موقف محير من بطل قصة لام شمسية.. ماذا يجعل الضحية تتعاطف مع الشخص المؤذي؟

موقف محير من بطل قصة لام شمسية.. ماذا يجعل الضحية تتعاطف مع الشخص المؤذي؟
ظاهرة محيرة ومُثيرة للجدل، تلك التي تجعل الضحية يتعاطف مع الشخص المؤذي، بل ويبرر أفعاله في بعض الأحيان، وهي متلازمة معروفة في علم النفس باسم ستوكهولم، وهي تبدو أنها أصابت يوسف الطفل الذي يظهر في مسلسل لام شمسية، وهو بطل القصة، الذي تدور حوله الأحداث، بعد الشكوك التي انتابت زوجة والده التي تجسد شخصيتها الفنانة أمينة خليل، بأن الطفل تعرض للتحرش من قبل صديق والده المقرب، لكن المثير في الأمر، أن الطفل يتعاطف مع الشخص المتهم بالتحرش به، ويظهر حبه الشديد له.. فما الذي يجعل الضحية تتعاطف مع الشخص المؤذي؟
ما الذي يجعل الضحية تتعاطف مع الشخص المؤذي؟
ليست مجرد قصة خيالية، بل هي واقع نفسي معقد يتشابك فيه الخوف والأمل والتشويش، فمتلازمة ستوكهولم هي حالة نفسية تحدث عندما يتعاطف الرهائن أو ضحايا الاعتداء مع مختطفيهم أو المعتدين عليهم، وقد يبدأون في إظهار علامات الولاء والدعم لهم، سميت هذه المتلازمة بهذا الاسم نسبة إلى حادثة سطو مسلح على بنك في ستوكهولم عام 1973، حيث تعاطف الرهائن مع الخاطفين ودافعوا عنهم بعد إطلاق سراحهم، بحسب موقع Psychology Today.
من أسباب التعاطف مع المؤذي، أنها آلية دفاعية يلجأ إليها الضحية للتكيف مع الوضع الصعب والبقاء على قيد الحياة، فالضحية يشعر بالعجز والخوف، وقد يرى أن التعاطف مع المؤذي هو وسيلة لكسب وده وتجنب المزيد من الأذى، فقد يقوم المؤذي بتشويه الواقع والتلاعب بالضحية، مما يجعلها تشك في نفسها وفي قدرتها على التمييز بين الصواب والخطأ.
في هذه الحالة، قد يبدأ الضحية في تصديق أكاذيب المؤذي وتبرير أفعاله، وقد يتمسك الضحية بالأمل في أن المؤذي سيتغير أو أنه لن يؤذيها إذا تعاطفت معه، هذا الأمل الزائف قد يجعل الضحية تتجاهل الأذى الذي تتعرض له وتركز على أي بادرة لطف من المؤذي.
عندما يتم عزل الضحية عن العالم الخارجي، يصبح المؤذي هو مصدر المعلومات الوحيد، مما يجعل الضحية تعتمد عليه وتثق به، في هذه الحالة، قد يشعر الضحية بالارتباط بالمؤذي، حتى لو كان هذا الارتباط مبنيًا على الخوف والقهر.
يمكن أن تؤدي متلازمة ستوكهولم إلى تدمير حياة الضحية، حيث تفقد ثقتها بنفسها وبالآخرين، قد تعاني الضحية من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، قد تجد الضحية صعوبة في بناء علاقات صحية في المستقبل.
كيف تتخلص الضحية من هذه المتلازمة؟
يمكن للمعالج النفسي مساعدة الضحية على فهم ما حدث لها وتجاوز الصدمة، وبناء شبكة دعم اجتماعي، فيُمكن للأصدقاء والعائلة أن يقدموا الدعم العاطفي الذي تحتاجه الضحية، كما يجب على الضحية أن تركز على استعادة السيطرة على حياتها واتخاذ القرارات التي تناسبها.