حسن الرداد: «عقبال عندكوا» كوميديا ساخرة عن انتشار الطلاق.. وأرفض تصنيفي «كوميديان»

■ حدّثنا عن ردود فعل الجمهور عن مسلسل «عقبال عندكوا»، والكوميديا التى يقدمها؟

- سعيد بردود فعل الجمهور عبر المنصات المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى وفى الشارع بشكل مباشر عن المسلسل، وأشعر بحالة رضا عن المجهود الكبير الذى بذلناه فى تصوير «عقبال عندكوا»، خاصة مع تفاعل الجمهور مع قصة العمل والرسائل المقدّمة خلاله بشكل كوميدى.

■ ما سبب تحمّسك لقبول المسلسل؟

- كنت أبحث عن موضوع جديد يلمس الجمهور بشكل واقعى، ووجدت ارتفاعاً ملحوظاً فى نسب الطلاق بالسنوات الأخيرة، وهو ما دفعنى لتقديم عمل فنى يُسلط الضوء على تلك القضية، وما يواجهه الأزواج فى حياتهم، ولكن بشكل كوميدى ساخر يتناول المستويات الاجتماعية المختلفة من خلال الربط بين المشكلات الزوجية وتلك الشخصيات، التى تُعبّر عن نماذج حقيقية فى الواقع، ويصل بشكل سريع وقريب من الجمهور.

■ ما المشكلات التى يتناولها العمل؟

- الكثير من المشكلات من نماذج حقيقية، مثل الغيرة بين الأزواج، واندماج بعض الزوجات مع النصائح المغلوطة من الأصدقاء التى تكون سبباً فى خراب البيوت بالطلاق، الذى أصبح الحل الأسهل والأسرع للأزواج، وفى كثير من الأحيان تكون المشكلات ضئيلة لا تستدعى الانفصال، بالإضافة إلى بعض نماذج مهووسى التريند، والبُخل، والعصبية، والعنف الذى يصل إلى الضرب فى بعض الحالات، وغيرها من النماذج الحقيقية فى المجتمع.

■ تقديم نماذج لشخصيات واقعية فى المجتمع تقابله صعوبات.. حدّثنا عنها؟

• بالفعل، وأبرز ما واجهنا من صعوبات هو اختيار تلك النماذج من المجتمع من خلال موضوعات وشخصيات جديدة ومتباينة، فكتابة السيناريو استغرقت وقتاً طويلاً، وأيضاً فى فترة التحضيرات، والأهم هو وضع تلك النماذج فى المستوى الاجتماعى المناسب لكل شخصية ما بين الفقير والغنى والمثقف ومحدود التعليم، وغير ذلك.

■ هل يعنى ذلك أن «عقبال عندكوا» مأخوذ عن قصص حقيقية؟

- القصص ليست لنماذج حقيقية بعينها، ولكنها مأخوذة عن سلبيات من أرض الواقع فى المجتمع، وليست مجتمعاتنا العربية فقط ولكن من العالم كله لنماذج حقيقية، لأنها منعكسة من تفاصيل حياتية للبشر، حتى إن اختلفت ثقافتهم، لأن جميعهم صفات إنسانية.

■ هل تدخّلت بالتعديل على سيناريو المسلسل أو معالجة الشخصيات؟

- منذ بداية التحضير للمسلسل العام الماضى، وجمعتنا جلسات عمل مشتركة بين مخرج العمل علاء إسماعيل والمؤلفين أحمد سعد والى وعلاء حسن، وإيمى سمير غانم والمنتج أحمد السبكى، حتى توصّلنا إلى الخيوط العريضة للموضوعات التى نتناولها خلال الأحداث بعد عدة مقترحات مشتركة.

■ ماذا عن تعاونك مع «إيمى»، خصوصاً بعد عودتها من غياب فنى دام 6 سنوات؟

- «الحقيقة أنا السبب فى عودة إيمى، وفضلت أزن عليها كتير جداً، لحد ما أقنعتها بالعودة بمسلسل عقبال عندكوا»، وهذا المشروع نعمل على التحضير له منذ ما يزيد على عام وقت فعاليات الدورة الماضية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ونجحت فى هذه المهمة الصعبة، لأنها كانت تشعر بالكسل للعودة إلى العمل من جديد.

■ كيف ترى انطباع الجمهور عن عودتكما الثنائية على الشاشة؟

- لم نشارك معاً بعمل درامى سوى مسلسل واحد فقط، وهو «عزمى وأشجان» منذ 7 سنوات، عام 2018، والحمد لله الجمهور يرغب فى مشاهدتنا بأعمال مشتركة على الشاشة، وأرى ذلك أيضاً مع الجمهور على أرض الواقع بأى مكان نسافر به أو موجودين فى أى مناسبة، وأكثر ما يسعدنى هو فرحة الجمهور لرؤيتنا بعمل فنى واحد.

■ يرى البعض أن أدوارك بالمسلسل «كاركترات» وليست شخصيات تمثيلية.. هل تتفق مع ذلك؟

- هذه حقيقة، فـ«عقبال عندكوا» يقدم نماذج مختلفة من واقع شخصيات موجودة فى المجتمع بتفاصيل متعدّدة، مثل التطفل أو البخل أو العصبية، وجميعها صفات تتطلب التقمّص داخل كاركتر مختلف، ويمكن لكل شخصية بها أن يتم تقديمها فى فيلم كامل، فكل كاركتر كنت أدرسه بشكل مكثف، وكأنها الشخصية الوحيدة للمسلسل بأكمله وحرصت على تحويلها إلى شخصيات من لحم ودم وليس مجرد اسكتشات كوميدية.

■ وما سبب تقديمك هذه القضية الاجتماعية المهمة بطريقة كوميدية؟

- لأن الجمهور يحبنى فى هذا اللون الكوميدى بعدما قدّمت من خلاله عدة أعمال ناجحة، وأردت أن يكون مسلسل «عقبال عندكوا» بشكل كوميدى ساخر، ولكن هذا لا يمنع أن أقدم أعمالاً درامية تراجيدية وبعيدة عن الكوميديا فى العام نفسه، فعلى سبيل المثال العام الماضى مسلسل «محارب» كان تراجيدياً ومعه فيلم «بلوموندو»، وقبلهما فيلم «توأم روحى» رومانسى، ومسلسل «الزوجة 18»، فأنا أحب التنوع وعدم التركيز على لون درامى بعينه.

■ هل يعنى ذلك أنك لا تحب أن يتم تصنيفك كممثل كوميدى؟

- هناك بعض فئات الجمهور يحبون أن أقدم أعمالاً كوميدية، وآخرون يريدون الأعمال التراجيدية، وعلى أساسه يصنفونى من خلاله فنياً، ولكن بالنسبة لى أحب التنوع فى أعمالى وأن أقدم كل الشخصيات والألوان الدرامية المتعددة.

■ قدم المطرب هشام عباس تتر «عقبال عندكوا».. فما كواليس اختياره فى العمل؟

- أنا سعيد بالحالة التى قدّمها المطرب هشام عباس بتتر مسلسل «عقبال عندكوا»، لأنه «نور المسلسل»، من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان عزيز الشافعى، خاصة أنه كان يعبر عن فكرة ورسالة المسلسل.

■ بعد الضجة التى حقّقها المسلسل.. كيف تقيّم هذه التجربة؟

- تجربة «عقبال عندكوا» من أحب وأقرب الأعمال التى قدمتها إلى قلبى، حيث كانت كواليسه ممتعة لأقصى درجة مع مخرج العمل علاء إسماعيل، الذى وفّر الراحة بشكل كبير داخل اللوكيشن، وكان هناك تعاون كبير بين كل الممثلين، منهم سليمان عيد، ومحمد ثروت، وإيمى سمير غانم، ومساعدى الإنتاج، وجميع من هم خلف الكاميرا.

■ من بين 7 شخصيات قدمتها فى «عقبال عندكوا».. أيها الأحب إليك؟

- كل الشخصيات كانت ممتعة فى تحضيراتها، ولكن الأحب لى شخصيات كيلانى ومليجى وعبدالباسط حدوتة.

■ وماذا عن أحب الشخصيات لك مما قدمتها إيمى سمير غانم؟

- «فواكه»، كانت شخصية طيبة وتلقائية ولديها خفة ظل وسذاجة رائعة.

■ وهل توجد صفات من تلك الشخصيات تشبه شخصية حسن الرداد؟

- لا يوجد أى منها يشبهنى على الإطلاق.

■ عادة ما يخشى نجوم الفن تقديم السيرة الذاتية لأى فنان راحل حتى لا يقع فى فخ المقارنة، ولكنك متحمس للغاية.. لماذا؟

- بالفعل من قبل كنت أخشى من ذلك والوقوع فى فخ المقارنة، وكانت أول شخصية تُعرض علىّ لتجسيدها هى الراحل محمد فوزى، وكان ذلك بترشيح من الفنان سمير صبرى، ولكننى تخوّفت لأننى كنت فى بداياتى الفنية، وكان أغلب النماذج للسير الذاتية التى شاهدتها لم تحقّق النجاح المطلوب، ولكنى الآن متحمس، لأن خبرتى الفنية زادت، وأصبحت لدى رؤية فنية أقوى.

■ وهل ما زال مشروع الموسيقار الراحل محمد فوزى قائماً؟

- بالطبع الموسيقار الكبير محمد فوزى حلم لأى فنان أن يقدم سيرته الذاتية، وليس هو فقط، ولكن الكثير من المبدعين، فنحن لدينا كنوز حقيقية وأساطير فى الفن المصرى والأدب والرياضة ويُمكن تسليط الضوء عليهم، مثل «عمر الشريف ورشدى أباظة وأحمد رمزى، وفريد شوقى، وزكى رستم، وفى الأدب نجيب محفوظ، وفى العلماء أحمد زويل، وفى الرياضة محمد صلاح ومحمود الخطيب»، وهناك الكثير من الشخصيات المهمة فى الفن المعاصر.

■ وهل أنت مستعد لتقديم السيرة الذاتية لكل هؤلاء؟

- أى شخصية من الشخصيات المصرية أحب أن أدخل فى تفاصيلها، لأنه بالطبع كل منهم له معاناته وقصته المميزة المليئة بالإلهام لنا.

■ كيف ترى تشبيه الجمهور لثنائيتك مع «إيمى» بفؤاد المهندس وشويكار.. وهل تفكران فى تقديم فوازير على خطاهما؟

- فؤاد المهندس وشويكار من أقوى الكابلز فى الفن المصرى، وكانت هناك كيميا كبيرة بينهما، وتشبيهنا أنا وإيمى بهذا النموذج العظيم شرف كبير لنا، وأحرص مع إيمى على تقديم كل ما هو مميّز، وليس مجرد أعمال مشتركة تجمعنا، فعلى سبيل المثال قدّمنا مسلسل «عزمى وأشجان» منذ 7 سنوات، وفيلم «زنقة ستات» عام 2015، فلا بد من وجود عمل مميز لتقديمه رغم إلحاح الجمهور علينا بالظهور بأعمال مشتركة بشكل مستمر.

■ ماذا عن مشاركة دنيا سمير غانم فى الحلقة الأخيرة من «عقبال عندكوا»؟

- تشرّفنا وسعدنا جداً بمشاركة ووجود أختى والنجمة الكبيرة دنيا سمير غانم فى مسلسل «عقبال عندكوا»، فهذا كان أحلى ختام للمسلسل.

■ وما رسالتك إليها بعد مشاركتها فى موسم رمضان الحالى؟

- «دنيا» دائماً ما تكون مع جمهورها فى موسم مسلسلات رمضان، ولديها جمهور كبير فى مصر والوطن العربى من مختلف الفئات العمرية، وأثق فى اختياراتها التى ستنال إعجاب الجمهور، بمسلسلها «عايشة الدور» فى النصف الثانى من موسم رمضان 2025.

■ وماذا عن جديدك فى السينما؟

- أحضّر لأكثر من مشروع سينمائى، والأول فيلم بعنوان «طه الغريب»، مأخوذ عن رواية الكاتب محمد صادق، وجار اختيار الأبطال، وحالياً فى المرحلة النهائية من كتابة الفيلم، بالإضافة إلى فيلمين أحدهما أكشن كوميدى، وآخر رومانسى، ولا يزالان فى مرحلة التحضيرات.