بعد اتفاق مع "الانقلابيين".. رئيس بوركينا فاسو يعود لمنصبه

12:01 م | الأربعاء 23 سبتمبر 2015

يعود رئيس بوركينا فاسو ميشيل كافاندو، الذي أطاحه انقلاب قبل أسبوع، إلى منصبه اليوم، بحضور 6 رؤساء دول في المنطقة، وزعيم الانقلابيين في واجادوجو، حيث وقع اتفاق بين جنود المعسكرين، أدى إلى تراجع التوتر.

ووقع الانقلابيون في بوركينا فاسو مساء أمس، اتفاقا نص على عودتهم إلى ثكناتهم، ووافقوا على عودة الرئيس الذي أطاحوا به إلى منصبه، امتثالا لطلب المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي أرسلت اليوم وفدا إلى واجادوجو، حيث يبدو أن الانقلابيين والقوات الموالية للرئيس، فضلا منطق التهدئة بعد تصريحات نارية.

وقرر رؤساء دول وحكومات مجموعة غرب إفريقيا، خلال اجتماعهم في نيجيريا، أمس، إرسال وفد يضم رؤساء دول إلى واجادوجو، لإعادة الرئيس ميشال كافاندو إلى منصبه كرئيس انتقالي لبوركينا فاسو.

وقال رئيس مفوضية المجموعة كادري ديزيريه ويدراوجو: "دعوا أيضا الحرس الرئاسي إلى وقف القتال، وطلبوا من الوحدات الأخرى في الجيش عدم استخدام القوة لتجنب خسائر بشرية".

وكان الانقلابيون في لواء الأمن الرئاسي، القوة الخاصة في جيش بوركينا وحرس الرئيس السابق بليز كومباوري، أطاحوا بالرئيس في 17 سبتمبر ثم أوقفوه، وأفرجوا عنه بعد احتجازه لأيام، وأدى الانقلاب إلى وقف تنظيم الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر، والتي كان يفترض أن تنهي المرحلة الانتقالية التي تلت سقوط الرئيس بليز كومباوري في أكتوبر 2014.

وطالب جنود الحرس الرئاسي، لتبرير الانقلاب، بإشراك الأنصار السابقين لكومباوري في الانتخابات، بعدما استبعدتهم منها السلطات الانتقالية.

وكان زعيم الانقلابيين الجنرال جيلبير ديانديريه، قال صباح اليوم: "لا نرغب في القتال لكن سندافع عن أنفسنا بالتأكيد، بدأنا محادثات وتبادلنا آراء مثمرة جدا وهذه المحادثات تواصلت صباح اليوم لنجد حلال لهذه المشكلة".

وأكد زعيم الانقلابيين، في المساء التزامه بخطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وقال إن مسألة عودة كافاندو منتهية، وأن الرؤساء الأفارقة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيصلون غدا إلى واجادوجو لإعادته إلى منصبه، قائلا: "نظريا أنا من سيستقبلهم في المطار غدا وكافاندو سيرافقهم بعد ذلك".

وأضاف، "مجموعة غرب إفريقيا، قررت عودة كل رجالنا الموجودين في الخارج إلى ثكناتهم وإعادة السلاح إلى المخازن، هذا قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وليس في يدنا حيلة أمامه"، مشيرا إلى أنه يتعين أيضا على بقية القوات الموالية للرئيس، التي أتت من داخل البلاد إلى العاصمة، أن تتراجع مسافة 50 كيلومترا، أما قادة الوحدات الموالية للرئيس كافاندو، والمتمركزة في واجادوجو، فلم يترددوا في التعبير عن تصميمهم، مؤكدين أنهم يملكون الوسائل لمهاجمة الحرس الرئاسي.

وينص الاتفاق الذي يتألف من 5 نقاط، وعرضه الطرفان أمام الصحفيين في مقر إقامة موجو نابا، زعيم قبيلة موسيس الذي يتمتع باحترام كبير في البلاد، على التزام الحرس الرئاسي ملازمة ثكنته في معسكر نابا كوم الثاني، وإخلاء المراكز التي يحتلها في مدينة واجادوجو، أما القوات الموالية، فوعدت بتراجع وحداتها 50 كيلومترا، وضمان أمن الأفراد الحرس الرئاسي وعائلاتهم، كما أعلن الجانبان قبولهما مهلة 72 ساعة لاستعراض وضع التسلح.

ويضم وفد مجموعة غرب إفريقيا، الذي سيصل اليوم إلى واجادوجو، رؤساء نيجيريا والنيجر وتوجو وغانا وبنين والسنغال، ويسعى الوفد إلى بدء حوار سياسي مع كل الأطراف المعنية، على أمل التوصل إلى ترتيبات تفاوضية، بموجب مشروع الاتفاق الأول الذي عرض الأحد المضي، ويعتبر مقبولا من السكان والمجتمع المدني.