فتحي عبدالوهاب: «ظلم المصطبة» ينتقد موروثات ثقافية عفى عليها الزمن

فتحي عبدالوهاب: «ظلم المصطبة» ينتقد موروثات ثقافية عفى عليها الزمن

فتحي عبدالوهاب: «ظلم المصطبة» ينتقد موروثات ثقافية عفى عليها الزمن

داخل مدينة إيتاى البارود فى محافظة البحيرة، يخوض أبطال مسلسل «ظلم المصطبة» رحلة مليئة بالقصص والحكايات فى الأجواء الريفية، للكشف عن الكثير من العادات والتقاليد الخاطئة المسيطرة على مجريات الأمور هناك، عبر حكاية لـ3 شخصيات، هم حسن وربيعة وحمادة كشرى، فى إطار اجتماعى وإنسانى لا يخلو من الصراعات، وقصص وحكايات إنسانية ورومانسية مشوقة، والمسلسل من بطولة فتحى عبدالوهاب، وإياد نصار، وريهام عبدالغفور، من تأليف أحمد فوزى صالح، وإخراج محمد على وعمرو موسى، وتدور أحداثه خلال 15 حلقة.

وكشف «عبدالوهاب»، فى حوار لـ«الوطن»، عن سر حماسه لمسلسل «ظلم المصطبة»، وكواليس التحضير للشخصية، وانطباعاته عن المحاكم العرفية داخل المسلسل، وتفاصيل شخصيته وسر تسميته بـ«حمادة كشرى»، وأبرز القضايا التى يتناولها المسلسل، كما تحدث عن تكرار تعاونه مع ريهام عبدالغفور، وكواليس العمل، وغير ذلك من التفاصيل، وإلى نص الحوار:

■ ما سبب قبولك «ظلم المصطبة» لدخول الماراثون الرمضانى والمعروف عنك انتقاؤك الشديد للأدوار؟

- لأن سيناريو العمل مختلف، وهو ما حمّسنى لتقديمه فى موسم رمضان 2025، وعادة ما أنجذب إلى أى شخصية تأخذنى داخل عالم درامى جديد لم أقدمه من قبل، ففى مسلسل «ظلم المصطبة» نتناول فكرة المحاكم العرفية، والأفكار المتوارثة فى الأقاليم عن العدل والقضاء والأحكام، وكيف يتم ذلك بشكل عُرفى، خاصة أن العُرف فى تلك المناطق يأتى فى مرتبة القانون أو أكثر من ذلك، طبقاً لدواعى ثقافية وفلكلورية، وبالطبع عندما تكون الشخصية بهذا العالم أتحمس لها على الفور.

■ هل كان حمادة كشرى فى «ظلم المصطبة» سبباً فى خروجك من عباءة شخصية نظام الملك فى «الحشاشين» التى تعلق بها الجمهور؟

- أرى أن الممثل يجب ألا يقع أسيراً لنجاح أى شخصية قام بها، وإلا لم أكن قادراً على التغيير وتقديم أعمال متنوعة فى السينما والدراما بعد النجاح الكبير لفيلم «سهر الليالى»، أو كنت أبحث عن الشبيه له، ففى الأعوام الماضية قدّمت عدة شخصيات درامية تعلق بها الجمهور أيضاً، مثل شخصية طارق كساب فى مسلسل «القاهرة كابول»، وشخصية رشاد الحرامى فى مسلسل «سوق الكانتو».

■ وما معنى «ظلم المصطبة»؟

- المصطلح مأخوذ عن مثل شعبى دارج فى الأقاليم وهو «ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة»، وهى المصطبة التى يجلسون عليها من أجل حل النزاعات.

■ وهل تقتنع بهذا المثل الشعبى؟

- لا، الظلم ظلم بأى مكان وزمان والعدل عدل.

■ وماذا عن شخصيتك فى الأحداث؟

- أقدم شخصية حمادة كشرى، وهو تاجر كبير يمتلك مولاً تجارياً خلال أحداث العمل، وتم تصوير مشاهده داخل مول حقيقى بمنطقة بنها على طريق مصر - إسكندرية الصحراوى.

■ وما سر تسميتها بحمادة كشرى؟

- أعتقد لأنهم كانوا يمتلكون محلات للكشرى من قبل، فتم تسميته بهذا الاسم، وفى كل منطقة بالأقاليم تختار العائلات بها أسماء للشهرة، وهى من العادات والتقاليد بتلك المناطق.

■ حدّثنا عن أبرز القضايا التى يناقشها المسلسل.

- مسلسل «ظلم المصطبة» يُلقى الضوء على الكثير من القضايا المهمة فى الأقاليم، ولعل أهمها فكرة المحاكم العرفية من حيث التبرئة أو الاتهام بشكل بدائى وبموروثات ثقافية قديمة «عفى عليه الزمن».

■ هل يستهدف المسلسل تغيير وجهة نظر المجتمع نحو المرأة؟

- لا نستطيع الجزم بذلك، لأن المسلسل لا يوجه رسائله من هذا المنطلق، بالإضافة إلى أن الظلم فى المجتمع ليس للمرأة فقط؛ وإنما للرجل أيضاً وما يواجهونه فى نوع آخر من الظلم داخل المجتمع.

■ تدور أحداث «ظلم المصطبة» ويجرى تصويرها فى إيتاى البارود.. كيف ترى انعكاس ذلك على مصداقية العمل؟

- بالفعل، أى بيئة درامية يكون له جغرافيا خاصة بها، والأحداث فى المسلسل تدور فى إقليم وليس بالعاصمة، فكان لا بُد من الانتقال إلى ذلك الواقع وتقديم معايشة حقيقية للأحداث والشخصيات، والأمر هنا لا يقتصر فقط على مدينة دمنهور أو إيتاى البارود، فكان من الممكن أن تكون فى أسيوط أو مدينة أخرى، ولا شك أن التصوير فى الأماكن الحقيقية بالنسبة لى على مستوى المشاهدة جذّاب بشكل غير طبيعى وهو الأفضل بالطبع، وأرى أن الأمر لا ينعكس على الأحداث، ولكن يحدث العكس، لأن الشخصيات هى التى تُعبر عن البيئة المحيطة بها وتفاصيلها.

■ تتعاون للمرة الثانية مع ريهام عبدالغفور بعد «أميرة فى عابدين»؟

- بالتأكيد سعيد جداً بعودة التعاون مع ريهام عبدالغفور، خاصة أنها تشهد تطوراً كبيراً فى موهبتها الفنية خلال السنوات الأخيرة، وسعيد بالطبع للمشاركة أيضاً مع إياد نصار، وكل الطاقات الفنية الكبيرة، بداية من المخرجين ومديرى التصوير وكل من هم وراء الكاميرا، وأحمد عزمى وأحمد عبدالحميد ومحمد السويسى، وجميعهم يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل ما لديهم بالمسلسل.

■ من وحى «ظلم المصطبة».. كيف ترى دور المرأة فى حياة الرجل؟

- المرأة فى حياة أى رجل هى عنصر أساسى للدعم والنجاح والاحتواء والحنان والرعاية والعطف، بداية من أدوار الأم والحبيبة والزوجة والبنت والخالة والعمة والجدة، فجميع أدوار المرأة مقدرة ولها ثمن عظيم، فالمرأة هى نصف المجتمع إن لم تكن أكثر من ذلك، وهى تقوم بنصف الإنجاز المجتمعى ولا يمكن التغافل عن ذلك.

■ أغلب مسلسلات موسم رمضان من ١٥ حلقة.. ما رأيك فى انتشارها مقابل انحسار مسلسلات الـ30؟

- بالفعل هذا ليس أمراً جديداً، ففى السنوات الماضية كنا نعرض مسلسلات الـ13 و15 و17 حلقة، وأفضّل فكرة المسلسلات ذات 15 حلقة، سواء أداء ومشاركة فنية أو مشاهدة، كواحد من الجمهور، لأنه يكثّف القصة ويوضّح المعنى الذى يستهدفه الصناع، ومن ناحية أخرى فإن مسلسلات الـ30 حلقة يكون بها مط فى الأحداث إلا فى بعض الأعمال القليلة، ويمكن أن يتم تقسيمها إلى جزأين، حتى تحافظ على البناء الدرامى للأحداث.

■ ما أبرز طقوسك فى شهر رمضان والتى لا يمكنك الاستغناء عنها؟

- منذ 18 عاماً، وطقوسى فى شهر رمضان ثابتة لا تتغير، لأننى أستمر فى التصوير، وغالباً ما أنتهى منه يوم 27 رمضان، «طقوسى فى رمضان اتنست من زمان».

■ متى يعود فتحى عبدالوهاب إلى السينما.. آخر فيلم قدّمته كان «الكاهن» عام 2021؟

- أعود إلى السينما بفيلم جديد يحمل عنوان «الميثاق»، وانتهيت من تصويره، ولم يتم تحديد موعد عرضه، وهو من تأليف هند عبدالله، وإخراج رؤوف عبدالعزيز، كما أحضّر لفيلم آخر بعنوان «أنا وأبويا» من تأليف مؤلف شاب فى أولى تجاربه بالكتابة، من إخراج منة شعيب، وهى أيضاً مخرجة شابة، ومتحمس للغاية للتعاون معهما.

■ شخصياتك متنوعة إلى حد كبير.. هل تعتبر نفسك محظوظًا؟

- أكيد محظوظ، خاصة أننى وقفت أمام كاميرا المخرج شريف عرفة، وتعاونت مع مخرجين كبار، مثل خيرى بشارة، وداود عبدالسيد، وهانى خليفة، وأيضاً مع جيل مخضرم ومحترف من الفنانين، مثل كريم عبدالعزيز، وأفضّل العمل مع المحترفين بالتمثيل، وليس من لا يهتمون سوى بالشهرة، فالمكاسب المادية والشهرة ما هى إلا أعراض جانبية للفن، وأتمنى تكرار العمل معهم.

■ ما أقرب شخصية قدمتها إلى قلبك؟

- من أكثر الشخصيات الفنية قُرباً إلى قلبى «فرحان ملازم آدم»، لأنه كان على فطرته، وأحببته من هذا المنطلق، بالإضافة إلى «عبدالرحيم» فى «عصافير النيل» بسبب حبه للحياة.


مواضيع متعلقة