هل يتم تصفير الرسوم الجمركية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي؟

هل يتم تصفير الرسوم الجمركية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي؟
- الرسوم الجمركية الامريكية الاتحاد الاوروبي
- تعليق الرسوم الجمركية الامريكية
- الرسوم الجمركية الامريكية
- الاتحاد الاوروبي
- الحرب التجارية
- الرسوم الجمركية
مع تصاعد التوترات التجارية ما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، جاءت الرسوم الجمركية الأمريكية لترفع حدة التوتر بدول الاتحاد الأوروبي، ما أثار قلقا عالميًا حول التداعيات الخاصة بذلك الأمر على التجارة الدولية.
وشملت الرسوم الأمريكية التي تم تفعيلها سلعًا متنوعة، بدءًا من الطائرات والسيارات وصولًا للمنتجات الغذائية والمشروبات، ما يعد تصعيدا في وقت حساس، ويسعى فيه الاقتصاد العالمي للتعافي من تداعيات جائحة كورونا، الأمر الذي قابلته أرسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بأنها ستدافع باستمرار عن اتفاقية تعريفات صفرية بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وحتى يحدث ذلك ستظل الأسواق العالمية تشهد حالة من عدم الاستقرار.
الرئيس الأمريكي يرفض تصفير التعريفة الجمركية مع الاتحاد
من جانبه، قال الدكتور علي العبسي، خبير العلاقات الدولية من برلين، إن المقترح الذي قدمته رئيس المفوضية الأوروبية حول الرسوم الجمركية الامريكية والاتحاد الأوروبي واعتماد التعريفة الجمركية «صفر مقابل صفر».
وأضاف، هناك رفض مبدئي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتطبيق هذا الاتفاق، لكن لا يزال المشروع قائم حتى الآن، مشيرًا إلى أن المشروع ليس جديد، فقبل 10 سنوات كان هناك مشروعًا آخر لإقامة منطقة تجارة حرة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، وجرى فيها مفاوضات كبيرة، وتم إيقاف المفاوضات بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فترته الرئاسية الأولى.
وأضاف «العبسي»، خلال تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الأوروبيين يسعون خلال الفترة الراهنة لتجنب تحديات وصعوبات وإشكاليات سيثيرها فرض الرسوم الجمركية على واردات النفط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضمن حزمة البضائع الأوروبية الخاضعة للرسوم.
واستكمل، أن الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي أمر سيء بالنسبة للأوروبيين، فالسوق الأمريكية هام للغاية، وأمريكا هي أكبر مستورد للبضائع الألمانية، وبالتالي فإي تراجع في حجم تلك الصادرات سيسبب مشكلات في الصناعات المحلية الأوروبية.
وأوضح أن الإشكالية التي يخشاها الرئيس ترامب هو قله إقبال الأوروبيين والدول الأخرى على البضائع والصناعات الأمريكية.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك أساسي للاتحاد الأوروبي، وأي عوائق في تلك التجارة أو تدفق السلع والخدمات سيؤدى ذلك إلى إشكاليات في الصناعة المحلية والاقتصاديات المحلية، والتي تعاني حاليا من صعوبات أساسية، فالاقتصاد الألماني عاني من ركود لمدة عامين متتالين، وهناك توقعات بنمو طفيف، وفي حال تم فرض تلك الرسوم فسيدخل الاقتصاد الألماني في ركود للعام الثالث على التوالي، وهي المرة الأولي التي يحدث فيها ركود أقتصادي مدة 3 سنوات متتالية في تاريخ ألمانيا.
الرئيس الأمريكي يتفاوض بميزان القوة
من جانبه قال الدكتور مجيد بودن، أستاذ القانون التجاري الدولي من باريس، إن قرارات الولايات المتحدة الأمريكية على الاقتصاد العالمي لها تأثير قوي وكبير، ذلك لأن واشنطن لها ثقل اقتصادي ومالي دولي، وبالتالي فإن هذه القرارات مهما كانت سيكون لها انعكاسات وتأثيرات اقتصادية كبرى.
وأضاف «بودن» في تصريح خاص لـ« الوطن»، أن الولايات المتحدة عندما قررت رفع الرسوم الجمركية، فإن ذلك ينبع من قناعات ترامب بأن الولايات المتحدة قد تقلص دورها، ومن ثم فإنه يريد إنهاء هذا التقلص والرجوع إلى مركز القوة، وهو ينظر إلى استراتيجيته على أساس أنه يجب أن يخدم أمريكا قبل كل شيء، مهما كانت الانعكاسات، ولا يرى إلا الانعكاسات على الاقتصاد الأمريكي.
وأكد أنه بالتالي، عندما قرر رفع الرسوم الجمركية ثم تراجع ثم زاد ثم تراجع، فإنه بذلك ينفذ عملية تكتيكية، وهذا أسلوب ترامب، وهو التفاوض بميزان القوة، وهو الذي يخلق موازين القوى في هذه النقطة على الأقل.