نيكول سابا: «رقية» تدافع عن حبها في «وتقابل حبيب».. ولا توجد امرأة «خطّافة رجالة»

نيكول سابا: «رقية» تدافع عن حبها في «وتقابل حبيب».. ولا توجد امرأة «خطّافة رجالة»
فى مباراة تمثيلية مغلّفة بالمصالح الشخصية والعلاقات الإنسانية والرغبة فى الانتقام والصراعات، تتصاعد أحداث مسلسل «وتقابل حبيب» بطولة الفنانين «ياسمين عبدالعزيز ونيكول سابا وكريم فهمى وخالد سليم»، خلال ماراثون رمضان 2025، ضمن الخريطة الدرامية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتمكن العمل من جذب انتباه الجمهور وتصدّر مؤشر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعى مع بدء عرض حلقاته، فى حالة من التشويق والإثارة لأكثر قضية مجتمعية شائكة ومتكرّرة، وهى الخيانة الزوجية. وتحدثت نيكول سابا، فى حوار خاص لـ«الوطن»، عن رؤيتها الخاصة لشخصية رقية العسكرى، ومدى تأثيرها فى أحداث «وتقابل حبيب»، والتى حقّقت حالة مختلفة من ردود الفعل لدى الجمهور الذين انقسموا بين متعاطف وكاره لها، لتكشف عن مبررات الشخصية ودوافعها، وكواليس أصعب مشاهدها وتكرار التعاون مع ياسمين عبدالعزيز بعد غياب 19 عاماً، وإلى نص الحوار.
■ كيف تلقيتِ ردود الفعل حول شخصية رقية العسكرى فى مسلسل «وتقابل حبيب»؟
- سعيدة للغاية بكل ردود الفعل من الجمهور، خاصة مع شخصية رقية المستفزة فى تصرفاتها وكم الشر فى حياتها وتصرفاتها مع من حولها، لأنها السبب فى انهيار حياة ليل الحسينى، ولكن ما زاد سعادتى هو المعادلة الصعبة التى حقّقها الجمهور مع شخصية رقية فى الفصل بينها وبين شخصيتى الحقيقية، وحبهم لى كـ«نيكول»، وهو ما لمسته فى التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
■ وما الذى جذبك لشخصية رقية العسكرى، لتخوضى بها ماراثون رمضان 2025؟
- أولاً لأننى لم أقدم مثلها من قبل، وكانت غير متوقعة للجمهور، ولأنها شخصية ذكية وقوية وجريئة، وتخوض حروباً مستمرة، ولديها قدر عالٍ من الكاريزما والحضور الطاغى فى أى مكان وزمان وثقة كبيرة فى نفسها وقدراتها، فهى «ست قادرة»، وتعلم كيف تحقّق ما ترغب به، إلى جانب الإصرار على أهدافها، فكل هذه الأمور كانت عوامل جذب بالنسبة لى، ولم أتردّد فى قبولها فور قراءة السيناريو، فهى نموذج للأدوار المتسلطة، وتمزج تلك الصفات بمبررات للرومانسية، والدفاع عن حبها، ورغبتها فى الزواج بمن تحب فى العلن.
■ كيف تفسرين حالة الجدل الكبيرة بين الجمهور حول الشخصية؟
- إذا لم تُحدث الشخصية التى يقدّمها الفنان جدلاً بين الجمهور وحالة من التفاعل، فهى غير مؤثرة وتمر معهم مرور الكرام، فلا بد أن تكون هناك حالة من لفت الانتباه والجذب، وهو ما حدث مع شخصية رقية العسكرى، وأرى أن الانقسام فى آراء الجمهور عن موقفهم معها، سواء بالتعاطف أو الكره هو نجاح كبير لى.
■ «وتقابل حبيب» يشهد عودة تعاونك مع ياسمين عبدالعزيز بعد 19 عاماً.. حدّثينا عن ذلك؟
- بالطبع سعيدة ومتحمّسة للغاية، لأن ياسمين عبدالعزيز نجمة كبيرة، خاصة أن التعاون هذه المرة مختلف عن فيلم «1/8 دستة أشرار»، الذى كان بطابع كوميدى، أما فى «وتقابل حبيب»، فنقدم للجمهور وجبة درامية رومانسية بشكل مختلف، وتوجد بيننا صراعات مستمرة، وسبق وتعاونا معاً فى عمل يعد من العلامات المهمة فى السينما المصرية، وهو ما ساعدنا على التأقلم مع الاختلاف الهائل بين نوعية الشخصيات فى المسلسل، ولذلك كنت متخوفة من ردود فعل الجمهور.
■ شخصية «رقية» مركبة.. كيف تمكنتِ من إجادتها لهذه الدرجة؟
- دائماً ما أرى أن المرأة القوية تحب بكل قلبها، لكنها لا تسمح لأحد بأن يكسرها، وأميل إلى تلك النوعيات من الأدوار الفنية، التى يكون بها شغف لأبعاد نفسية تجعلنى أتنوع فى الشخصيات.
■ وماذا عن تحضيرك لتلك الشخصية العنيدة؟
- استغرقت وقتاً طويلاً فى التحضيرات، ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لى من أجل استلهام تلك التركيبة لشخصية رقية العسكرى وأقدّمها بإحساسى، وكانت أهم الصفات التى حرصت عليها، أن يكون لها كاريزما خاصة، لأن تلك الهالة حولها أمر مهم لتنفيذ رغباتها والوصول إلى حبيبها، وكان من المهم أن يكون لها مبرّر فى السعى خلفه والوصول إليه.
■ هل كانت لديك تحدياتك مع شخصية «رقية»؟
- أكبر تحدياتى كان تحقيق التوازن فى علاقتى مع الجمهور، خاصة مع ما تفعله رقية العسكرى، وأن يفصلوا بين كرههم للشخصية وشخصيتى الحقيقية، وأن أتوحد مع «رقية» وأقدّمها للمشاهد، للدرجة التى يصدّقها، وهو ما حدث بالفعل، وأيضاً شعورى بتقديم أكثر من شخصية داخل عمل واحد.
■ تصدر مشهد ضرب ياسمين عبدالعزيز تريند مواقع التواصل الاجتماعى.. حدّثينا عن كواليسه؟
- (ضاحكة)، كان أول مشهد يجمعنى مع ياسمين عبدالعزيز فى مسلسل «وتقابل حبيب»، وكان أول لقاء بيننا أيضاً فى كواليس العمل، وكنت متوتّرة، لأنه مشهد حاد للغاية.. خُفت على زعلها واتكلمنا قبل المشهد وقلت لها: «إوعى تزعلى منى.. أول مرة نتقابل بعد السنين دى يكون فى المشهد ده»، وكانت بيننا مباراة تمثيلية كبيرة وروح جميلة جداً.
■ هل شعرتِ بالقلق من ردود الفعل تجاه كم الشر الكامن فى «رقية»؟
- بالتأكيد، ولكن بعد عرض المسلسل، خاصة مع الحلقة الثانية وبداية المشاهد التى تجمعنى مع خالد سليم، وجدت ردود فعل قوية من الجمهور حمّستنى، خاصة أن الأحداث فى تصاعد سريع وبشكل مستمر وتظهر أكثر تفاصيل شخصية رقية، وكذلك يتفاعل معها المشاهدون.
■ ولكن الجمهور أصدروا حكمهم على «رقية» بأنها «خطافة رجالة».
- «رقية مش خطافة رجالة»، لكنها سيدة تدافع عن حبّها، فتلجأ إلى أساليب أخرى ليكون حبيبها زوجاً لها بمفردها، فالزوجة الثانية تريد الشعور بأنها الزوجة الأولى، وتعيش حياتها الزوجية فى العلن، باعتبار أن هذا من حقوقها، لأنها متزوجة فى الحلال، وأيضاً يوسف أبوالعزم يحبّها، حتى إن كان تزوجها من أجل المصلحة، وفى رأيى لا توجد «ست خطافة رجالة، محدش ضربه على إيده»، ودائماً ما تكون هناك أسباب لدى الرجل فى الزواج من جديد.
■ هل تقبل «نيكول» أن تكون زوجة ثانية؟
- بالطبع لا، لا أقبل بذلك وشخصية «رقية» لا تشبهنى.
■ هل واجهتِ صعوبات فى تجسيد شخصية مثل «رقية» فى قوتها وجبروتها؟
- بالطبع كل شخصية يكون لها جوانب صعبة تتحول إلى تحديات مع الممثل بعد ذلك، وما واجهته من صعوبات مع رقية العسكرى كان استعراضاً لأبعاد شخصيتها، وهو أن حبيبها متزوج من سيدة أخرى ولديه أبناء، والأمر معقّد وتريد الحفاظ على حبها، وسط ظروف صعبة تعيشها، خاصة أنها تسعى لدمار عائلة أبوالعزم لكى يشعروا بالحاجة إليها.
■ هل جمعتك جلسات عمل مع مخرج ومؤلف العمل لإضافة بصمتك على الشخصية؟
- بالفعل، تحدّثت مع المؤلف عمرو محمود ياسين قبل بدء التصوير لأننى كنت أريد أن تظهر للجمهور مبرّرات لأفعال القسوة من رقية العسكرى، وأنها لا تريد سوى حبيبها، فالزوجة الثانية لها دوافع من أجل الوصول إلى حياة طبيعية فى العلن مع زوجها، أردت أن يلمس الجمهور قدراً من المبررات التى تدفع «رقية» لتسلطها.
■ تلقيتِ إشادات عن إجادتك اللهجة المصرية.. كيف ساعدك ذلك فى لعب الأدوار المختلفة؟
- هذا الأمر أهم سلاح بالنسبة لى أصل من خلاله إلى الجمهور المصرى، سواء فى الدراما أو السينما، خاصة أننى ممثلة لبنانية، فاللهجة أمر مهم للغاية، للنجاح أو الفشل، خاصة مع الجمهور المصرى، وأدرك ذلك جيداً منذ سنوات طويلة لبداية عملى فى مصر، «اللكنة ثم اللكنة ثم اللكنة»، والأهم من إجادة اللهجة المصرية هو الإحساس بها والتفاعل معها بروح حية أثناء الحديث، فنحن لا نقدم بيوتاً شعرية محفوظة تعتمد على مخارج الحروف فقط؛ ولكننا نهتم بالتنغيم فى لغة الحوار والإحساس فى ذهن الممثل أثناء المشهد داخل الحالة الدرامية، وهذا ليس سهلاً على الإطلاق، لأنه لا بد من المزج بين اللغة والحالة والأداء داخل التصوير، سواء فى المشاهد الرومانسية أو الكوميدية أو العصبية، فدائماً ما أقول «اللهجة هى باسبور وصولى للجمهور»، لأنهم من أهم مقوماتى لنجاحى كممثلة.
■ قدمتِ عدة أعمال بارزة فى الدراما المصرية واللبنانية.. ألم تفكرى فى البطولة المطلقة؟
- بالطبع أفكر بها، وهذا أمر طبيعى، ولكننى لا أتعجل وأسعى لتقديم أعمال جيدة بأفكار مختلفة، فالسيناريو هو الأهم بالنسبة لى وأن يترك العمل والشخصية أثراً مع الجمهور، مع التأكيد على أهمية البطولة المطلقة والأدوار الأخرى، وفى رأيى لا يهم متى أقدم البطولة المطلقة، لأنها مسئولية كبيرة بمعنى الكلمة، ولا بد للفنان أن يتمتّع بالذكاء الفنى ويعلم ما يختاره حسب مكانته لدى الجمهور.
■ تُقدم «watch it» أعمالاً متميزة خلال الموسم الرمضانى.. كيف ترين انتشار المنصات الإلكترونية؟
- المنصات الإلكترونية فرضت نجاحها وأصبحت موجودة بقوة على أرض الواقع، ولها فئات عمرية مختلفة تتابعها، لأن لها مميزات مختلفة للجمهور من حيث إتاحة المشاهدة فى أى وقت ودون فواصل إعلانية، فضلاً عن تقديم محتوى فنى مميز ويحترم عقلية المشاهد، وهو أمر محفّز للجميع، مما جعلها تتصدر مكانة كبيرة، لمتابعة الأعمال الفنية على مدار العام.
■ حققتِ مكانة متميزة فى التمثيل والغناء على حد سواء.. أيهما تفضلين؟
- الاثنان، ولكننى أجد نفسى على المسرح بشكل أكبر، لأننى أحب اللايف والتفاعل السريع مع الجمهور، خاصة على الاستديج وتصوير أغانى الكليبات، والابتكار لوضع أفكار مميزة ورحلة صناعة الأغنية حتى تخرج إلى النور، أما عن التمثيل فالأمر أصعب، ولكن لدىّ مردود كبير على المدى البعيد، وهذا يُخلد وجود الفنان ويصنع له تاريخاً مختلفاً فى ذاكرة المشاهدين، ولكن الأمر يتوقف عندى فى التمثيل على توافر نص جيد ومميز، ولا أتعجل فى الاختيار.