الإمام الطيب: كرم الله مطلق وكرم البشر محدود

الإمام الطيب: كرم الله مطلق وكرم البشر محدود
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن كلمة «الكريم» في اللغة العربية تأتي على وزن «فعيل»، وهي صيغة يمكن أن تحمل معنى الفاعل أو المفعول، موضحًا أن كرم الله عز وجل يختلف تمامًا عن كرم البشر، لأن الله يعطي بلا مقابل ولا ينتظر شكرًا أو رد جميل من عباده، فهو سبحانه وتعالى الغني عن العالمين.
وأضاف الطيب، خلال برنامجه «الإمام الطيب» المذاع على قناة «ON»، أن الكرم لا يظهر إلا بوجود طرفين، أي المُكرِم والمُكرَم، مؤكدًا أنه لولا وجود المحتاجين والفقراء، لما ظهر معنى الكرم من الأساس، فالكرم صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى، لكنه يصبح صفة فعلية عندما يمنح العطاء لعباده.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن إطلاق صفة «الكريم» على الله يختلف عن إطلاقها على البشر، موضحًا أن كرم الإنسان محدود وظرفي، فقد يكون كريمًا في وقت معين، لكنه قد يُحجم عن العطاء في أوقات أخرى إذا شعر بالحاجة إلى ما يملكه، أما كرم الله فهو مطلق ومستمر وغير متناهٍ.
وتابع: «البشر مهما بلغ كرمهم، يواجهون صراعًا داخليًا بين التمسك بالممتلكات والتخلي عنها، فهم لا يملكون القدرة المطلقة على العطاء دون حساب، بينما الله سبحانه وتعالى يعطي بلا حدود، وهو الذي لا تنقص خزائنه أبدًا».