«الأعلى للطرق الصوفية»: أبو العباس المرسي قامة صوفية خالدة في تاريخ الإسلام
«الأعلى للطرق الصوفية»: أبو العباس المرسي قامة صوفية خالدة في تاريخ الإسلام
قال الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإمام أبا العباس المرسي -رضي الله عنه- يمثل أحد أعلام التصوف الإسلامي، إذ كان له دورا بارزا في نشر الطريقة الشاذلية في مصر وخارجها.
وأوضح أبو هاشم، خلال حلقة برنامج «أهل المحبة»، المعروض على قناة الناس، اليوم، أن سيدي أبا العباس المرسي، الذي وُلد في مدينة مرسية بالأندلس عام 616هـ، ينحدر نسبه من الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري، وقد نشأ في بيت تجارة، لكنه اختار طريق الزهد والتصوف، متتلمذًا على يد سيدي أبي الحسن الشاذلي في تونس، قبل أن ينتقل معه إلى مصر عام 643هـ، ليكون خليفته وناشر تعاليمه الصوفية.
وأشار أبو هاشم إلى أن الإمام أبا العباس المرسي كرّس حياته لنشر العلم والتصوف، حيث اجتمع حوله العديد من كبار العلماء، مثل الإمام العز بن عبد السلام والإمام البوصيري، صاحب «البردة الشريفة»، كما أن تلميذه وخليفته سيدي ياقوت العرش واصل مسيرته في نشر الطريقة الشاذلية.
وأضاف أن الإمام أبا العباس المرسي ظل في الإسكندرية لأكثر من 43 عامًا، حتى وافته المنية عام 686هـ، ودُفن في مقبرته التي تحولت لاحقًا إلى مسجد تاريخي يعدّ تحفة معمارية فريدة، يقصده الزائرون من جميع أنحاء العالم.
وتابع بأن الطريقة الشاذلية التي أسسها الإمام أبو الحسن الشاذلي وتولى نشرها أبو العباس المرسي، تعد من أهم المدارس الصوفية في العالم الإسلامي، ولها دور كبير في نشر قيم التسامح والمحبة والمعرفة الروحية.