«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور في العيد.. هل تجدد الأحزان؟

«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور في العيد.. هل تجدد الأحزان؟

«الإفتاء» توضح حكم زيارة القبور في العيد.. هل تجدد الأحزان؟

حكم زيارة القبور في العيد من المسائل الفقهية التي تناولتها دار الإفتاء المصرية، لتوضيح هل الأمر جائز أم مكروه، حيث يرى البعض أنّها تذكير بالموت والدعاء للأموات، وهو أمر مستحب في كل الأوقات، بينما يفضل آخرون تجنب تخصيص العيد لذلك لما فيه من معاني الفرح والسرور.

حكم زيارة القبور في العيد

وذكرت دار الإفتاء في فتوى لها بشأن حكم زيارة القبور في العيد، أنّ زيارة المقابر مندوبا إليها في جميع الأوقات، وتزيد أفضليتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين، لما في ذلك من استشعار معاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولْيُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.

وأضافت الإفتاء في فتواها حول حكم زيارة القبور في العيد، أنّه إذا ورد استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام لما فيها من مزيد فضل على غيرها، فإنّ القول بزيارتها في أيام العيدين أولى بالجواز والمشروعية؛ وفي يومي العيدين تزيد أفضليتهما وبركتهما ورجاء قبول الدعاء فيهما، فيتأكد فيهما استحباب الزيارة إذا التزم المسلم آدابَها وتقيد بضوابط الشرع فيها.

وتابعت الدار في حكم زيارة القبور في العيد، أنّه كان من سُنَّته صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر، وقد فسر العلماء أنّ من أسباب فعله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك أن يزور قبور أقاربه فيهما، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق» أخرجه الإمام البخاري في «صحيحه»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أخذ يوم عيد في طريق، ثم رجع من طريق آخر» أخرجه أبو داود والدارمي في «السنن»، والحاكم في «المستدرك»، والبيهقي في «السنن».

هل زيارة المقابر تجدد الحزن؟

ولفتت الدار خلال حديثها عن حكم زيارة القبور في العيد، إلى أنّ القول بالنهي عن زيارتها في الأعياد لأنها أيام فرح وسرور، وزيارة المقابر سببٌ لتجديد الأحزان، فالجواب من أربعة أوجه، منه أنه ليس كل استدعاء للحزن منهيًّا عنه، بل قد حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تذكر بعض المصائب الماضية واستحضارها إذا كان في تذكرها عزاءً للمرء وتهوينًا لما يصيبه في حاضره من أمور متجددة قد توقعه في القنوط واليأس لولا تذكره شيئًا من المصائب الماضية التي هونها الله تعالى عليه، وأعظم ذلك: مصيبة الأمة بوفاة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وتابعت أنّ النهي عن تجديد الحزن إنما هو فيما يكون مدعاةً للقنوط والاعتراض على قضاء الله تعالى، فأما ما كان مصاحَبًا بالتسليم والصبر والاحتساب، فإن صاحبَه مأجور محمود مثاب؛ فعن فاطمة ابنة الحسين، عن أبيها رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَأَحْدَثَ اسْتِرْجَاعًا وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا، كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهُ يَوْمَ أُصِيبَ» أخرجه الإمام أحمد وابن أبي شيبة، وأبو يعلى في «المسند»، وابن ماجه في «السنن».

وأكملت أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم زار القبور في بعض أيام النصر وهي أيام فرح وسرور، ولم ير في ذلك غضاضة ولا حرجًا، فورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه زار قبر أمه السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها مرجعَه من تبوك، ويوم فتح مكة، وهما يوما فرح ونصر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلًا».