محلل أمريكي: الكشف عن الوثائق ضربٌ لـ«الدولة العميقة».. و«ترامب» فتح أبواب الجحيم

محلل أمريكي: الكشف عن الوثائق ضربٌ لـ«الدولة العميقة».. و«ترامب» فتح أبواب الجحيم

محلل أمريكي: الكشف عن الوثائق ضربٌ لـ«الدولة العميقة».. و«ترامب» فتح أبواب الجحيم

قال د. ماك شرقاوى، المحلل السياسى الأمريكى، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فتح أبواب الجحيم على نفسه بعد قراره رفع السرية عن وثائق اغتيال الرئيس الأمريكى الأسبق جون كينيدى بهدف ضرب «الدولة العميقة» فى مقتل وقد يعرّضه هذا القرار إلى محاولة اغتيال جديدة.

وأضاف «شرقاوى» فى حوار لـ«الوطن» أن قرار «ترامب» يهدف لتعزيز شعبيته وصورته كزعيم يتحدى المؤسسات التقليدية.

■ كيف ترى أهمية رفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال جون كينيدى؟ وهل يغير الفهم العام للأحداث التاريخية؟

  • لا شك أن رفع السرية عن ملفات اغتيال جون كينيدى يفتح نافذة هامة لفهم طريقة تفكير الأجهزة السيادية فى الولايات المتحدة، ودورها فى الكثير من المواقف، سواء من حيث التعتيم أو إدارة الأزمات، وأود الإشارة إلى مشهد لافت رأيته فى أحد اجتماعات البيت الأبيض؛ كان هناك رجل يحمل ملفاً، يُعتقد أنه خاص بجيفرى إبستين، الذى وُجد ميتاً فى السجن الأمريكى، الجميع قال وقتها إنه لا يمكن أن يكون قد انتحر، وكانت هناك دلائل على احتمال تصفيته، هذه التفاصيل كلها قد تحمل إحراجاً كبيراً أو حتى إدانة محتملة لجهات معينة.

على الباحثين بذل جهد مضاعف لفهم الوثائق والربط بينها وبين المعطيات السياسية والتاريخية الأخرى

■ ما الأمر الأكثر خطورة فى هذه الوثائق؟

- ما يثير الانتباه هو أن هذه الوثائق لا تقتصر فقط على حادث الاغتيال، بل تمتد لتكشف جوانب تتعلق بقضايا أخرى، مثل المفاعل النووى فى إسرائيل ورفض «كينيدى» دعمه، وتفاصيل مثيرة عن دور الـCIA فى إخفاء بعض الأسماء والحقائق عن التحقيقات، وبالتالى فهذه الوثائق تُثير أسئلة حول ما نعرفه وما لا نعرفه بعد، وتضع الكثير من الوقائع تحت مجهر البحث مجدداً، والأهم من ذلك أن الكشف عنها قد يفتح الباب لمراجعة ملفات أخرى، سواء 11 سبتمبر أو قضايا حساسة.

■ عندما يتم الإفراج عن هذا النوع من الوثائق بعد عقود طويلة، ما التحديات التى يواجهها الباحثون فى تفسيرها ووضعها فى سياقها الصحيح؟

- إن أحد أبرز التحديات يتمثل فى رفع السرية لا يعنى ذلك بالضرورة إتاحة كل شىء، هناك دائماً أجزاء تُحجب لأسباب تتعلق بالأمن القومى وأخرى قد تُصاغ بطريقة غامضة، وبالتالى، على الباحثين بذل جهد مضاعف لفهم الوثائق فى سياقها، ومحاولة الربط بينها وبين المعطيات السياسية والتاريخية الأخرى، ولكن سواء كان الكشف عن الحقائق فى حينه أو فى وقت لاحق، فالجريمة تبقى جريمة، ومن المهم أن ندرك أن الإفراج عن الوثائق قد يُستخدم سياسياً لإدانة جهاز معين أو توجيه الأنظار إلى جهة بعينها.

■ ما مصلحة الرئيس «ترامب» فى رفع السرية عن هذه الوثائق؟ وهل له أهداف سياسية؟

- أعتقد أن «ترامب» يهدف إلى ضرب «الدولة العميقة» فى مقتل، ويسعى لتعزيز شعبيته، وقد يرى أن كشف هذه الوثائق سيعزز من صورته كزعيم يتحدى المؤسسات التقليدية، والبعض يعتقد أنه حتى يسعى لتعديل الدستور كى يُتاح له الترشح لعدد دورات أكثر، كما أن هناك أجندة أخرى واضحة، مثل تأكيد حرية حمل السلاح، ومنع الجنسية، وكلها تدخل فى إطار كسب التأييد الشعبى على حساب المؤسسات الراسخة.

■ هل وجود وثائق غير مكتملة أو محذوف منها بعض المعلومات يؤثر على مصداقية الرواية الرسمية؟

- بالتأكيد، عندما تُحذف أجزاء من الوثائق، يُترك فراغ يثير الشكوك ويُصبح من الصعب على أى باحث أو متابع أن يتقبّل الرواية الرسمية بالكامل، لأن الحذف المتعمد يوحى بوجود ما لا يُراد الكشف عنه وهذه النقاط الغامضة تفتح المجال للتأويل، وربما لنظريات المؤامرة.

طرح الملفات

بالتأكيد هناك معلومات ترى الأجهزة الأمنية أن كشفها الآن قد يُعرّض عملاءها للخطر، أو يفتح ملفات غير مرغوب فى طرحها سياسياً، لكن لا بد أن يُعطى الأمن القومى الأمريكى فرصة لمراجعة هذه المعلومات، خصوصاً أن «ترامب»، فرض مهلة 45 يوماً لمراجعة الوثائق قبل رفع السرية.


مواضيع متعلقة