بالصور| "عمارة تيرنج".. تحفة عالمية غارقة بين الإهمال والباعة الجائلين

كتب: ضحى السيد

بالصور| "عمارة تيرنج".. تحفة عالمية غارقة بين الإهمال والباعة الجائلين

بالصور| "عمارة تيرنج".. تحفة عالمية غارقة بين الإهمال والباعة الجائلين

من ناصية شارع الجوهري بميدان العتبة.. تراها أمامك، تحفة معمارية أوروبية الملامح، لا تكاد تخطئها العين لجمالها الذي لا يماثله سوى ثلاثة أبنية على مستوى العالم.. إنها عمارة "تيرنج" التي لم يشفع لها تاريخها الذي تجاوز المائة عام أن تحظى بالقليل من الاهتمام، حتى صارت غارقة ما بين زحام الباعة الجائلين وبين ما قد يراه البعض إهمالا من المسؤولين.

البناية الأثرية تتكون من خمسة طوابق، تعلوها كرة تحملها أربعة تماثيل تمنحها طابعا مميزا عن باقي الأبنية المحيطة بها، أنشئت في العام 1895 بناء على رغبة مالكها الخواجة اليهودي النمساوي "تيرنج"، والذي مازالت البناية تحمل اسمه إلى الآن، في أن يحاكي أشهر متاجر أوروبا وأكثرها فخامة، لتصبح "تيرنج" بذلك من أكبر المتاجر متعددة الأدوار بالقاهرة في هذا الوقت.

وبرغم ما نالته البناية العريقة من عناية واهتمام عند بنائها لتصبح على شاكلة أشهر متاجر أوروبا، فإن الحال قد تدهور بها الآن وظهرت عليها آثار الزمن الذي طمس الكثير من ملامحها المعمارية التراثية، فوفقا لما أوضحه لـ"الوطن" محمد إبراهيم، أحد العاملين بالمحلات التجارية بالمنطقة، فإن "البناية تفتقر إلى الترميم الذي يعيد إليها رونقها، بخاصة أن كل عمليات التطوير والصيانة التي تمت خلال السنوات الماضية لا تتعدى كونها مجرد مجهودات فردية كالتبييض والنقاشة التي يقوم بها بعض الأفراد لأماكنهم الخاصة، وهو ما لا يتناسب مع القيمة السياحية للمكان الفريد الذي يتردد عليه كثير من السائحين لتصويره". 

وأضاف إبراهيم أنه "على الرغم من تردد بعض المسؤولين من الحي ومن وزارة الآثار على البناية خلال الفترة الماضية، فإنه لا توجد أية نتائج ملموسة، لذلك فحال العمارة الأثرية كما هو عليه لم يتغير منذ سنوات".

علي الجانب الآخر، أوضح المتحدث الإعلامي باسم محافظة القاهرة خالد مصطفي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن "عمارة تيرنج من أهم المباني الأثرية بمنطقة وسط البلد، لذلك هي ضمن مشروع تطوير القاهرة "الخديوية"، والذي يتم تحت إشراف لجان متخصصة إلى إعادة المباني ذات الطابع التاريخي كعمارة "تيرنج" إلى سابق عهدها، كنموذج مشرق للوجه الحضاري للقاهرة".

أما فيما يخص أصحاب المحلات والبائعة الجائلين المحيطين بالعمارة، فقد أشار خالد إلى أنه ليس من الممكن طردهم من المكان لكون بعضهم ملاك لأماكنهم منذ وقت طويل، لكن ما يمكن فعله هو وضع ضوابط تلزم كلا منهم بالمكان المخصص له وبألا يتجاوزه.

وفي الوقت الذي أوضح فيه أحمد توفيق عبد العزيز، عامل الأسانسير بالبناية، لـ"الوطن"، أن هناك مساعي من السكان لصيانة العمارة في أعقاب عيد الأضحى المبارك، أكد المتحدث الإعلامي باسم محافظة القاهرة لـ"الوطن" في نفس الوقت أنه ستكون هناك محاولات للتنسيق مع الأهالي لتوحيد الجهود لإعادة العمارة الأثرية إلى حالتها الطبيعية.


مواضيع متعلقة