أزمة السودان.. الحرب تدخل العام الثالث والجيش يواصل التقدم في الخرطوم بعد معركة القصر الرئاسي (ملف خاص)

 أزمة السودان.. الحرب تدخل العام الثالث والجيش يواصل التقدم في الخرطوم بعد معركة القصر الرئاسي (ملف خاص)

أزمة السودان.. الحرب تدخل العام الثالث والجيش يواصل التقدم في الخرطوم بعد معركة القصر الرئاسي (ملف خاص)

تقترب الحرب فى السودان من إكمال عامها الثانى والدخول فى عام ثالث بحلول شهر أبريل المقبل، بعدما تسببت فى أزمة خطيرة تهدد البلد العربى الذى عانى طويلاً من ويلات الحروب. وخلال الساعات الماضية، أعلن الجيش السودانى سيطرته على المقر الرئيسى للبنك المركزى فى الخرطوم مع مواصلة تقدمه فى أنحاء العاصمة بعد يوم من سيطرة الجيش على القصر الرئاسى بالكامل، ما يُعد مكسباً كبيراً فى الصراع الدائر منذ عامين مع عناصر «الدعم السريع»، والذى ينذر بتقسيم البلاد، كما استعاد الجيش السيطرة على «برج الفاتح»، فى منطقة «المقرن»، وسط الخرطوم، وأحكم الحصار على عناصر «الدعم السريع» فى جزيرة «توتى»، بعد السيطرة على «برج الفاتح»، واستعاد كوبرى «الملك نمر» بالكامل، ما يفتح الطريق أمام تعزيز مواقع الجيش فى وسط وجنوب الخرطوم.

الجيش يواصل التقدم

وأعلن الجيش السودانى، فى وقت سابق، السيطرة على مدينة «ود مدنى»، عاصمة ولاية الجزيرة، وسط السودان، والتى كانت تحت سيطرة الدعم السريع لأكثر من عام. وتفاعلاً مع انتصارات الجيش السودانى الأخيرة، خاصة السيطرة على القصر الرئاسى، ضجَّت وسائل التواصل الاجتماعى السودانية بفرحة عارمة، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع للاحتفال بالنصر، وأكد محللون أن السيطرة على القصر الجمهورى تمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً فى مسار الحرب، لأن قوات الجيش نجحت فى استعادة وسط الخرطوم بالكامل، بما فى ذلك المؤسسات السيادية والمقرات الاقتصادية الكبرى.

ويتقاسم الجيش السودانى و«الدعم السريع» السيطرة على بعض الولايات السودانية، حيث يسيطر الجيش بالكامل على ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، وسنار، ونهر النيل، والشمالية، والجزيرة» من جملة الولايات البالغ عددها 18 ولاية، وفى المقابل لا تزال ميليشيا الدعم السريع تسيطر على ولايات «جنوب دارفور، وشرق دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور» وأجزاء واسعة من الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى، كما تتحرك بحرية على الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا، بينما يتقاسم الجانبان السيطرة والنفوذ على أجزاء واسعة من ولايات «الخرطوم، وشمال دارفور، وجنوب كردفان، وشمال كردفان، وغرب كردفان، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض».

المعارك أنهكت الاقتصاد السوداني.. وأكثر من 30 مليون مواطن يعانون نقص الغذاء

وأدت الأزمة السودانية المستمرة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، ما أسفر عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى، الأمر الذى جعلها بعيدة عن متناول العديد من الأسر، والنزوح الجماعى للسكان، وانعدام الأمن، حيث أصبح نحو 30.4 مليون مواطن سودانى، أى أكثر من ثلثى السكان، فى حاجة إلى المساعدة، من الصحة إلى الغذاء، وغير ذلك من أشكال الدعم الإنسانى.

وأصبح الجوع الحاد مشكلة متنامية، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى، وتم الكشف عن ظروف المجاعة فى 5 مواقع فى ولاية شمال دارفور، وجبال النوبة الشرقية.

واضطرت أعداد هائلة من المواطنين إلى الفرار من ديارهم إلى مناطق آمنة نسبياً، سواء داخل السودان أو فى البلدان المجاورة، ويُصنَّف أكثر من ثلاثة ملايين شخص كلاجئين، ونحو تسعة ملايين كنازحين داخلياً، ويفوق إجمالى عدد النازحين تعداد سكان سويسرا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، كما تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 18 ألفاً و800 مدنى، منذ بداية الصراع، وتزداد مستويات العنف فى السودان سوءاً، حيث وثقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصى الحقائق بشأن السودان مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان المروعة، ودعت إلى إجراء تحقيقات فى تلك الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة، وتم تقدير الاحتياجات الإنسانية للسودان بنحو 4.2 مليار دولار، وهو رقم قياسى، مع الحاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لدعم أولئك الذين يستضيفون اللاجئين فى البلدان المجاورة.

ومع توسُّع رقعة القتال، أعلنت ميليشيا الدعم السريع، الخميس الماضى، السيطرة على منطقة «المالحة»، شمال دارفور، والتى تُعد منطقة استراتيجية تربط بين شمال دارفور والحدود الليبية، ما يمنحها أهمية عسكرية ولوجيستية، فيما تعهَّد رئيس مجلس السيادة الانتقالى، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، للشعب السودانى بأن المعركة ضد ميليشيا «الدعم السريع» لن تتوقف، وأكد أن القوات المسلحة تستمد روح الاستمرار فى هذه المعركة من المواطنين والشعب السودانى، وفقاًَ لما أوردت وكالة الأنباء السودانية «سونا» أمس.

«البرهان»: الحرب ضد ميليشيا الدعم السريع لن تتوقف

وقال «البرهان»، مخاطباً الجماهير خلال زيارة تفقدية لمدينة «الكاملين»، بولاية الجزيرة، إن «الشعب وقف مع القوات المسلحة، وسنرد له الدين، وسنأخذ للمواطنين بثأرهم من الذين ضربوهم وظلموهم ونهبوا حقوقهم»، وأضاف أن «آلاف الشهداء الذين قُتلوا ظلماً، ونُهبت أموالهم، سترجع لهم حقوقهم، والطريق الذى تمضى فيه القوات المسلحة لن يتغير، ولن نتراجع ولن نتأخر، وسنقف مع المواطن حتى النهاية».


مواضيع متعلقة