مينا أبوالدهب: إنهاء الحياة أصعب المشاهد في «ولاد الشمس»

مينا أبوالدهب: إنهاء الحياة أصعب المشاهد في «ولاد الشمس»

مينا أبوالدهب: إنهاء الحياة أصعب المشاهد في «ولاد الشمس»

دقائق معدودات على الشاشة كانت كافية ليُطلق الجمهور حكمه، أداء صادق ورصين وتعبيرات وجه طيّعة استطاع من خلالها أن ينتزع دموع المشاهدين دون مجهود يُذكر، ليكتب موسم الدراما الرمضانية 2025 شهادة ميلاد فنية للفنان مينا أبوالدهب أو «عبيد»، الخادم المطيع والصديق المخلص لـ«بابا ماجد»، كما عرفه الجمهور خلال الأيام الماضية فى مسلسل «ولاد الشمس»، الذى يحمل توقيع المخرج شادى عبدالسلام.

مجموعة من الأدوار الصغيرة قدّمها «أبوالدهب» فى عدد من الأعمال الفنية، لكن تلك الأدوار لم تتسع على حجم قدرته وموهبته، حتى جاءت الفرصة ليُقدم كل ما فى جعبته خلال موسم الدراما الرمضانية 2025، حيث جاء اختيار المخرج شادى عبدالسلام له من ضمن مجموعة كبيرة من الممثلين الذين تقدّموا لتجارب الأداء للدور.

«خضة جامدة»، هكذا استقبل «أبوالدهب» ردود فعل الجمهور على الشخصية التى قدّمها ضمن أحداث «ولاد الشمس»، قائلاً: «لم أتخيل هذا الحجم من الإشادات القوية، سواء من الجمهور أو النقاد، وكنت مستمتعاً للغاية بالعمل على الشخصية، ولم أُفكر على الإطلاق فى حجم التفاعل مع الدور، ولكن الأمر تغيّر بعد عرض الحلقة الأولى، فتفاجأت بتعليقات الجمهور والمتخصّصين والنقاد».

وأضاف لـ«الوطن»: «جمعتنى جلسات مطولة مع المخرج شادى عبدالسلام للعمل على الشخصية وطريقة عرضها، وقد يكون الأمر شخصياً، ولكن كان هدفى الرئيسى من فترة طويلة تغيير القوالب النمطية لقصار القامة لدى الجميع، وهو ما كنت أحاول تغييره، سواء من خلال عملى مدرس علم نفس مع الطلبة، أو من خلال الأدوار الصغيرة التى قدّمتها، أو فى الأعمال المسرحية». وأشار إلى أن مخرج العمل منحه الفرصة والمساحة لتحقيق ذلك، برؤية فنية لا تحمل إسقاطات أو تلميحات على الناحية الجسدية للشخصية، الأمر الذى أسعده، لأنها تخدم هدفه الرئيسى، وهو ترسيخ فكرة الاحترام وتقبّل الاختلاف والآخر.

وعن ملامح شخصية «عبيد»، قال «أبوالدهب»: «من اللحظة الأولى التى قرأت فيها ملامح الشخصية أدركت أن هناك أشياء مشتركة تجمع بيننا، منها البحث عن الحب، والاهتمام بمشاعر الآخرين والأطفال، (عبيد) إنسان عاطفى، وعلى الجانب الآخر لديه طاعة عمياء لـ(بابا ماجد)، وقد يكون ذلك نابعاً من عدم ثقته فى نفسه وفقدانه للاهتمام».

ولفت إلى أن التركيبة النفسية لـ«عبيد» قد تمس الكثيرين من حولنا، متابعاً: «لم أختلف مع «عبدالسلام» حول طريقة أداء الشخصية، كانت وجهة نظرنا منطبقة حول رحلتها وطريقة عرضها على الشاشة، وفى بعض الأوقات كنت ألقى بدعابات عن فرق الطول، ولكن المخرج كان يرفضها، لتطلعه لأن يكون الدور جاداً إلى أقصى درجة».

وعن تعاونه مع الفنان محمود حميدة، قال «أبوالدهب» إن الأخير «مدرسة فنية»، لافتاً إلى أنه شعر بحالة من الرهبة فى لقائه بـ«حميدة» أثناء بروفات المسلسل. وأضاف: «ممثل محترف وإنسان حساس، عندما استُدعيت لبروفة مع أحمد مالك وطه دسوقى ومحمود حميدة، توقفت كثيراً عند اسمه، حتى إننى لم أنم فى تلك الليلة».

وتحدث عن كواليس لقائه الأول بـ«حميدة»، قائلاً: «فور دخوله قُمت من مكانى حتى أُفسح له مكاناً للجلوس، ولكنه قال لى إنه قادم فى الأساس للجلوس بجانبى، وكسر حالة الجمود والتوتر تماماً بنوع من الذكاء، وخلق حالة بيننا ظهرت على الشاشة، كما ساعدنى فى الكثير من المشاهد، حتى أقدم الحالة المطلوبة منى بأفضل صورة، وهو أمر يضاف إلى تاريخى الفنى».

وقال «أبوالدهب» إن الانتحار فى الحلقة الأولى من المسلسل كان من أصعب المشاهد، خاصة أنه يعتمد على الأداء فقط دون حوار، وتم تصويره على مدار أكثر من يوم. وأضاف: «المشهد كان مقسّما لحالات انفعالية تتدرّج حتى يصل (عبيد) إلى قرار الانتحار، والمشهد كان به قدر من الصعوبة والتحدى، والحلقات المقبلة ستشهد مواقف كثيرة فى شخصية عبيد، والمسلسل ملىء بالمفاجآت».


مواضيع متعلقة