القصة الكاملة لهدم "الجرافيتي".. رسمه الثوار وطمسته الجامعة الأمريكية

كتب: سلوى الزغبي ودينا عبدالخالق

القصة الكاملة لهدم "الجرافيتي".. رسمه الثوار وطمسته الجامعة الأمريكية

القصة الكاملة لهدم "الجرافيتي".. رسمه الثوار وطمسته الجامعة الأمريكية

{left_qoute_1}

 

رسوم ضخمة ضمَّت في ثناياها وجوها شابة مصرية، وعبارات خرجت من بين الصرخات والاحتجاجات، وأخرى صورت مشاهد آلفتها قلوب الأمهات اللاتي فقدن أبناءهن، ظلت حافظة لمكانها على الرغم من مرور ثلاثة أعوام على وجودها، شاهدة على الكثير من الأحداث، وسقوط الكثير من الشهداء والمحتجين، بالشارع الذي شهد معركة مهمة من معارك ثورة 25 يناير 2011، وسجل تاريخ معارك أخرى كثيرة.

{left_qoute_2}

 

"جرافيتي محمد محمود" حوَّل الشارع الذي يتفرع من ميدان التحرير إلى متحف مفتوح موثق ظل حافظا لمكانه به رغم إزالته أكثر من مرة، وإعادة رسمها مجددا، وزُينت جدران الجامعة الأمريكية بميدان التحرير بالعديد من رسوم الجرافيتي، واللوحات الجدارية التي نقش عليها عدد من الكلمات من مختلف الديانات السماوية لنشر المحبة والإخاء بين المواطنين الذين اصطفوا في الشارع لعدة أيام، فضلا عن رثاء للشهداء، مستشهدين بشعر أمل دنقل الشهير "لولا هذا الجدار.. ما عرفنا قيمة الضوء الطليق".

حتى كان هدم السور الخاص بالجامعة الأمريكية، بشارع محمد محمود بالتحرير، صباح الخميس الماضي، وزاحمت جدارية الصمود دماء شهداء سقطوا أمامها، وضمتهم جميعا الأرض، بعدما وثق عدد من الرسامين والثوار "أحداث محمد محمود" على الجدار برسوماتهم وقتها، واضعين عليها بصماتهم طوال الخمسة أيام التي قضوها داخل الشارع بعد الاشتباكات الدامية بينهم وبين قوات الشرطة، والتي انتهت بموت المئات وإصابة الآلاف، فصوَّروا أحداث مجلس الوزراء وماسبيرو والمصادمات معهم، فضلا عن عدد من الشهداء الآخرين أبرزهم مينا دانيا وجيكا والشيخ عماد عفت، والتي تعرضت للإزالة أكثر من مرة كما حدث في 21 مايو و18 سبتمبر 2012، فمنها ما أُزيل نهائيا، ومنها ما ظل بمكانه من اللوحات المنقوشة، بجانب ما أُعيد رسمه من الرسامين مرة أخرى للتأكيد على اهتمامهم بذلك المكان في قلوبهم.

17 سبتمبر 2015.. تاريخ بدء هدم سور الجرافيتي الخاص بالجامعة الأمريكية، وقيل إنها أُزيلت لكتابة بعض الشعارات السياسية على سور الجامعة ووجود صور لرموز سياسية، لكن الجامعة الأمريكية خرجت عن صمتها بعد ثلاثة أيام من بدء عملية الهدم، وقالت في بيان رسمي لها اليوم، إنها قررت إزالة مبنى العلوم الكائن بحرمها بميدان التحرير، وتحويل مكانه إلى حديقة خضراء، في إطار الخطة العامة للدولة لتجميل ميدان التحرير.

أوضح البيان أن الجامعة قررت هدم المبنى لأنه لم يعد مستخدما؛ لانتقال الدراسة إلى حرم الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة في عام 2008، كما أنه لم يعد صالحا للاستخدام بعد الأضرار البالغة التي لحقت به أثناء أحداث ثورة يناير 2011.

 

{left_qoute_3}

أشار البيان إلى تزامن قرار هدم مبنى العلوم، مع قرار الجامعة تحويل المكان إلى مركز ثقافي وانتقال الطلاب لحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة، مضيفا: "سيتم تحويل الحرم المقرر هدمه إلى مقر لإقامة الندوات والمعارض والمحاضرات العامة والحفلات الموسيقية ومحاضرات كلية التعليم المستمر، وبهدم المبنى ستكتمل خطة تحويل حرم التحرير لمركز ثقافي بعد إضافة الحديقة إلى المكونات الثقافية السابق ذكرها".

وتابعت الجامعة: "من أجل إزالة مبنى العلوم بحرم التحرير، كان لا بد من إزالة السور المتاخم له لدخول المعدات اللازمة ولإتمام عملية الهدم، ولما لسور الجامعة بشارع محمد محمود من أهمية تدركها الجامعة لما يحتويه من جرافيتي ورسومات موثقة لثورة 25 يناير، فإن الجامعة صورت هذه الرسومات ووثقتها وحفظتها لعرضها بمعرض دائم، يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ الحياة السياسية المصرية المعاصرة، كما سيكون المعرض مفتوحا للجمهور".

واستطردت: "بعد الانتهاء من إزالة مبنى العلوم وتحويل مكانه إلى حديقة، ستنشئ الجامعة سورا معدنيا، على غرار الموجود بميدان التحرير، وسيكون كاشفا للحديقة الجديدة، ما سيزيد من الرقعة الخضراء في المنطقة".


مواضيع متعلقة