جلسات تأهيل نفسي لبطل مسلسل لام شمسية: «ده تمثيل يا علي»

جلسات تأهيل نفسي لبطل مسلسل لام شمسية: «ده تمثيل يا علي»

جلسات تأهيل نفسي لبطل مسلسل لام شمسية: «ده تمثيل يا علي»

مشاعر من التوتر والخوف والخذلان يقدّمها الطفل على البيلى فى دور «يوسف» بمسلسل «لام شمسية»، الذى بدأ عرضه فى النصف الثانى من رمضان. يؤدى «يوسف» دور طفل وقع ضحية للتحرش الجنسى داخل منزله، والجانى صديق والده المقرّب. وقد جسد الطفل على الدور بشكل جيّد أشاد به النقاد والجمهور، حيث عكست ملامحه حالة من الاضطراب النفسى، ليفتح المسلسل بهذه القضية الشائكة النيران على الذين سلبوا الأطفال سلامهم النفسى دون أن يشعروا ببشاعة الفعل الذى ارتُكب فى حقهم ومدى تأثيره عليهم فى المستقبل.

وفى واحدة من الخطوات المهمة خلف الكواليس، أسهم صناع مسلسل «لام شمسية»، من تأليف ورشة سرد بقيادة مريم ناعوم، وإخراج كريم الشناوى، وبطولة أمينة خليل، وأحمد صلاح السعدنى، ومحمد شاهين، ويسرا اللوزى، فى تأهيل الطفل الذى يُجسّد دور ضحية التحرش نفسياً. هذه المرحلة تحدّث عنها المخرج كريم الشناوى، قائلاً إنه أثناء تصوير مسلسل «لام شمسية»، كان الحفاظ على سلامة الطفل «على» الذى يؤدى دور يوسف، وسلامة جميع الأطفال المشاركين فى العمل، من أهم أولوياتهم. لذا، تمت الاستعانة بسارة عزيز، مديرة ومؤسسة «Safe Egypt» وعضو فى المجلس القومى للأمومة والطفولة، فى موقع التصوير، حتى تتأكد من سلامة الطفل النفسية، وضمان عدم تعرّضه لأي مواقف غير محسوبة أثناء التصوير.

وأكد «الشناوى» أنه تم تدريب جميع فريق العمل على كيفية التعامل مع الأطفال فى موقع التصوير، لضمان تأهيل كل طفل للدور الذى يؤديه، وترسيخ أن الأمر فى النهاية مجرد مشاهد تمثيلية تقدّم ضمن عمل فنى. وبالنسبة لـ«على»، أوضح كريم الشناوى أن أكثر من طفل كان مرشّحاً للدور قبل أن يقع الاختيار عليه، قائلاً: «بالنسبة لنا كان الاختيار مهماً جداً، لأن هذا ليس مجرد طفل جاء ليقول كلمتين وينتهى الأمر، بل إن «على» يؤدى دوراً رئيسياً ومهماً وصعباً، وكان لا بد أن يكون الاختيار دقيقاً»، مؤكداً أنه موهبة مصرية قوية وعظيمة تستحق الاهتمام والفخر.

وأضاف «الشناوى»: «علاقتنا به ممتدة من قبل المشروع وحتى بعد انتهاء عرضه بمدة، على شريك، وأصبح عضواً فى العائلة التى تكبر باستمرار، وتخوض تجارب جديدة وتغامر طوال الوقت. نحن محظوظون بعلى وموهبته الفذة، وبعائلته العظيمة التى دعمته ودعمت موهبته، وتتابع معنا وتُنسق لحظة بلحظة».

ويرى عدد من النقاد أن هذه الخطوة إيجابية فى السينما والدراما بشكل عام. وحسب الناقدة ماجدة خيرالله، فى حديثها لـ«الوطن»، فإن البعض لا يفرّق بين الواقع والتمثيل، وفى مثل هذه القضايا الشائكة، يجب أن يكون الأطفال مؤهلين نفسياً، ويمتلكون الشجاعة والقدرة على الرد فى حال تعرّضهم لأسئلة غريبة من أقرانهم.

وتقول الناقدة «خيرالله» إنه عند تصوير مشاهد التحرّش الجنسى بالأطفال فى أعمال درامية مثل «لام شمسية»، قد يعتقد البعض أن الطفل تعرّض لذلك بالفعل، وربما تؤثر عليه هذه المشاهد بعد عرض المسلسل، لذلك من الضرورى أن يكون مؤهلاً نفسياً ليُدرك أن ما يحدث ليس حقيقياً، موضحة: «عندما يكون الموضوع شائكاً ويتعلّق بالتحرش، من الضرورى أن يتم تأهيل الطفل الذى يجسّد دور الضحية، ليفهم أن ما يحدث مجرد تمثيل، ويكون قادراً على الرد على أى أسئلة قد يطرحها عليه الآخرون بشأن كيفية تصوير المشهد، حتى لا يشعر بأن هناك وصمة لحقته».

من جانبه، قال الناقد الفنى رامى المتولى، إن الاستعانة بالأستاذة سارة عزيز فى عمل يناقش قضية التحرش بالأطفال خطوة إيجابية ومهمة، وستترك أثراً إيجابياً كبيراً فى الصناعة، من خلال تحويل بيئة التصوير إلى بيئة أكثر أماناً. كما أنها تُعد امتداداً لخطوات سابقة تسير فى الاتجاه نفسه بتنويعات مختلفة، مثل اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع الحيوانات فى التصوير، لضمان عدم تعرّضها للأذى، وهو أمر ضرورى لتجنّب أى تجاوز غير مقصود خلال تصوير المشاهد التى تنتمى إلى هذا النوع. وأكد أن الاهتمام بهذه التفاصيل فى كواليس الأعمال الدرامية ينعكس إيجابياً على جودة العمل بشكل عام. وأضاف: «الخطوة التى تم اتخاذها فى مسلسل «لام شمسية» للحفاظ على نفسية الأطفال، تؤكد أهمية دور المؤسسات والمجتمع المدنى فى خلق بيئة تصوير صحية تناسب الأطفال، خاصة فى المشاهد التى قد تؤثر عليهم نفسياً. فمن المعروف أن الأطفال المشاهدين محميون بتصنيفات عمرية تمنعهم من متابعة المشاهد العنيفة أو المؤثرة نفسياً، لكن الأطفال المشاركين فى التمثيل قد يكونون أكثر عُرضة للتأثر. لذلك هذه الخطوة ستُقلل الآثار النفسية السلبية التى قد تصاحب الأطفال المشاركين فى مشاهد العنف أو الرعب أو حتى مشاهد التحرش».

ووصف الناقد الفنى محمود عبدالشكور موهبة الطفل على، الذى يؤدى دور «يوسف»، بالمذهلة، موضحاً: «أنا سعيد أيضاً لأن المخرج كريم الشناوى أكد حرصهم على سلامة الطفل النفسية أثناء التصوير، لأن الدور صعب وشائك، وربما يكون من أصعب أدوار الأطفال فى الدراما التليفزيونية المصرية».

مريم ناعوم: لا تُحمّلوا بطل المسلسل أكثر من طاقته

وقالت مريم ناعوم، مؤلفة المسلسل: «بصفتى أماً، وليس فقط ككاتبة سيناريو، أرجوكم لا تُحمِّلوا الطفل بطل المسلسل أكثر من طاقته بالتعليقات والمنشورات التى تتضمّن أسئلة مُربكة، أو تعليقات تُصِم الشخصية التى يؤديها، أو تحليلات غير علمية. هذا الطفل أشجع من كثيرين، لذا أرجوكم أن نضبط أنفسنا قليلاً عن الرغبة فى نشر منشورات قد تكون مؤذية، حتى إن كانت النية طيبة، لأن الهدف الجماعى أهم بكثير من التعليقات الفردية التى قد يكون ضررها أكبر من نفعها فى هذه اللحظة، خاصة أن جميع الأسئلة سيتم الإجابة عنها خلال الأحداث والحلقات المقبلة».


مواضيع متعلقة