قصة 10 أيام اختفت من التاريخ في هذه الدول.. لم تسجل أي مواليد أو وفيات

قصة 10 أيام اختفت من التاريخ في هذه الدول.. لم تسجل أي مواليد أو وفيات
عندما يتعلق الأمر بحساب التقويمات المختلفة على مستوى العالم، فقد تتراكم الأخطاء الصغيرة بمرور الوقت، وهو ما وقع بحسابات التقويم اليولياني القديم الذي كان سائدا بعدد من الدول المسيحية الأوروبية للألفية الأولى الميلادية في القرن السادس عشر، وكان يعتبر أفضل من التقويم الجمهوري الروماني الذي حل محله، لكنه كان أطول بـ11 دقيقة و14 ثانية من السنة الاستوائية «وهي المدة التي تستغرقها الشمس للعودة إلى نفس موقعها كما تُرى من الأرض»، ونتيجة ذلك كان التقويم ينحرف بمقدار يومًا واحدًا تقريبًا بمرور كل 314 عاما.
صعوبة حساب تاريخ عيد القيامة
نتيجة هذه الأخطاء الواضحة في التقويم اليولياني كانت هناك صعوبة بمرور السنوات في حساب تاريخ عيد الفصح أو المعروف بعيد القيامة، لذا قرر مجمع نيقية المقدس في عام 325 تحديد يوما تاريخيا ثابتا للاحتفال بتلك المناسبة السنوية الرسمية، لتوافق في يوم الأحد الأول من كل عام بعد اكتمال أول قمر عقب الاعتدال الربيعي، وفق موسوعة المعرفة والعلوم البريطانية.
وقد يوم الأحد صادف في ذلك الوقت يوم 21 مارس، وفق الموسوعة البريطانية للعلوم والمعرفة.
وبمرور الوقت لوحظ التناقص المتزايد بين التاريخ الذي حدده مجمع نيقية المقدس وموعد الاعتدال الربيعي الفعلي في القرن الثامن الميلادي، وبناء عليه عرضت عددا من المقترحات على الباباوات في العصور الوسطي لإصلاح التقويم، ولكن لم يُتخذ أي إجراء وظل العمل بالتقويم اليولياني مستمرًا كتقويم رسمي للكنيسة على الرغم من عيوب بعض الحسابات التاريخية به.
اختفاء 10 أيام من التاريخ
وبعد مرور سنوات طويلة من تلك الأزمة المستمرة تم إصدار مرسوم رسمي بين عامي 1562 و1563، دعا البابا خلاله لحل تلك المشكلة وتطبيق تقويم آخر مُعدل ويحل أزمة تلك الأخطاء الحسابية التاريخية، وهو الأمر الذي استغرق نحو عقدين دون الوصول لحل مناسب.
وبعد مرور عقدين وقع البابا جريجوري الثالث عشر مرسومًا بابويًا في فبراير عام 1582 مُعلنًا التقويم المُعدل الذي عُرف فيما بعد بالتقويم الجريجوري، واستندت التعديلات الحسابية التي تم إجراؤها إلى اقتراحات العالم الإيطالي لويجي ليليو، مع تعديلات أخرى أدخلها عالم الرياضيات والفلك اليسوعي كريستوفر كلافيوس.
وبناء على هذا التصحيح الحسابي التاريخي وتطبيق التقويم الجديد المعدل في أكتوبر 1582، تمت إزالة 10 أيام من التقويم، لذا اختارت الكنيسة شهر أكتوبر لتجنب إهمال أي احتفالات مسيحية رئيسية لإزالة تلك الأيام.
مع إعلان التقويم الجديد اعتمدته عددا من دول أوروبا الكاثوليكية في ذلك الوقت والتي كانت تضم دول، النمسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبولندا والولايات الكاثوليكية في ألمانيا، ما أدى لتقدمها بمقدار 10 أيام على بقية دول أوروبا، وبناء عليه سقطت تلك الأيام من الحسابات التاريخية وبالتالي لم تدون أي تواريخ بها خاصة بالمواليد والوفيات.