محمود الجارحي يكتب: ماذا حدث داخل شقة القاهرة الجديدة؟.. جثمان رجل أعمال في «الديب فريزر»

محمود الجارحي يكتب: ماذا حدث داخل شقة القاهرة الجديدة؟.. جثمان رجل أعمال في «الديب فريزر»
كان المقدم كريم البحيري.. رئيس مباحث قسم شرطة أول التجمع، على وشك مغادرة مكتبته، في ديوان القسم، بمنطقة القاهرة الجديدة، شرق محافظة القاهرة، حين طرق عليه الباب، شاب يبدو على وجهه علامات القلق، وبمجرد السماح له بالدخول، وقبل أن يرحب به المقدم البحيري، تحدث الأخير بصوت مرتعش قائلا: «أنا جاي أبلغ عن جريمة قتل.. القتيل هو أبويا.. وجثته في الديب فريزر الشقة في شقته على بعد أمتار من ديوان القسم».. بهدوء تحدث المقدم البحيري مع الشاب مرة أخرى وكرر نفس حديثه، وعلى الفور تحرك رئيس المباحث وبصحبته الشاب المبلغ، وتحركوا بسيارة شرطة «بوكس» وبصحبتهم 3 من معاوني المباحث، وفردي شرطة، وبمجرد الوصول إلى مكان البلاغ، شاهد رئيس المباحث عددا من قاطني العقار أمام مدخل الشقة - مسرح الجريمة - والجميع يتساءل من القاتل؟.. من الذي نفذ تلك الجريمة البشعة؟.. تفاصيل كثيرة وأسئلة داخل أذهان قاطني العقار وجيران الضحية، وهو نفس السؤال الذي دار في ذهن المقدم كريم البحيري، بمجرد دخوله إلى مسرح الجريمة، واستخراج أشلاء الضحية من الديب فريزر.. ردد نفس السؤال من القاتل؟.. وماذا عن دافع الجريمة؟.
دقائق معدودة، وامتلأ المكان بالضباط والأدلة الجنائية والطب الشرعي، وانتشر فريق البحث في المكان للفحص والمعاينة.. وحضر محقق النيابة وكانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة من صباح اليوم.. وحضر أيضا العقيد أحمد التحيوي مفتش مباحث القاهرة الجديدة، وسأل رئيس المباحث عما حدث ليرد الأخير ويخبره قائلا: «ورد إلينا بلاغا من شاب فى العقد الثالث من عمره.. أخبرني فيه أنه عثر على جثمان والده داخل ديب فريزر في الشقة التي يقيم فيها بالمنطقة.. وأنه توجه إلى الشقة بعدما اتصل بوالده أكثر من مرة ولكنه لم يرد عليه، وأن والده صاحب شركة مقاولات في المنطقة.. وليس له أي خلافات أو خصومة شخصية تتطرق إلى جريمة القتل أو جريمة بالبشعة دي».
واستكمل: «إحنا لما وصلنا الشقة مسرح الجريمة - شقة في الطابق الثاني - بعقار مكون من 5 طوابق - ومكونة من 3 غرف وصالة ومطبخ و2 حمام.. والقتيل كان يقيم فيها بمفرده.. كان في عدد ليس بقليل من السكان وناقشنا عددا منهم قالوا إنهم سمعوا صوت استغاثة أو مشاجرة في وقت سابق للعثور على الجثمان يتراوح ما بين ساعتين أو أكثر».
وسأل مفتش المباحث عن التقرير الطبي الخاص بالضحية، رد رئيس المباحث قائلا: «التقرير المبدئي.. أن القتيل قتل بسكين وتم تقطيع جسده إلى أكثر من جزء باستخدام منشار كهربائي - ساطور - وأن التقرير وتصور الجريمة أكد ما جاء على لسان الجيران أنه تم ارتكابها قبل ساعات قليلة من العثور على الجثمان».
بينما كان المقدم كريم البحيري يستعرض تفاصيل المعاينة على العقيد أحمد التحيوي مفتش المباحث، كان محقق النيابة قد انتهى من مناظرة جثمان الضحية، وتحرك وكان بصحبته فريق من الأدلة الجنائية واثنين من معاوني مباحث القسم، حول العقار - مسرح الجريمة - ورصد الكاميرات القريبة من مدخل العقار، وتوجه المحقق وفحص قرابة 5 كاميرات وأظهرت الكاميرات أن هناك شابين دخول العقار في وقت معاصر للجريمة وأنهما غرباء ليس من سكان العقار أو رواد المنطقة، وأنهم اختفوا قرابة 43 دقيقة وظهروا مرة أخرى، وكان على ملابس أحدهم آثار دماء.. وعلى الفور تم عرض الصور على سكان العقار ونجل الضحية، وتعرف على أحد المشتبه فيهم، وتم إصدار قرار ضبط واحضار لهما، وانطلقت مأمورية تضم عددا من الضباط إلى مكان إقامة المشتبه فيهم والأماكن التي يترددون عليها، وتمكنت القوات من ضبطهما، واعترف الاثنان بالتخلص من الضحية بسبب خلافات شخصية مع أحد المتهمين، وسجل ضابط المباحث الاعترافات في محضر الشرطة، بعد أن كشفت الجريمة فى أقل من 12 ساعة، وتمت إحالتهما للنيابة التي تباشر التحقيقات، ونسبت إليهما تهمة القتل العمد، ولا تزال تواصل جهودها للوقوف على ملابسات الواقعة، وكيف ارتكب المشتبه فيهم الجريمة.