3 ملايين حاج يبدأون رمى «جمرة العقبة الكبرى»

09:30 م | الأربعاء 23 سبتمبر 2015

توجه نحو 3 ملايين من حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس التاسع من شهر ذى الحجة أمس، إلى مشعر «المزدلفة»، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم، مرددين التلبية والتهليل وهاتفين «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك».{left_qoute_1}

وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى «المزدلفة» صلاتى المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتقطوا بعدها الجمرات، ثم قضوا الليلة فى مزدلفة، وتوجهوا إلى «منى» بعد صلاة فجر اليوم الموافق العاشر من شهر ذى الحجة واليوم الأول لعيد الأضحى لرمى جمرة العقبة ونحر الهدى.

وشهدت الطرق الفسيحة التى سلكها الحجاج فى طريقهم من مكة إلى عرفات انتشاراً واسعاً من قبل رجال المرور والأمن السعودى والحرس الوطنى والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم، وأعلنت السلطات السعودية حالة الطوارئ لخدمة الحجيج واتخذت إجراءات مشددة لتحديد مسارات الحجاج أثناء تصعيدهم ونفورهم من عرفات إلى المزدلفة ومنى، وانتشر رجال المرور فى جميع الشوارع لتنظيم حركة سير الحجاج سواء من خلال تخصيص طرق للمشاة والسيارات وتوجيههم إلى أماكن المشاعر المقدسة بالتنسيق مع جميع بعثات الحج الوافدة من جميع دول العالم.

وقال أيمن عبدالموجود، مدير المؤسسة القومية لأعمال الحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعى، إن خطة تصعيد الحجاج من مكة إلى عرفات تمت بنجاح، وأنه تم تصعيد 10 آلاف حاج من حجاج الجمعيات إلى عرفات على متن 220 أوتوبيساً، أمس، دون حدوث أى مشاكل.

وأضاف «عبدالموجود» لـ«الوطن» أنه لا يوجد أى حجاج تائهين بين صفوف حجاج الجمعيات الأهلية، وقد تم تسكين جميع الحجاج فى المخيمات التى تتميز بأنها مضادة للاشتعال والأمطار أيضاً، موضحاً أن عدد حجاج كل خيمة يختلف حسب مساحتها، فهناك خيام بها 200 حاج وأخرى 300 وأخرى 100 وهكذا، وكل حاج مخصص له مساحة متر و60 مربعاً، ومرتبة طولها 190 سنتيمتراً وعرضها 55 سنتيمتراً.

وفيما يتعلق بالحالات المرضية، قال إنه يوجد 10 حالات مرضى غسيل كلوى بين صفوف حجاج الجمعيات الأهلية، وأنه يتم إجراء جلسات غسيل لهم بواقع 3 جلسات أسبوعياً.

من جانبه، قال خالد سلطان، رئيس بعثة حج وزارة التضامن الاجتماعى، أن هناك إشرافاً دورياً على المخيمات، وأنه يوجد 5 مشرفين عن كل مخيم، من بينهم 3 مسئولين عن تسكين الحجاج، و2 عن الترحيل من منى إلى المزدلفة، فضلاً عن وجود 4 موظفين بكل مخيم لضمان المتابعة المستمرة.

من جانبها، كثفت بعثة الحج السياحى من جهودها لتذليل العقبات أمام ضيوف الرحمن، وأجرت البعثة المكونة من غرفة الشركات ووزارة السياحة برئاسة محمد شعلان اتصالاتها مع مشرفى البعثة ومشرفى شركات السياحة للاطمئنان على نفرة الحجاج التى بدأت مع غروب شمس أمس وشهدت زحاماً شديداً، إلا أن معظم حجاج الشركات السياحية نفروا دون مشاكل كبيرة بسبب قربهم من بداية جبل عرفات والطرق المؤدية إلى المزدلفة.

وتفقدت بعثات الحج المصرية بحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف رئيس البعثة، أماكن إقامة الحجاج بالمشاعر المقدسة، وتأكدت من توافر الأماكن المخصصة لهم.

من جهته، قال محمد شعلان، وكيل أول وزارة السياحة والمشرف العام على الحج السياحى، أن البعثة نجحت منذ قدومها فى حل المشاكل التى اعترضت ضيوف الرحمن وكادت أن تتسبب فى صعوبات أمام الحجاج بالنسبة للأمطار التى هطلت أمس الأول ولم تؤثر بشكل مباشر على المخيمات، وقد أجرت البعثة اتصالات مكثفة مع مؤسستى الطوافة والنقل السعوديتين لتوفير المخيمات البديلة حال تضرر أى مخيمات. وعلى صعيد الخدمات التى وفرتها السلطات السعودية لضمان راحة ضيوف الرحمن، نُشرت شاشات تليفزيونية كبيرة فى مشعر «منى» لتبين أماكن الزحام على رمى الجمرات ولربط المخيمات بجسر الجمرات عن طريق دوائر تليفزيونية، ومتابعة التكدس لاختيار الوقت المناسب للرجم، كما وفرت السلطات برامج للمكفوفين لتأدية المناسك بطريقة «برايل «كما وفرت مستشفيات قريبة من المشاعر لخدمة مرضى الفشل الكلوى وكراسى متحركة لذوى الإعاقات وسيارات مجهزة لمرضى السرطان والكبد.

وأوضحت إيمان قنديل، رئيس بعثة الحج السياحى، أنه تم تشكيل مجموعات عمل من أعضاء البعثة وتوزيعها على مخيمات مكاتب الطوافة التى تخدم حجاج السياحة وهى 17 مكتباً، وتم اختيار أعضاء مجموعات العمل من ذوى الخبرة الكبيرة فى الإشراف على الحج، بهدف التواصل مع المطوفين والاطمئنان على اتخاذ جميع التدابير والترتيبات التى تضمن راحة الحجاج ومراقبة عمليات التصعيد والنفير من عرفات والخدمات المقدمة للحجاج. وفى السياق، قال باسل السيسى رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات، إنه «تم التنبيه على مشرفى الشركات بأن يكونوا ملاصقين للحجاج طوال فترة وجودهم فى المشاعر المقدسة سواء فى منى أو عرفات، للتدخل الفورى من أجل حل المشاكل الطارئة».

وأشار «السيسى» إلى أن حجاج السياحة يقيمون فى مخيمات صناعة ألمانية مكيفة بجانب توافر بوفيهات مفتوحة طوال اليوم، وتقع هذه المخيمات فى منطقة قريبة من الطريق الرئيسى لسرعة مغادرة عرفات إلى المزدلفة وقت النفرة، فيما أعرب الحجيج عن سعادتهم بالالتزام الكبير الذى تبديه شركات السياحة طوال الموسم، حيث لم يتم رصد أى مخالفات من قبل لجان التفتيش التابعة للوزارة حتى هذه اللحظة.

وعقد ممثلو غرفة الشركات اجتماعاً عاجلاً مع المطوفين وطالبوهم بضرورة الالتزام بكافة تعاقداتهم مع الشركات، وتنفيذ التعاقد الجماعى الذى وقعته الغرفة نيابة عن شركات السياحة والذى يضمن تقديم خدمات أفضل من الأعوام الماضية، وهو ما بدأ بالفعل بمجرد وصول الحجاج إلى المشاعر المقدسة.