أحمد عبدالعزيز: قتل «حماد» أصعب مشاهدي في «فهد البطل».. وشر «غلاب» استفزني لتجسيده

أحمد عبدالعزيز: قتل «حماد» أصعب مشاهدي في «فهد البطل».. وشر «غلاب» استفزني لتجسيده
خلال مشواره الفنى الطويل قدم نحو 7 أعمال صعيدية حقّقت جميعها نجاحاً لافتاً، وكان دور «البدرى بدار» فى مسلسل «ذئاب الجبل» من العلامات الفارقة فى مسيرته، ليحصل على لقب عمدة الصعايدة من فرط إبداعه فى هذه المنطقة الدرامية، مقارنة بأبناء جيله، وبعد غياب دام أكثر من 15 عاماً عن هذه المنطقة، يعود الفنان أحمد عبدالعزيز ليُقدم شخصية العمدة غلاب الصعيدى الظالم ضمن أحداث مسلسل «فهد البطل» المعروض فى السباق الرمضانى الحالى. وكشف «عبدالعزيز»، فى حواره مع «الوطن»، عن أسباب قبوله شخصية «غلاب» وكواليس التحضير لها، كما تطرّق إلى مشهدى قتل «غلاب» لشقيقه «حماد»، وتغسيله، لافتاً إلى أن هذين المشهدين وراء موافقته على الانضمام إلى بطولة المسلسل من الأساس، لاحتوائهما على الكثير من المفارقات الدرامية والنفسية الغنية، وتحدّث عن تجربة تعاونه مع الفنان أحمد العوضى فى كواليس «فهد البطل»، وكيف تنبّأ بنجوميته منذ وقت مبكر.
■ فى البداية.. ما سبب غيابك عن الدراما الصعيدية لأكثر من 15 عاماً رغم تميّزك فى أدوارها؟
- أحب الدراما الصعيدية للغاية وحقّقت فيها نجاحاً كبيراً من خلال عدة أعمال قدّمتها كان أبرزها شخصية «البدرى بدار» فى مسلسل «ذئاب الجبل»، فهو واحد من الأعمال المفضلة لدىّ والمهمة فى تاريخ الدراما المصرية، ولكن خلال السنوات الماضية كانت تعرض علىّ أعمال صعيدية تشبه ما قدّمته من قبل، وأنا لا أحب التكرار، أحب عندما أقدم شخصية تكون مختلفة وقوية درامياً وثرية مليئة بالتفاصيل، والحقيقة أنه لم تُعرض علىّ شخصية بهذا الشكل، وأحببت أن تكون عودتى إلى هذه المنطقة الدرامية قوية، وهذا ما وجدته فى العمدة غلاب.
■ ماذا عن كواليس ترشيحك لدور العمدة غلاب.. والدوافع التى قادتك للموافقة عليه؟
- كنت متردّداً فى الموافقة عليه، لأنها شخصية معقّدة، وشعرت بأنه مبالغ فيها، ولكن عندما قرأت السيناريو ورأيت أن شخصية غلاب مليئة بالصراعات الداخلية وحقيقية للغاية، وهى بالفعل موجودة فى المجتمع ومكتوبة بشكل متقن، لذلك وافقت وتحمّست لتقديمها، كما وجدت فى الشخصية مفردات جديدة ومختلفة لم أقدمها من قبل على مدار مشوارى الفنى، رغم أننى قدّمت الشر سابقاً، ولكن كان أقل حدة من مستوى «غلاب»، فهذا الشر مختلف ومعقّد، وخلق بداخلى رغبة فى خوض التحدى وتقديم تجربة مختلفة، خاصة أنها بعيدة كل البُعد عن كل الشخصيات الصعيدية التى جسدتها.
■ كيف تعاملت مع الخيوط الدرامية لهذه الشخصية؟
- شخصية العمدة غلاب كانت مُرهقة بالنسبة لى، لأننى أولاً كنت أرى أنه شخص مبالغ فيه فى الشر، ولكننى عندما رجعت إلى الوراء وتذكّرت قصة قابيل وهابيل، أيقنت أنه شخصية حقيقية وواقعية، ونرى مثل هذه الجرائم كثيراً فى الحقيقة، ولكننى فى البداية بدأت التحضير الخاص بالشكل الخارجى للشخصية، والتى كانت على مرحلتين، الأولى مرحلة الشباب، والثانية عندما كبر فى السن، وكانت هناك جلسات مع مسئولى المكياج والملابس، حتى وقفنا على التفاصيل النهائية لشكل الشخصية، وبعدها بدأنا العمل على الشخصية نفسها والتركيز على تركيبتها النفسية والدوافع التى جعلتها مليئة بهذا الكم من الشر والصراعات النفسية، بالإضافة إلى كل هذا ركزت أيضاً على لغة الجسد، لأن شخصاً مثل العمدة غلاب لا بد أن تكون له لغة جسده الخاصة التى تعطى انطباعاً بالقوة والخبث.
■ وماذا عن تحضيراتك لشكل الشخصية، خصوصاً أنها تظهر بسن أصغر فى مرحلتها الأولى؟
- كان من ضمن التحديات الخاصة بتقديم شخصية «غلاب» أنها تمر بمرحلتين عمريتين، فكان لا بد من التركيز بشكل كبير على أن تكون لكل مرحلة منهما مواصفاتها الخاصة، سواء على مستوى الشكل أو الشخصية، ولذلك أحب أن أشكر فريق المكياج الذى أظهر الشخصية فى مرحلتها العمرية الأولى بسن صغيرة، أما فى ما يخص بناء الشخصية فكنا حريصين على أن يكون هناك تطور فى التفكير وطريقة التعامل بين كل مرحلة عمرية، لأن الفرق بينهما سنوات طويلة، فمن الطبيعى أن تكون الشخصية مرّت بتطورات ونضجت عما قبل.
■ فى الحلقة الثانية قدّمت واحداً من أقوى المشاهد، وهو قتل العمدة غلاب لشقيقه.. حدّثنا عن كواليسه؟
- بالفعل أعتبره أحد أهم المشاهد التى قدّمتها فى العمل، ومنذ قرأته من اللحظة الأولى فى السيناريو، رأيته مشهداً صعباً ومستفزاً ومرفوضاً، وفى البداية تسبّب لى فى حالة من الرفض، كيف يُمكن أن يقتل أخ أخاه بدم بارد مثل العمدة غلاب؟
■ كيف تقبّلت المشهد وتمكنت من تنفيذه؟
- تذكرت أول قصة قتل أخ لأخيه «قابيل وهابيل»، واسترجعت كثيراً من الحوادث البشعة التى نراها يومياً فى الحياة، وتحدّثت كثيراً مع المخرج محمد عبدالسلام والمؤلف محمود حمدان وبطل العمل أحمد العوضى قبل تنفيذ المشهد بفترة طويلة، لأنه كان من أصعب المشاهد بالنسبة لى، وبحثت عن دوافع الشخصية لتقوم بمثل هذا الفعل، لأنه لا بد أن تكون له دوافع ومبرّرات، حتى يتصرّف بهذا الشكل، وهذا ما كنت أبحث عنه فوجدت أنه بالفعل خلق لنفسه كثيراً من المبرّرات والحجج التى بعضها بفعل فاعل، مثل أن والده كان يحب شقيقه أكثر منه، وأنه عندما قرّر ترك العمودية أعطاها للابن الأصغر وليس الأكبر، كما هو متعارَف عليه، وبعض المبرّرات الأخرى قدرية، مثل عدم قدرته على الإنجاب بخلاف شقيقه، واستغرق المشهد وقتاً طويلاً فى تنفيذه، لأنه كان مليئاً بالصراعات والأكشن وتبادل النيران.
■ لماذا لم يلمس الجمهور ندم «غلاب» على ما فعله بحق شقيقه أثناء تغسيله؟
- مبدئياً هذا المشهد ومشهد القتل كانا سبباً كبيراً فى موافقتى على العمل، وفى ما يخص ندمه أثناء مشهد الغسل من عدمه، فهو لم يندم، ولكنه كان حزيناً فى الوقت نفسه، وبنوع من التشفّى قال له «أنت أخدت كل حاجة، أديك مُت أهو، افرح بقى»، وفى هذا المشهد تحدّثت مع المخرج محمد عبدالسلام كثيراً، وهو مبدع وطموح، وأخبرته أننى بالفعل غير قادر على فهم ما يدور داخل العمدة غلاب فى هذه اللحظة، فهو لديه مشاعر مختلطة ما بين الحزن والتشفّى، ويريد أن يوقظ شقيقه ليُخبره بأنه بعد كل ما أخذه فى الحياة قُتل فى النهاية على يده، وكنت طوال الوقت قبل يوم التصوير بفترة طويلة، أفتح هذا المشهد تحديداً وأراجعه مع نفسى ومع مصحّح اللهجة «عبدالنبى»، فى اللوكيشن والمنزل، حتى جاء يوم التنفيذ وتم إعادته ثلاث مرات، وبعدها تم تصويره «وان شوت»، ورأيت مدى تأثر الموجودين فى اللوكيشن من هذه اللحظة، لذلك أيقنت أنه سيجلب رد فعل قوياً، قياساً بما لمسته فى من حولى.
■ ما انطباعك عن مخرج العمل؟
- رأيت فيه مخرجاً واعداً، لأنه شغوف وطموح، ويركز على كل التفاصيل ويُطور أدوات الممثل، ودائماً أصفه بأنه مخرج طماع يسعى دوماً لتحقيق الأفضل، وأن يخرج المشهد بأفضل صورة ممكنة، ولذلك سعدت بالعمل معه، وطوّر معى كثيراً من المشاهد.
■ وماذا عن التعامل مع أحمد العوضى؟
- العوضى فنان موهوب ويتمتع باحترافية ومهنية كبيرتين ودائماً يجتهد ويسعى للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، وفى اللوكيشن كواليس التعاون معه ممتعة، وهو شديد التركيز فى عمله، والمشاهد التى جمعتنا كانت ممتعة، خاصة أنها قوية وتحمل صراعات كبيرة وقدراً أكبر من التوتر، وكنت قد تنبّأت بنجاحه ونجوميته منذ عملت معه فى الجزء الثالث من مسلسل «كلبش»، لأننى رأيته فناناً شغوفاً ونشيطاً ويسعى دائماً لكى يُخرج أفضل ما بداخله من موهبة، وأعجبت بطريقة أدائه التى كانت مميزة، وتوقّعت أن يكون له مستقبل باهر، ولذلك أنا سعيد بعملى معه فى «فهد البطل»، وثنائيتنا أعجبت الجمهور وتفاعلوا معها، وسيرون مشاهد قوية بينى وبينه فى الحلقات المقبلة.
■ كيف رأيت ردود الفعل على شخصية غلاب؟
- سعيد للغاية بردود الفعل التى تلقيتها على شخصية العمدة غلاب، وكانت مبهرة بالنسبة لى، والحقيقة أننى كنت أعلم أنها شخصية ستستفز الجمهور بشكل كبير، لأنها تركيبة خاصة ومليئة بالصراعات والشر، وهذا النوع من الشخصيات دائماً ما يجذب المشاهد ويتفاعل معها، ولكنى لم أكن أتوقع أنها ستُحقق كل هذا النجاح، فالأمر قد فاق التوقعات، وأتمنى أن يظل الجمهور متفاعلاً مع الشخصية، لأنها لن تتوقف عند هذا الأمر، ولكنها ستكون مليئة بالمفاجآت.
■ ما نصيحتك لمن يفرّقون بين أبنائهم؟
- أرى أن شرع الله هو أفضل طريقة لمعاملة الأبناء، سواء كنت على قيد الحياة أو بعد الموت، بمعنى أن المساواة وعدم التمييز فى التعامل بينهم وعدم التفرقة أيضاً بين الولد والبنت فى المعاملة والميراث، خاصة أنه لا يزال هناك البعض يغتصب حق وميراث البنت لصالح الابن، فالعدل والمساواة فى التعامل بين ابنك وابنتك يولدان الحب بينهما والرحمة.