"صنع في ألمانيا".. قصة شعار "ساخر" تحول إلى فخر الصناعة العالمية
"صنع في ألمانيا".. قصة شعار "ساخر" تحول إلى فخر الصناعة العالمية
- اقتصاد ألمانيا
- الحرب العالمية الثانية
- الشركات الألمانية
- اقتصاد ألمانيا
- الحرب العالمية الثانية
- الشركات الألمانية
- اقتصاد ألمانيا
- الحرب العالمية الثانية
- الشركات الألمانية
- اقتصاد ألمانيا
- الحرب العالمية الثانية
- الشركات الألمانية
الصناعة العالمية، التي يفتخر مستهلكيها بانتمائهم لها، هي الصناعة "الألمانية"، لكن الكثيرون لا يعرفون بدايتها من عبارة "ساخرة" والتي تحولت إلى فخر الصناعات العالمية.
منتجات بريطانيا اكتسحت في القرن التاسع عشر أسواق العالم، وكانت أسواق المستعمرات تفخر بأنها تبيع منتجًا إنجليزيًا، ثم قررت بريطانيا أن تحارب المنتجات المهربة إليها من ألمانيا، ووضعت عليها علامة "صنع في ألمانيا" احتقارًا لها، حسبما ذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني.
"صنع في ألمانيا"، العبارة الشهيرة لم تكن قصة نجاح، بل قصة تنافس أرد الإنجليز من خلالها تحقير المنتجات الألمانية، لترتفع إلى الصدارة المنتجات البريطانية، وجرى ذلك في القرن التاسع عشر وتحديدًا عام 1887، حين أقدمت هيئة التجارة والأسواق البريطانية على وضع علامات واضحة تميز "المنتجات الأجنبية الرخيصة وسيئة النوعية" الواردة إلى أسواق بريطانيا عن المنتجات المحلية البريطانية الأصيلة الفاخرة.
وألزمت المملكة المتحدة التجار الموردين إلى المملكة المتحدة أن يضعوا عليها عبارة "صنع في ألمانيا" لتمييزها عن البضائع البريطانية "جيدة النوعية"، وكان يسعى الإجراء إلى حماية المنتجات البريطانية.
ونجحت عجلة الصناعة الألمانية في تحويل تلك العبارة التحقيرية، إلى رمز التصق بجودة المنتجات الألمانية رغم عدم امتلاك ألمانيا لمستعمرات تسوق لها منتجاتها، إلا أن هذه العبارة لم تعد بعد الحرب العالمية الثانية عبارة رسمية تميز المنتجات الألمانية، وفي عام 1973، أصدر مجلس النواب الألماني، تشريعًا نص على أن عبارة "صنع في ألمانيا" تمنع الناس من التمييز بوضوح بين الألمانيتين القائمتين آنذاك، وهكذا بات التعريف "صنع في ألمانيا الغربية" أو "صنع في ألمانيا الشرقية".
عادت بقوة عبارة "صنع في ألمانيا" إلى التداول، وبات كثيرون يرون فيها تعبيرًا عن اعتزاز العالم بجودة وكفاءة المنتج الألماني، عند الوحدة الألمانية عام 1991، ولكن في عام 1995، أقرت المحكمة الاتحادية العليا في شتوتجارت أن عبارة "صنع في ألمانيا" باتت مضلِلة للمستهلك، لأن المواد الأولية وبعض الأجزاء المصنعة باتت تأتي من خارج ألمانيا، لكن في بداية الألفية الثالثة التي ظهرت بها ولادة عصر العولمة وحركة رؤوس الأموال وهجرة الاستثمارات العملاقة إلى المناطق ذات الموارد والأيدي العاملة الرخيصة قادت بمجملها إلى أن تصبح الصناعة الألمانية صناعة معولمة أسوة بكل الصناعات العملاقة عبر العالم.
