وزير الخارجية: إعادة إعمار غزة ليس مشروعا تجاريا وإنما خطة للتعافي المبكر

وزير الخارجية: إعادة إعمار غزة ليس مشروعا تجاريا وإنما خطة للتعافي المبكر
كشف وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطى، تفاصيل الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة، التى وصفها بـ«المتكاملة»، وعرض الرؤية التى وردت فى الخطة لقضايا إدارة القطاع ومعالجة الفراغ الأمنى، وما دار فى اجتماع الدوحة مع المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال «عبدالعاطى»، خلال حوار مع فضائية «الشرق»، إن لقاء اللجنة السداسية العربية مع المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف، الأربعاء الماضى، فى الدوحة، شهد الاتفاق على أن تكون الخطة العربية «هى الأساس لإعادة الإعمار فى القطاع».
وبشأن انتشار قوة دولية فى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بحسب ما ورد فى نص الخطة، قال «عبدالعاطى» إن ذلك لـ«التأكيد على الترابط بين الضفة والقطاع»، وذلك «ضمن الخطوات الملموسة المتخذة على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية».
وأضاف: «الخطة فى الجانب الفنى منها متكاملة، تجيب عن الأسئلة المطروحة فيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، وتتضمن أطراً زمنية ومراحل محددة، مرحلة أولى للتعافى المبكر، وهى الأكثر أهمية وإلحاحاً فى الوقت الراهن، حتى نستطيع إيجاد مأوى مؤقت لسكان القطاع الموجودين فى العراء ممن فقدوا منازلهم، وغير صحيح أن الخطة لم تتطرق إلى قضايا الحوكمة وقضايا الأمن، كان مطلوباً أن نعالج هذه المسألة، وبالتأكيد لا يمكن تنفيذ الخطة على أرض الواقع بدون توافر ظروف محددة، أهمها استدامة وقف إطلاق النار، وهذه مسألة شديدة الأهمية، فيما يتعلق بالحوكمة، نحن نتحدث عن لجنة خاصة بإدارة قطاع غزة تتكون من 15 شخصاً من الشخصيات الفلسطينية من سكان القطاع من التكنوقراط ممن لا علاقة لهم بأى من الفصائل الفلسطينية».
وبسؤاله عن لقاءات «حماس» والإدارة الأمريكية فى الدوحة، قال: «هذا أمر يُسأل فيه الجانب الأمريكى، هذه قناة بين الولايات المتحدة وتمت مع شخصيات من الحركة، ومبعوث الولايات المتحدة للرهائن آدم بويلر هو الذى تحدث فى هذا الأمر. نحن لم نحضر».
وعن مؤتمر إعادة الإعمار، أوضح «عبدالعاطى» أنه مخطط له فى أواخر شهر أبريل المقبل، قائلاً: «لدينا تاريخ محدد، ولكن أولاً نتشاور مع الأطراف التى ستكون مستضيفة للمؤتمر، إضافة إلى الجانب المصرى، لأنه لن يكون مؤتمراً مصرياً سيكون مؤتمراً دولياً».
وتابع: «هذا ليس مشروعاً تجارياً، هذا مشروع للتعافى المبكر، لإنقاذ أهالينا فى قطاع غزة، لتوفير المسكن الكريم الملائم لهم أولاً بشكل مؤقت، ثم بشكل دائم فى مرحلة لاحقة، علينا أن نتحلى بالمسئولية، وعلى كل الدول العربية والدول الأوروبية والمانحين الدوليين أن يرتقوا إلى مستوى الحدث، ونحن على ثقة أنه سيتم التعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية، ومصر لن تبخل بمواردها حتى وإن كانت موارد محدودة فى ظل الأوضاع الراهنة، لكن لا يمكن لمصر أن تتأخر، وستضرب المثل، ولن تبخل.
وعن الوضع فى الضفة الغربية قال وزير الخارجية: «الوضع شديد الخطورة شديد الكارثية، ولا يتعين علينا أن نركز فقط على ما يحدث فى قطاع غزة، ونغض الطرف أو نتناسى التطورات شديدة الخطورة التى تحدث فى الضفة الغربية، وتحدثنا مع الجانب الأمريكى بشكل مستمر حول الضرورة القصوى للرفض الكامل لأى شكل من أشكال الضم».
وفى الشأن السورى قال «عبدالعاطى»: «مصر تقف قلباً وقالباً وبكل وضوح وحسم إلى جانب الشعب السورى وإرادته وتطلعاته، الشعب السورى يريد الأمن والاستقرار والرفاهية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، وقبل ذلك يريد الأمن والاستقرار، ويريد أيضاً أن تكون هناك عملية سياسية شاملة لا تقصى أحداً، هذه أمور بديهية ومهمة جداً، ونوظف اتصالاتنا مع الأشقاء فى سوريا من مختلف المشارب والاتجاهات، أيضاً السلطة السورية الانتقالية الموجودة حالياً، نوظف أيضاً اتصالاتنا معها لنقل هذه الرسائل ليس على سبيل الفرض أو الضغط بل على سبيل النصح، ولا بد من التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب، وهى قضية مهمة للغاية، وأن يتم التأكيد على الدولة الوطنية، وألا تكون سوريا قاعدة لتهديد أى من جيرانها أو أى من الأطراف الإقليمية».
وأضاف: «لدينا ارتباط كبير جداً ووشائج قوية للغاية مع الشعب السورى الشقيق، هناك أكثر من 1.5 مليون سورى على الأراضى المصرية وتتم معاملتهم معاملة المواطنين المصريين».
وعن إيران قال «عبدالعاطى»: «نحن نعتز بالحضارة الإيرانية وعراقة الشعب الإيرانى، الاتصالات قائمة مع الحكومة الإيرانية على فترات طويلة، وبالتأكيد نحن لدينا بعض الشواغل فىما يتعلق بالعلاقات مع إيران، ويتعين التعامل معها حتى تتم استعادة هذه العلاقات بشكل كامل، ونحن بالتأكيد مع الأمن والاستقرار فى المنطقة وضد أى شكل من أشكال التصعيد فى المنطقة، لدينا أزمات تكفى وتزيد، وبالتالى لا يمكن الحديث عن أزمات أخرى وفتح جبهات أخرى، بالتالى علينا أن نعمل فى إطار الأمن والاستقرار والسلام، نحن وظفنا هذه الاتصالات مع الجانب الإيرانى فى الفترة السابقة فى عملية وقف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية، وبالتالى نحن نوظف هذه الاتصالات للعمل على خفض حدة التصعيد وضمان ألا يكون هناك أى دور يؤدى إلى التصعيد فى المنطقة، وذكرنا للطرف الإيرانى أنه يتعين احترام القانون الدولى وعلاقة حسن الجوار مع الدول المجاورة والتحرك فى اتجاه خفض التصعيد».
وأكد وزير الخارجية أن الدولة المصرية تنظر بعين واضحة فى السودان وفى ليبيا وسوريا وفى لبنان واليمن، وشدد على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، وهذا الأمر الذى لطالما تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى باستمرار، بدون دولة وطنية وبدون مؤسسات قوية للدولة الوطنية سوف تستمر عناصر عدم الاستقرار فى الإقليم العربى والمنطقة العربية.
وعن الملف السودانى قال «عبدالعاطى»: «ندعم الدولة الوطنية ومؤسساتها فى السودان وهذا أمر شديد الأهمية، وبالتأكيد لدينا قلق بالغ بشأن مسألة وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه وعدم تقسيمه، وهذا خط أحمر بالنسبة لنا ولا يمكن أن نقبل بحدوثه تحت أى ظرف من الظروف، نحن ضد أى أفكار وطروحات خاصة بأطر موازية تتعلق بالسودان، هناك أفكار وهناك مبادرات فى ما يتعلق بجمع الأطياف السودانية المدنية فى إطار واحد جامع حتى نتحدث عن العملية السياسية التى يتعين إطلاقها فى المستقبل وتشمل الجميع من دون استثناء».
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية والهجرة عن التطلع لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائى لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديه، ولا سيما فى مرحلة التعافى المبكر، تمهيداً لإعادة إعمار القطاع.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية، أمس السبت، عبدالله الدردرى مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمى للدول العربية فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، للتشاور حول الخطة العربية لإعادة إعمار غزة ومؤتمر القاهرة الوزارى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة.
وأكد «عبدالعاطى» التزام مصر بدعم جهود الأمم المتحدة فى تعزيز التنمية المستدامة فى المنطقة العربية، خاصة فى ظل التحديات السياسية والأمنية الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.