمرافق، وكل له وجهة نظره في هذا الموضوع، البنية الأساسية تخضع لوزير الإسكان والمرافق، وتوفير الموارد المائية يخضع لوزير الري، وسلامة المياه تخضع لوزير الصحة، ونظافة المياه بشكل عام تخضع لوزير البيئة".

الفيضان الذي يأتي في شهر يوليو من كل عام ليس له علاقة من قريب أو بعيد بانقطاع المياه بحسب نور: "إحنا في شهر سبتمبر، يعني مياه الفيضان واصلة من شهرين وزيادة ومفيش مشكلة، المياه كلها بتيجي بتتجمع أمام السد العالي، ومعدل تصريف المياه للمجاري وخلافه مسؤولية وزير الري، والتقصير بحسبما أرى من وزارة الإسكان والمرافق التي تتكاسل عن تجديد محطات المياه بما يتوافق مع المتطلبات المتزايدة".


مواضيع متعلقة