رئيس جامعة الأزهر: البلاغة القرآنية تكشف عن إعجاز لغوي ومعانٍ تؤثر في الوجدان

رئيس جامعة الأزهر: البلاغة القرآنية تكشف عن إعجاز لغوي ومعانٍ تؤثر في الوجدان
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم استخدم الأساليب البلاغية بأسلوب معجز، ومنها الاستعارة التهكمية في قوله تعالى: «فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم»، حيث جاء فعل «بَشِّرْهُمْ» الذي يستخدم عادة في الأخبار السارة، ولكن هنا جاء بمعنى الإنذار بالعذاب، مما يحمل دلالات عميقة تعكس تبلد شعور الكافرين، واستواء الخير والشر عندهم، ومفاجآتهم بما لا يتوقعون، وإثارة الانتباه بأسلوب بلاغي قوي.
معنى «فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم»
وأشار رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «بلاغة القرآن والسنة»، المذاع على قناة الناس، إلى أن هذه الاستعارة تكشف عن عمق التأثير النفسي للقرآن الكريم، حيث إنها تهيئ السامع لسماع خبر سار، ثم يأتي ذكر العذاب، مما يضاعف وقع الصدمة عليهم، ويزيد من الألم النفسي الناتج عن المفاجأة غير المتوقعة.
وأضاف أن هذا الأسلوب يستخدم في عدة مواضع بالقرآن الكريم، كما في قوله تعالى: «إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّۦنَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ ٱلَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِٱلْقِسْطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»، وقوله: «وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»، مما يعزز من غرابة الاستعمال البلاغي ويؤكد المقصد القرآني.
أمثلة أخرى في القرآن
وأكد الدكتور سلامة داود، أن هذا الاستخدام البلاغي في القرآن الكريم يعكس إعجازًا لغويًا متفردًا، حيث تتناغم الألفاظ مع المقاصد، مما يجعل النص القرآني مؤثرًا في وجدان القارئ والمستمع، ويحقق رسالته ببلاغة خالدة تتجاوز حدود الزمان والمكان.