170 امرأة يخُضن «النواب» على «الفردى والقوائم»

كتب: هبة أمين

170 امرأة يخُضن «النواب» على «الفردى والقوائم»

170 امرأة يخُضن «النواب» على «الفردى والقوائم»

170 امرأة، قررن المنافسة على مقاعد مجلس النواب المقبل، فترشحن إما على المقاعد الفردية أو القوائم بمختلف محافظات وقطاعات الجمهورية، خصوصاً أن المادة 11 من الدستور، ألزمت الدولة بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً فى المجالس النيابية، على النحو الذى يحدده القانون.{left_qoute_1}

وتعتبر المعركة الانتخابية، وبالتحديد المنافسة على المقاعد الفردية، حرباً شرسة، يتجنب الجنس الناعم، خوض غمارها، ويفضل الابتعاد عنها، إلا أن هناك سيدات قررن منافسة الرجال فى الدوائر على المقاعد الفردية، لإثبات أن العمل الميدانى والبرلمانى ليس للذكور فقط، رغم الصعوبات التى تقابلهن وتصل فى كثير من الأحيان إلى حرب تكسير عظام بين المرشحين.

قررت عبير سليمان، رئيس مؤسسة ضد التمييز، خوض الانتخابية على المقعد الفردى، فى دائرة الظاهر والوايلى، بعيداً عن القوائم والأحزاب، لإيمانها بمبدأ أن المرأة طالما قررت نزول ميدان السياسة، فعليها العمل بقلب جرىء وألا تخاف خوض المعركة التى قد تتخطى فى أوقات كثيرة مرحلة «تكسير العظام».

تقول «عبير»، هذه ليست المرة الأولى التى أخوض المنافسة، ففى 2010 ترشحت على المقعد الفردى «مستقل»، وواجهت عتاة المرشحين من الحزب الوطنى المنحل والأحزاب الأخرى، ودخلت فى معارك طاحنة، وتعرضت للبلطجة والمضايقات، ولكنهم لم ينجحوا فى إثنائى عن الاستمرار فى المنافسة.{left_qoute_2}

تضيف «عبير»: «قررت الترشح مرة أخرى، لإيمانى بأن نواب البرلمان فى السابق لم يكن لديهم أى جذور حقيقية فى التواصل مع الجمهور، وكان مجلس الشعب وقتها، مرتعاً ومطمعاً لرجال الأعمال والانتهازيين، ومن ثم لا بد أن يكون هناك نواب يهتمون بالمواطنين والتشريعات التى تصب فى الصالح العام، وتخدم الشعب، وتعمل على الارتقاء بمستوى معيشته، وانتشاله من الفقر الذى أصاب غالبيته، بسبب الفساد الذى عانت منه مصر فى عهد الأنظمة السابقة، وتعمل الآن على مواجهته والوقوف على قدميها مرة أخرى.

ترفض مرشحة الظاهر، فكرة البرلمان الذكورى وسيطرة الرجال عليه، فضلاً عما يحدث فى المشهد السياسى من محاولات القوى السياسية محاصصة المقاعد، دون أن تركز على عنصر الكفاءة، أو الاهتمام بتمثيل المرأة، حتى إن وجودها فى «القوائم» بالنسبة لتلك القوى والأحزاب، مجرد ديكور و(عدد فى الليمون) حسب قولها، وأمر اجبارى وفقاً للدستور والقانون، كما ترفض أن يُطلق على المرأة أنها فئة مهمشة فى المجتمع، لذا يجب أن يعمل أكبر عدد من السيدات للوصول إلى البرلمان، لأن أمامهن فرصة ذهبية يجب اقتناصها وعلى المنظمات النسوية الاضطلاع بدورها تجاه المرشحات، متابعة: «نطمح لوصول ما يزيد على 50 امرأة للبرلمان».

وعن أجندتها التشريعية، حال نجاحها، تقول «عبير»: «هناك ترسانة تشريعات تنتظر مجلس النواب المقبل، أهمها ما يتعلق بمكافحة الفساد، والضرب بيد من حديد على كل من ينهبون مقدرات الدولة، وتعديل قانون الخدمة المدنية والتظاهر، بالإضافة لوجود مشروعين لتغيير ملامح الدائرة وتوفير فرص عمل، وتخفيف العبء عن المواطنين».

وحول الصعوبات التى تواجه المرشحات، تشير «عبير» إلى أن أخطرها التمويل، خصوصاً أن الدعاية الانتخابية تحتاج أموالاً طائلة، والتوجه الإعلامى ذكورى، يهتم أكثر بالأحزاب والقوائم وليس المستقلين، فضلاً عن غياب دور المؤسسات المعنية بالمرأة عن دعم المرشحات.

سحر عثمان، نائب رئيس اتحاد نقابات عمال مصر، قررت خوض المعركة الانتخابية على الفردى فى دائرة مدينة نصر، عن حزب الوفد، وتعد من المرشحات اللاتى يملكن خبرة نيابية، حيث كانت عضو مجلس الشعب فى 2010 من بين 64 نائبة استفدن من كوتة المرأة، وفازت بالتزكية فى دائرة شمال وشرق القاهرة، وفى 2012 نافست على المقعد الفردى كـمستقل أمام الإخوان، ووصلت لجولة الإعادة ضدهم، لكن لم يحالفها الحظ بالفوز.

تراهن «سحر» على صوت المرأة فى الانتخابات، قائلة: «معروف أن السيدات الناخبات لا يدعمن المرشحات فى السابق، الأمر الذى يُعد عيباً فى حق المرأة المصرية، ويجعلنا نتساءل عن دور المجلس القومى للمرأة والجمعيات النسائية، فى دعم المرشحات، وتوعية الناخبات، بدلاً من تركيزهن على الكلام الناعم فى الفضائيات».

تضيف «سحر»: «هناك 170 امرأة تنافس فى الانتخابات، وإذا لم يصل للبرلمان ما يزيد على 50 سيدة ستكون وصمة عار فى جبين المنظمات النسوية، خصوصاً أنه فى 2005 كان فى مجلس الشعب 8 نائبات فقط، وفى 2010 كان هناك 64 سيدة، وفى برلمان 2012 تراجع عددهن إلى 7 نائبات، وأصبح من الضرورى الآن أن تفرض المرأة وجودها تحت القبة».

ترى «سحر»، أن الأفضل للمرأة هو المنافسة على المقعد الفردى، وبالتحديد السيدات اللاتى اعتدن العمل الميدانى والنزول للشارع والاحتكاك بالمواطنين والاستماع لمشاكلهم، بعكس القوائم، التى تقوم على المجاملات، وتضم بينها سيدات لا يفقهن شيئاً ولا يعرفن الفرق بين الرقابة والتشريع، متابعة: «هناك مرشحات فى القوائم يحملن الشهادة الإعدادية، وإن كانوا يُمثلن طبقة معينة، ولكن تحت القبة يُمثلن الأمة بأكملها، وبالتالى القوائم الانتخابية ستصيب السيدات بالخيبة، لعدم وجود معايير ولا خطط موضوعة، ولكنها تعتمد على (المحاسيب)، وتقديم التنازلات».

وتُحذر من انتشار المال السياسى فى العشوائيات والمناطق الفقيرة من قبل بعض المرشحين لشراء الأصوات، ورغم إيمانها بأن المصرى لا يباع ولا يشترى، إلا أن وجود هذه الظاهرة ينبئ بأمر كارثى حال وصول أصحاب المال السياسى للبرلمان.

 

 


مواضيع متعلقة