آسر ياسين: «قلبي ومفتاحه» أعادنا إلى رومانسية الزمن الجميل

آسر ياسين:  «قلبي ومفتاحه» أعادنا  إلى رومانسية الزمن الجميل

آسر ياسين: «قلبي ومفتاحه» أعادنا إلى رومانسية الزمن الجميل

بقصة رومانسية مليئة بالتحديات والصعوبات، شارك كل من آسر ياسين ومي عزالدين بمسلسل «قلبي ومفتاحه» في موسم دراما رمضان 2025، من إخراج وتأليف تامر محسن، وقدم المسلسل نماذج مختلفة من المجتمع من خلال شخصية محمد عزت سائق الأوبر، وكيف جمعته المصادفة والحب من أول نظرة مع «ميار» على الرغم من أنها متزوجة ولديها طفل.

وكشف «ياسين»، في حواره مع «الوطن»، عن كواليس مشاركته في المسلسل وسر اختياره لسيناريو العمل، وكيفية التحضير لشخصية محمد عزت، وعن علاقته مع مى عزالدين وكواليس تعاونهما لأول مرة، وأصعب مشاهده ورؤيته لتركيبة الشخصية وانعكاسها عليه، ومدى التشابه بينهما، وعلاقته بوالدته وسيطرتها عليه، والعديد من التفاصيل.. وإلى نص الحوار:

آسر ياسين خلال حواره مع «الوطن»

■ بداية.. حدِّثنا عن ردود الفعل حول مسلسل قلبي ومفتاحه وشخصية محمد عزت.

  • سعيد جداً بردود الفعل حول المسلسل، وهناك بعض الأعمال تكون هناك توقعات حولها أثناء تحضيرها، وخاصة أن جميع عناصر العمل رائعة، مثل المؤلف والمخرج تامر محسن والإنتاج سعدى جوهر والأبطال المشاركين، وهذه المؤشرات تجعلنا نؤمن بأننا سنقدم عملاً مهماً وبه نوع مختلف من النجاح، وإذا تم التوفيق أكثر من التوقعات فهذا توفيق من الله.

المسلسل رسالة بألا نكون سلبيين ونواكب العصر

■ وما سر النجاح الكبير الذى حققه المسلسل؟

- أرى أن سبب النجاح الكبير الذى حققه المسلسل هو اختلافه عن الأعمال الموجودة حالياً، وأعادنا للأعمال الرومانسية المنسية، فهو يشبه مسلسلات الماضى «شبه مسلسلاتنا بتاعة زمان اللى كنت بشوفها وأنا صغير زى المال والبنون، والوسية والراية البيضا»، وهو يعبر أكثر عن التوثيق لحالة المجتمع في وقت معين، وهو ما وصل للجمهور وتفاعلوا معه بشكل كبير جداً، خاصة أنه في بداية الأحداث كان يوجد شخصيتان لكل من عزت وميار والتي ظهرت في شخصية الضمير الذى يلوم باستمرار على الأفعال، وكانت بمثابة شخصية ثانية لكل منهما، وهو ما انعكس أيضاً على سير الأحداث، وخاصة أن مسلسل قلبي ومفتاحه يعود لفكرة الافتراض، وهو ذكاء شديد من المخرج تامر محسن وإخلاص من كل صناع العمل.

■ متى شعرت أن «قلبي ومفتاحه» لاقى إعجاب الجمهور خاصة في موسم درامى ضخم؟

- عندما تفاعل الجمهور مع الشخصيات وبدأوا يضعون أنفسهم مكانهم ويفكرون بدلاً منهم، وبعد ذلك معايشتهم داخل قصة حب عزت وميار، ورغبتهم في التخلص من أسعد حتى تكتمل قصة الحب، وفي نفس الوقت تعليقات إيجابية لشخصية أسعد وأنه شخصية مُحيرة يمتلك الخير والشر، فهذه الحالة الكبيرة من تفاعل الجمهور مع بداية الحلقات جعلتنى أطمئن لنجاح المسلسل.

■ وماذا عن مفاجأة والدتك بالاحتفال الخاص لنجاح المسلسل بحضور صديقاتها؟

- كانت مفاجأة بالفعل، وأرادت والدتى أن تحتفل بالنجاح الكبير للمسلسل في منزلها، والمفاجأة أن من كان يصور الفيديوهات في البالكون كان شقيقى وليس أنا كما ظن الكثيرون لأننا يجمعنا شبه كبير جداً، ولم أكن موجوداً بهذا اليوم، وسعدت جداً بحالة الفرحة والحفاوة بى، وتوقفت عند نجاح المسلسل لأنه كان بشكل عفوى وطبيعى دون أى حملات على السوشيال ميديا.

■ وما سبب اتجاهك لهذا اللون من الدراما؟

- لأننى كنت مفتقداً تلك الحالة من الأعمال الرومانسية الاجتماعية الهادئة، خاصة مع الانتشار الكبير لأعمال الأكشن والغموض والجريمة، فقررت الاتجاه لعمل مختلف يناقش العلاقات بشكل مفصل، ولكن لم أنوِ تقديم عمل رومانسى تحديداً، بالإضافة إلى تخطيطى بعدم المشاركة في موسم رمضان هذا العام، وبالفعل رفضت أكثر من عمل فنى، ولكن عندما عرض المخرج تامر محسن المسلسل لم أتردد وغيرت قرارى على الفور «عمل مايتفوتش وكان ليا نصيب هذا العام».

■ ظهرت كيمياء بينك وبين مى عزالدين رغم تعاونكما لأول مرة.. كيف كانت تجربتك معها؟

- اجتمعنا لأكثر من مرة من قبل، وهى إنسانة في قمة اللطف والاحترام، وبعد تعاوننا في مسلسل «قلبي ومفتاحه» وجدتها متواضعة للغاية ولطيفة ومخلصة واحترافية في عملها بشكل كبير، ومشاركتها في العمل وهى في حالة نفسية صعبة بسبب ظروف وفاة والدتها أمر يحتاج للشجاعة والقوة النفسية العصبية وذهنياً كى تتمكن من التخطى، وهو بالطبع أمر خاص بها، مسئولة عن علاج نفسها والخروج من تلك الحالة ولا يمكننى أن أقول رأيى بهذا الموقف الصعب، وبعد انتهاء التصوير شعرت بأننى اكتسبت أختاً حقيقية، وأتمنى تكرار هذه التجربة.

■ أثار مشهد برومو المسلسل بعرض ميار الزواج على محمد عزت ضجة جماهيرية.. ماذا عن كواليس تصويره؟

- المشهد صعب للغاية وكان يتضمن 7 صفحات، وهو الجزء الأساسى والأهم الذى يتم بناء فكرة المسلسل عليه بعد ذلك، ولم يكن مشهداً كوميدياً، ولكن ركزنا خلاله على أن تكون الشخصيات حقيقية، واستحضرنا كل معاناة الشخصيتين خلال المشهد حتى نصدقه، وكان اختياراً ذكياً للغاية من المخرج تامر محسن، لأن يكون هذ المشهد هو البرومو الرئيسى للمسلسل، ويتم طرحه قبل وقت عرض المسلسل لتزداد التساؤلات لدى الجمهور، فمنه تبدأ القصة بينهما وعنده تنتهى أيضاً في مشهد النهاية، وبالنسبة لى أعتبر المسلسل تبدأ أحداثه في الحلقة الخامسة.

■ شهدت شخصية عزت تعليقات من الجمهور بأنه مسالم لدرجة السلبية.. كيف رأيت ذلك؟

- شخصية عزت صعبة للغاية ولكنها حساسة أيضاً فهو ليس ساذجاً، وهو ما قاله في مواجهته مع ميار في الحلقة 12، بأنه طيب ومهذب ولكنه ليس ساذجاً، فهو شخص بسيط للغاية من الطبقة المتوسطة يريد الاستقرار والزواج، ويوجد في الحياة من يمتازون بتلك الطيبة أيضاً «كلنا جوانا محمد عزت وبنحاول نشوف معيار الطيبة والأخلاق»، فهذه الشخصية كان المطلوب أن تظهر متمسكة بصفاتها الجيدة ولكن بطريقة غير مملة، والطيبة أصبحت شيئاً غريباً في عالمنا حالياً، وأرى تساؤلات كثيرة عن وجود الطيبة في الشخصيات مع أنه من المفترض أن يكون هذا الأمر الطبيعى لأنها ليست عيباً «الناس زمان كانوا طيبين ومش عايزين يدخلوا في خلافات»، فشخصية عزت بسيطة، هو ينتمى للطبقة المتوسطة، شخص عادى وطلباته في الحياة طبيعية، درس ويريد العمل بمهنة ثابتة بمؤهله والزواج والاستقرار وتكوين أسرة، ومتصالح مع الحقيقة والواقع وهذه شجاعة شديدة، على عكس الكثيرين الذين يعيشون الآن في طموح أكبر منهم وتُسرق حياتهم، ولكن نوجه أيضاً رسالة خلال الأحداث بألا يكونوا سلبيين في حياتهم، فبدلاً من تقديمه الدروس بطريقة تقليدية ومملة، كان لا بد من تغيير أسلوبه ليواكب العصر. وهو ليس شخصاً سلبياً، بدليل أنه عندما خسر شركته لم يتوقف عندها وبادر بالسعى للبحث عن عمل آخر، ومن الممكن أن يراه البعض تقليلاً منه أنه بعد دراسته الجامعية يعمل سائق أوبر، ولكن على العكس ما يقلل من الرجل هو تقاعسه عن العمل وأن يكون عاطلاً.

■ ولكن.. برأيك ما عيوب شخصية عزت التي أثرت عليه سلباً؟

- هو رجل محترم يسعى إلى العلم، ولكن يعيبه فقط أنه يحتاج إلى أن يكون أكثر انفتاحاً وموائماً للعصر والتطور، وهو ما فعله بعد ذلك بعد إقناع «ميار» في طريقة شرحه لدروس الفيزياء والفيديوهات التي شرحها، وكانت بمثابة مصدر رزق جديد خاصة بعد طلب إدارة النادى منه أن يقدمها للأعضاء بشكل ثابث ومستمر.

■ حياة «عزت» وقرار زواجه متوقف على اختيار والدته.. فهل ترى أنه «ابن أمه»؟

- «كل مصر ابن أمها.. وأنا ابن أمى»، وجميع دول البحر المتوسط أبناء أمهاتهم أيضاً لأن هذه هى ثقافتنا في الشرق، والأم بالنسبة لنا أهم ما في الحياة، على عكس الدول الغربية، حيث يستقل الأبناء بمجرد بلوغهم في حياة بعيدة عن الأمهات، للحد الذى يصل إلى نقلهم إلى دار مسنين، وكنت متفهماً لدوافع عزت في هذا الأمر، واعتماده على والدته لحبه وتقديره لها، وكان من الممكن أن يسافر إلى أمريكا ويستأنف أبحاثه العلمية ويتطور في عمله، ولكنه اختار حب والدته والقرب منها وإرضاءها.

■ ولماذا أطلقت على محمد عزت لقب «آخر الرجال المحترمين»؟

- لأن عنوان شخصية محمد عزت هو آخر الرجال المحترمين، وكان المرجعية المهمة لى أثناء التحضير للمسلسل هو والدى وجدى، لأنهما من جيل كانت لديه مبادئ محمد عزت من الاحترام والصدق وعزة النفس، ولا بد من إعادة تصدير هذه الصفات من جديد.

■ حققت حالة من النجاح مع دياب بشخصية أسعد.. كيف رأيت ردود الفعل القوية عنه؟

- دياب ممثل موهوب ومجتهد ومحترف للغاية، وقدّم دور أسعد ببراعة شديدة لأنها شخصية صعبة، ولكنه أتقنها بإخلاص شديد، فهو لديه ذكاء في اختيار أدوراه في التمثيل.

■ لعبت موسيقى وأغانى الزمن الجميل دوراً مهماً في المسلسل.. كيف رأيت توظيفهما خلال الأحداث؟

- بالفعل لعبتا دوراً كبيراً في نجاحه، وتعلق الجمهور بالمسلسل بداية من طرح البرومو بمقطع من أغنية فريد الأطرش وهى «قلبي ومفتاحه»، حتى إن بعض الشباب من الجيل الحالى لا يعرفون فريد الأطرش وبدأوا في البحث عن الأغنية ومن يقوم بغنائها، فكانت اختيارات موفقة وجاءت متماشية مع فكرة العمل التي تعتمد على الرومانسية والزمن الجميل.

■ لاحظنا حالة من الدفء داخل الشوارع خلال الأحداث.. فهل تم تصويره في مناطق حقيقية؟

- صورنا أغلب المشاهد في ديكورات شبه حقيقية صنعها مهندس الديكور أحمد فايز، وأضاف حالة من الواقعية للأحداث من خلال الشوارع.

■ «قلبي ومفتاحه» تناول المحلل الشرعى بشكل صريح.. فهل تعتبر ذلك من رسائل العمل؟

- بالطبع، ومن أهم الرسائل لأن المحلل حرام شرعاً، وأردنا تسليط الضوء عليه بشكل صريح، حتى وإن كانت الفكرة بها بعض من الجرأة ولكنها مهمة.

■ وماذا عن مشهد نهاية العمل والعشاء الأخير الذى جمع كل أبطال المسلسل؟

- هو من أهم مشاهد المسلسل، وكان لا بد أن تكون النهاية سعيدة لأن هذا ما طلبه الجمهور بعد معايشتهم لقصة حب «ميار وعزت»، وأرى أنه انتصار لقصة حبهما وكانت مُرضية.

■ كيف كانت كواليس التصوير مع أبطال العمل وخاصة سما إبراهيم التي قدمت دور الأم؟

- استمتعت بالعمل مع كل صناع وأبطال المسلسل، سواء من هم أمام الكاميرا أو خلفها، وسما إبراهيم فنانة موهوبة وهى ليست أكبر منى سناً، ولكنها أجادت دور الأم بشكل رائع، بالإضافة إلى الفنان أشرف عبدالباقى، فهذه هى التجربة الثانية التي تجمعنا في عمل فنى بعد فيلم «على جنب يا اسطى»، وأحب العمل معه بشدة لأنه يحترم عمله وهو شخصية جميلة، وعلى الرغم من أن مساحة الدور ليست كبيرة، ولكنها أساسية لأنه خال عزت ووجوده كان مهماً لعلاقته القوية معه، وأعطى حالة من الدفء الشديد للأسرة، وهذا ذكاء من أشرف عبدالباقى، وثقة بالنفس أن يحوّل دوراً بسيطاً إلى محورى بالأحداث ويتعلق به الجمهور. أما الفنان محمود عزب فكان اختياره غير متوقع وفي محله للغاية، وتوفيق للمخرج تامر محسن أن يعيده إلى الفن بهذا الشكل المختلف، وبعيداً عن الكوميديا التي اعتدنا عليها، وهو فنان موهوب.

■ شخصية محمد عزت مهووسة بالفيزياء.. فهل كان آسر ياسين كذلك أثناء دراسته الهندسة؟

- بالطبع أنا أحب الفيزياء والميكانيكا جداً، ولكن لا أحب الكيمياء، فالمهندسون في الأغلب لا يحبون الكيميائيين، والعكس صحيح، وأعشق الهندسة للغاية وتنعكس على اختياراتى وأفكارى.

■ وكيف رأيت مشاركة مخرجى أعمالك في مشاهد تمثيلية داخل العمل؟

- كنت سعيداً لأننى أرى معاناتهم والضغط عليهم مثلنا أمام الكاميرا، ففي العام الماضى بالفعل شارك المخرج هانى خليفة في مشاهد بمسلسل «بدون سابق إنذار»، وهذا العام المخرج تامر محسن في مسلسل «قلبي ومفتاحه»، وهو أمر يعود لهم ولقراراتهم.

كان لا بد لشخصية عزت أن تتحول لأن الأمر أصبح متعلقاً بزوجته وهى ما زالت على ذمته، فلن يقبل أن ينهزم أمامها أو أن يفرض «أسعد» سيطرته عليهما، ولا يمكن أن يتركها معه، وهذا يعود لبراعة الكتابة من تامر محسن، الذى يجعل المواجهة بين «أسعد» و«عزت» ساخنة وفي محلها، وكانت هناك تفصيلة مهمة للغاية بعدما علم «أسعد» بزواج «ميار» من «عزت» وهو تناوله المياه بشراهة، وهو يعبر عن تعرضه لصدمة كبيرة وتحول معها لحالة من الهلوسة.

نقطة تحول شخصية «عزت»

26008730.jpg

49808.jpg تعاونى مع «مى» أكسبنى «أختاً» حقيقية.. و«دياب» ممثل محترف وجسَّد «أسعد» ببراعة 50172.jpg «أنا ابن أمى» مثل جميع المصريين.. وعشقى للهندسة ينعكس على اختياراتى الفنية 50174.jpg نجاح المسلسل أبهرنى لأنه «عفوى» وبلا حملات على السوشيال ميديا 50176.jpg اختيار «عزب» لأداء شخصية «عم أسعد» في محله.. وأعشق العمل مع «عبدالباقى» لإخلاصه


مواضيع متعلقة