«رقية» في محكمة الأسرة بعد 20 سنة زواج.. سر جعل زوجها يرفض الإنفاق على علاجها

«رقية» في محكمة الأسرة بعد 20 سنة زواج.. سر جعل زوجها يرفض الإنفاق على علاجها
عشرات النساء يقفن بشكل يومي أمام محكمة الأسرة، بعد أن فشلن في زيجاتهن كما يصفن، ولا يجدن سبيلًا أمامهن سوى القضاء، ليتخلصن من الهم والعناء الذي يلاحقهن، فتتخذ كل منهن طريق رأته أنه الحل النهائي لمعاناتها، وتقضي ما تبقى من عمرها بين أروقة المحاكم، وتتحول زيجتها لمجرد رقم في سجل الدعاوى، فبعد أن اعتقدت «رقية» أنها تعيش في آمان أبدي، لم تتخيل أن القدر يضعها في قبضة رجل لم يحافظ على عشرتها وأنه سيتخلى عنها في أصعب أيامها بعد أن وهبته عمرها وحبها، ومن على سلم محكمة الأسرة حكت لـ«الوطن»، تفاصيل دعواها التي جعلتها تعاني داخل المحاكم، بعد أن تركها زوجها إثر وعكتها الصحية ورفض الإنفاق على علاجها، فما القصة؟
رقية في محكمة الأسرة بعد 20 سنة
مجموعة من النساء جلسن يتجادلن على من فيهن قصتها أقسى وخلال حديثهن قالت رقية صاحبة الـ41 عامًا بنبرة سخرية، «قصتي بقي تتعمل في مسلسل قسى أيه وحزن ايه ده أنا اكتشتفت إني عايشة مع راجل معرفوش 20 سنه وشه تاني»، حيث أنها جاءت منذ 4 أشهر لتتطلق منه بعد أن هدم حياتها التي بنتها معه لسنوات طويلة، وطردها وأولادها من منزل الزوجية، لتخذل قصة ملئية بالمرارة ابتدت بكلمات حب وألحان أشعار وانتهت بماسأتها وهي تبحث عن نفقة علاجها وحيدة، على حد تعبيرها.
سندت رقية رأسها على الحائط من كثرة التعب، وتذكرت الليلة التي ظهر فيها وجهه الثاني، وقالت: «أنا تعبت بشكل مفاجئ وطبعًا خبيت عليه فترة كبيرة، لحد ما بقيت مش قادرة اشيل الحمل لوحدي وبدأت التعب يبان عليا، فصارحته إني تعبانه الأول مصدقش وفضلنا أسابيع كدا، وكان فاكر إن يتحجج بتعبي عشان المشاكل اللي بينا وعشان كان بيضربنين وبعد أول عملية قالي روحي عند أهلك هما أولى بيكي»، وبالفعل انتقلت رقية لمنزل والدها، ومن يومها لم يسأل عنها ولو مرة واحدة، ولم يصرف عليها قرشًا واحدًا.
بصوت يكسوه الألم والحسرة على شبابها الذي ضاع معه، أكملت حديثها وتنهدت في محاولة منها للتخلص من أنفاسها الثقيلة، أنها منذ 20 عاما تقدم لها زوجها الحالي ووافقت وقابلته وتبادلوا الإعجاب وحددوا موعد الخطبة وبعد أشهر قليله تزوجنا، وكنت سعيدة بالحياة الجديدة، وعلى مدار 10 سنوات أنجبت منه طفلين، وكنت نعم الزوجة له ونعم الأم لأولاده، وكان الجميع بيحسده عليا وعلى حياتنا، وعشت معه أيامًا فاق فيها السيئ الطيب، وهو الآن يرد لي الجميل بأسوأ طريقة تذكر.
«ضرب وإهانة وقلة فلوس وخيانه استحملتهم 20 سنة عشان احافظ على بيتي والولاد، وقولت يمكن بتعدل وهكسب أيه لو أطلقت وفي رقبتيي عيلين»، واستكلملت رقية حديثها «باعني وهجرني عشان ميصرفش عليا وعلى علاجي، وأنا حرمت نفسي من كل حاجة عشان يكون الثروة اللي عنده دلوقتي، وعايز يتجوز وطبعًا مش هيعرف يفتح بيتين»، لتستكمل تفاصيل مؤسفة جعلتها تندم على قرار الزواج منه، قائلة إنها بعد مرضها طلب منها العيش في منزل عائلتها ليعتنوا بها، وبعد إجراء عدة عمليات تكلفت بها أسرتها، وهو ما زال يرفض الإنفاق عليها، وعندما أخبرته أنها تعافت وقادرة على الحركة بشكل جيد نوعًا ما، رفض عودتها إلى منزله وطلب منها استكمال علاجها الطبيعي وسط عائلتها لأنه لم يرعاها.
طلاق للضرر ونفقة علاجية
ولم تجد رقية سبيلًا تلجأ إليه سوى محكمة الأسرة بزنانيري، لتقيم ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 7354؛ وطالبته بدفع مصروفاتها العلاجية وفقًا للمستندات الرسمية.