الاحتلال الإسرائيلي ينسف المباني السكنية بأهلها.. ويواصل عدوانه على «طولكرم»

الاحتلال الإسرائيلي ينسف المباني السكنية بأهلها.. ويواصل عدوانه على «طولكرم»
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة، ونسف المبانى السكنية شمال غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع، واستهدف، أمس، منطقة مكتظة بالسكان فى حى الشجاعية، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وقال يوسف أبوكويك، مراسل «القاهرة الإخبارية» من غزة، إن هناك عدداً كبيراً من الجرحى تحت أنقاض المنازل التى دمرها الاحتلال فى حى الشجاعية، فيما تجاوز عدد الشهداء الـ20 شهيداً، وهو فى تزايد نتيجة الاستهداف الإسرائيلى للحى، إضافة إلى 50 مصاباً فى مناطق متفرقة.
وأشار مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن طواقم الإسعاف والإنقاذ واصلت البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، وتم نقل جثامين الشهداء والجرحى إلى المستشفى الأهلى العربى «المعمدانى» بالمدينة، ورجّحت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء فى ظل وجود حالات حرجة بين الجرحى.
وأفاد الدفاع المدنى بغزة، فى بيان له، بأنه تلقى بلاغات بوجود أكثر من 30 شخصاً بينهم أطفال تحت الأنقاض فى حى الشجاعية، لكنه يعجز عن انتشالهم.
وقال زيد تيم، أمين سر حركة فتح فى هولندا، إنّ إسرائيل مارست كل أشكال القتل الدموية منذ نشأتها، وأبرزها مذبحة دير ياسين التى نفذتها عصابات «شتيرن والإرجون»، تحت قيادة رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيجن، فى التاسع من أبريل لعام 1948، بحق المدنيين من الأطفال والشيوخ والنساء فى قرية دير ياسين الفلسطينية الواقعة غرب القدس وتراوح عدد ضحاياها ما بين 250 و350 شهيداً.
وأضاف فى تصريحات تليفزيونية: «الاحتلال الإسرائيلى يقوم اليوم بنفس المجازر المروعة والمخيفة، ولكن بشكل مختلف وبدعم من الأسلحة الأمريكية المحرمة دولياً»، لافتاً إلى أن الاحتلال لا يقدم إلا نموذجاً من الإرهاب والتطهير العرقى بدعم غير مسبوق من كل من يواليه، حيث يقوم «نتنياهو» اليوم بنفس العمليات الإرهابية فى قطاع غزة بحق الفلسطينيين.
وتابع: «هناك فرق بين المواطنين والمؤسسات غير الحكومية فى العالم وبين الشعوب التى انتفضت من أجل ما يحدث فى قطاع غزة، ولكن هل استطاعت الأمم المتحدة وأمينها العام جوتيريش وكل العالم ومؤسساته الدولية معاقبة الاحتلال بشكل واضح، فقد كانت هناك قرارات كثيرة منذ أكثر من 18 شهراً، ولم يتم تنفيذ أى منها وعلى رأسها اتهام نتنياهو بأنه مجرم حرب، وقرار 181 و242 ولكن على العكس قاموا بوقف عمل الأونروا».
وأشار إلى أنه يجب على العالم أن يرى بعين القانون ما فعلته إسرائيل، وأن يتخذ المجتمع الدولى بكل مكوناته الإقليمية والدولية قراراً يتناسب مع القوانين التى فصّلتها إسرائيل حسب أهوائها، لافتاً إلى أن إسرائيل تسعى بشكل واضح لترسيخ وجودها الإقليمى للحفاظ على قوتها العسكرية، كما أن من يقوم بمعاقبة الاحتلال هو القانون الذى يسقط أحياناً بأيدى قوى ظالمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن محكمة العدل الدولية هى السلطة القضائية الكبرى فى هذا العالم ويتم رفع قراراتها لمجلس الأمن للبت فيها وتشكيل هيئة لمحاربة الدول التى انتهكت حقوق الإنسان بالإضافة إلى اتفاقية روما ومحكمة الجنائية الدولية.
وفى غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة عدد من المواطنين فجر أمس الأربعاء، فى قصف الاحتلال الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن الوزارة قولها إن مواطنين استشهدا فى قصف الاحتلال خيمتين تؤويان نازحين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى مواطنين آخرين بينهما طفل استشهدا جراء قصف الاحتلال شقة سكنية تعود لعائلة الحاج فى مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد مواطن وأصيب آخرون بنيران مسيّرة للاحتلال استهدفت حى الشجاعية شرقى مدينة غزة.
وأشار البيان إلى استشهاد مواطن متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف سابق للاحتلال، ويواصل جيش الاحتلال نسف المبانى السكنية شمال غرب مدينة رفح جنوب القطاع، وارتفعت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 50٫810 والإصابات إلى 115٫688 منذ بدء العدوان فى السابع من أكتوبر 2023.
وفيما يتعلق بالوضع فى الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ73 على التوالى، ولليوم الـ60 على مخيم نور شمس، وسط تنفيذ اقتحامات واسعة واعتقالات، وعمليات تخريب وترويع طالت أحياء المدينة وضواحيها، ليلة الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء، وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اقتحم بمدرعتين من نوع «إيتان»، وبعدد من الآليات العسكرية، المدينة من مدخلها الجنوبى، وجاب شوارعها الرئيسية، مروراً من شارع العليمى غرباً، ودوار اليونس فى الحى الشمالى، وصولاً إلى ضاحيتى شويكة وارتاح، قبل أن ينسحب لاحقاً من الطريق ذاته.
كما شهدت المدينة تحركات مكثفة لآليات الاحتلال، خاصة فى الحى الشرقى ودوار السلام وشارع كراج نابلس القديم، حيث سارت بعكس اتجاه السير، وأوقفت الآليات بعرض الشوارع لمنع مرور المركبات، وسط إطلاق مكثف للرصاص الحى وقنابل الصوت لترويع المواطنين، كما تمركزت قوات الاحتلال فى محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومى، تحديداً فى المنطقة القريبة لمخيم طولكرم، وأوقفت الشبان واحتجزتهم وأخضعتهم للتحقيق الميدانى دون تسجيل حالات اعتقال من تلك المنطقة.
فى سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر الأربعاء، ثلاثة شبان من مناطق مختلفة فى المدينة وضواحيها، ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيمى طولكرم ونور شمس، ونشرت فرق المشاة داخل حاراتهما، مع اقتحامها للمنازل وتخريبها وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، وإطلاقها الرصاص الحى، وسط سماع دوى انفجارات بين الفينة والأخرى.
وفى مخيم نور شمس، انتشرت قوات الاحتلال فى منطقة جبل النصر، وداهمت منازل المواطنين وسط إطلاق قنابل الصوت داخلها، وسماع دوى انفجارات متكررة فى المنطقة، وتواصل قوات الاحتلال استيلاءها على منازل ومبانٍ سكنية فى شارع نابلس والحى الشمالى للمدينة، وتحويلها لثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها فى محيطها، فى حين تقوم بالتضييق على المواطنين واعتراض حركة تنقلهم فى الشارع الذى أغلقت مقاطعه بسواتر ترابية فى كلا الاتجاهين.
ونصبت قوات الاحتلال حاجزاً طياراً على بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبى للمدينة، حيث أخضعت المركبات للتفتيش الدقيق، وفتشت هويات الركاب وهواتفهم النقالة، كما نصبت بوابة حديدية ثانية عند حاجز عناب العسكرى شرق المحافظة، ما أدى إلى عرقلة حركة تنقل المركبات القادمة من محافظات الضفة إلى طولكرم أو الخارجة منها.
وأسفر عدوان الاحتلال الممنهج والمتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل فى الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسرى لأكثر من 4000 عائلة من مخيمى طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحى الشمالى للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
كما ألحق العدوان دماراً شاملاً فى البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التى تعرضت للهدم الكلى والجزئى والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمر الاحتلال 396 منزلاً بشكل كامل و2573 بشكل جزئى فى مخيمى طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.