إصابة الجنين بالصمم والعمى.. مخاطر فيروس شائع يصيب الحوامل

إصابة الجنين بالصمم والعمى.. مخاطر فيروس شائع يصيب الحوامل
كتبت - أمنية سعيد
عندما أخفقت إيميليا، ابنة كارلا سوبريني، في اجتياز اختبار السمع الأولي لحديثي الولادة، لم يخطر ببال كارلا أن السبب وراء ذلك هو فيروس تضخم الخلايا (CMV) الذي انتقل إليها دون علمها من طفلها الأكبر أثناء فترة الحمل، وبحلول الأسبوع الخامس من عمر إيميليا، أكدت اختبارات سمع أخرى فشلها، وأظهرت مسحة أُخذت من خدها أنها مصابة بفيروس تضخم الخلايا، وهو فيروس شائع ولكنه غالبًا ما يكون غير معروف.
فيروس أثناء الحمل يصيب الجنين بالصمم
كانت إصابة الأم بفيروس تضخم الخلايا للمرة الأولى خلال فترة الحمل تسبب في مخاطر جسيمة على الجنين، بما في ذلك الصمم الناتج عن تلف الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية، والعمى، وتلف الدماغ، وتأخر النمو، واحتمالية الإصابة بالتوحد، وهو ما كان سببًا في أن ترتدي إيميليا حاليًا أجهزة سمعية لتعويض ضعف السمع الذي تعاني منه، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
كان إجراء اختبار على عينة دم أُخذت من كارلا خلال موعدها الأول قبل الولادة في الأسبوع الثامن من الحمل، أظهر وجود أجسام مضادة حديثة لفيروس تضخم الخلايا، مما يشير إلى أنها أُصيبت بالفيروس بالفعل في المراحل المبكرة من الحمل، ولو كانت هذه العينة قد خضعت لفحص روتيني للكشف عن فيروس تضخم الخلايا في ذلك الوقت، لكان من الممكن إعطاء كارلا دواءً مضادًا للفيروسات، وهو ما كان سيقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى إلى الجنين وبالتالي تجنيب إيميليا مضاعفات الإصابة.
وتتحدث كارلا، البالغة من العمر 38 عامًا والتي تقيم في شمال لندن مع زوجها فرانشيسكو (49 عامًا) الذي يعمل في مجال التسويق وطفليهما ليوناردو (4 أعوام) وإيميليا (3 أعوام)، عن تجربتها قائلة: «كان اليوم الذي اكتشفنا فيه إصابتي بفيروس تضخم الخلايا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هو أسوأ يوم في حياتي».
وتضيف كارلا أنها لم تكن على دراية بفيروس تضخم الخلايا من قبل، ولم تعانِ من أي مشاكل صحية خلال فترة حملها، وتوضح كارلا، التي تعمل مديرة لشركة معمارية: «لا أتذكر أنني شعرت بتوعك في أي وقت، ولم يذكر أحد من الأطباء في مواعيد متابعة الحمل أي شيء عن الفيروس المضخم للخلايا».
ما هو فيروس تضخم الخلايا؟
يُعتبر فيروس تضخم الخلايا (CMV) أحد فيروسات مجموعة الهربس البسيط، وهي المجموعة المسؤولة أيضًا عن ظهور قروح البرد، وعادةً ما يكون هذا الفيروس غير ضار بالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء، حيث لا يسبب لهم أي أعراض ملحوظة على الرغم من أن بعضهم قد تظهر عليه أعراض خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا، ومع ذلك، يشكل فيروس تضخم الخلايا خطرًا كبيرًا على الأجنة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وذلك لأن أجهزتهم المناعية لم تتطور بشكل كامل بعد، وينتقل هذا المرض عن طريق سوائل الجسم مثل اللعاب والبول، وبشكل رئيسي عن طريق الأطفال الصغار، بسبب سوء النظافة، بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي واحد من كل 200 طفل يولد في المملكة المتحدة مصابًا بفيروس تضخم الخلايا (CMV)، وفي حين أن غالبية هؤلاء الأطفال لن تظهر عليهم أي علامات للمرض، فإن التأثير يكون بالغًا على حوالي واحد من كل 1000 طفل، وهو ما يعادل تقريبًا 900 طفل سنويًا، وفقًا لما ذكرته لوسي ليانج، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة CMV Action الخيرية، وتضيف ليانج: «على الرغم من أن فيروس تضخم الخلايا أكثر شيوعًا من متلازمة داون أو السنسنة المشقوقة أو التليف الكيسي، إلا أنه لا يزال غير معروف نسبيًا لدى عامة الناس».
ومن اللافت للنظر أنه لا يتم إجراء فحص روتيني لفيروس تضخم الخلايا للأمهات أثناء فترة الحمل، كما أنه ليس جزءًا من الفحوصات الصحية التي تُجرى لحديثي الولادة في المملكة المتحدة، وقد تركز الجدل الدائر حول هذا الموضوع على صعوبة التمييز بين الأطفال المصابين بفيروس تضخم الخلايا والذين لن يعانوا من مشاكل صحية طويلة الأمد نتيجة لذلك، وبين أولئك الذين قد يحتاجون إلى تدخل طبي، وقد أثار هذا التحدي مخاوف بشأن إمكانية إعطاء علاج مضاد للفيروسات لبعض الأطفال دون داعٍ، في حين أن آخرين قد يستفيدون منه بشكل كبير إذا جرى تشخيصهم مبكرًا، خاصة وأنّه إذا تم إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات خلال الشهر الأول من حياة الطفل، فيمكن أن يمنع ذلك تقدم فقدان السمع.