يسري الفخراني يستكشف أسرار «تحت الربع» والحرف اليدوية في قلب القاهرة

يسري الفخراني يستكشف أسرار «تحت الربع» والحرف اليدوية في قلب القاهرة

يسري الفخراني يستكشف أسرار «تحت الربع» والحرف اليدوية في قلب القاهرة

بين أزقة «تحت الربع»، ذلك الشارع العريق الذي تفوح منه رائحة رمضان، تتكدس الدكاكين العتيقة تنتظر زبائنها، ليس فقط من أجل البيع، ولكن لإحياء طقوس قديمة، إذ يحرص زواره على اقتناء تذكار يعيدهم إلى روح الزمن الجميل.

منتجات النحاس والصاج.. إرث يتجدد

خلال جولته، توقف الإعلامي يسري الفخراني عند أحد المتاجر التي تبيع الأقماع النحاسية الخاصة بملء وقود الديزل، والتي لا تزال تُستخدم في شركات البترول والمصانع، كما لفت انتباهه صاج الأفران، الذي كان في الماضي يُصنع من البراميل المحترقة، لكنه الآن يُصنع مجلفنًا أكثر متانة.

وبينما تنوعت البضائع بين المناقيش الخاصة بصناعة الكحك، والمصافي النحاسية لصنع القهوة، أكّد أحد التجار أن النحاس يمنح القهوة نكهةً مميزةً، رغم اتجاه البعض لاستخدام أدوات أخرى.

السرسوع وأسرار النجارة القديمة

وفي زاوية أخرى من «تحت الربع»، حيث الحرف اليدوية لا تزال نابضة بالحياة، دخل الفخراني ورشة متخصصة في صناعة المنتجات الخشبية، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام، بدأ الجد الأول بصناعة الأباريق والهوان، مستخدمًا في البداية مخارط يدوية قبل ظهور الكهرباء.

بين المنتجات المميزة، ظهرت أطباق السرسوع الفاخرة، التي تُستخدم في تقديم الطعام، وألواح الجزارين الضخمة المصنوعة من خشب السنط واللبخ، والتي لا تزال تُطلب من مختلف أنحاء مصر، أما الليبيون، فكان لهم نصيب خاص، حيث يقبلون على أطباق البازين المصنوعة من خشب «الكايه» القادم من جنوب مصر والسودان.

رمضان في «تحت الربع»: سحر لا ينتهي

يؤكد الفخراني أن التجوّل في «تحت الربع» تجربة لا تتكرر، حيث يمتزج عبق الماضي بحياة الحاضر، في ظل ترحيب التجار الذين لا يبيعون المنتجات فقط، بل يحكون قصصها، مما يجعل هذا الشارع العريق شاهدًا حيًا على تحولات الزمن، لكنه في الوقت نفسه، يحتفظ بأصالته وسحره الفريد.

وأثناء جولته، تأمل الفخراني، ببرنامج «باب رزق»، المذاع على قناة dmc، اللوحات القديمة التي تزيّن واجهات المحلات، مؤكدًا أنها ليست مجرد لافتات، بل شواهد حية على تاريخ الشارع، وبينما يتجول، تبادل التحايا مع أصحاب المحلات، الذين رحبوا به قائلين: «كل سنة وأنت طيب، رمضان كريم».

محل «المصري»: إرث عائلي حافظ على هويته

في لقاء مع أحد أصحاب المحل، معتز المصري، تحدث عن قصة المكان الذي بدأه جده قبل 85 عامًا، ثم ورثه والده، والآن يديره هو وإخوته، مشيرًا إلى أنهم رغم مرور العقود، قرروا الحفاظ على طابع المحل القديم دون تغيير في الديكور أو الأسلوب، لتظل روح الماضي حاضرة فيه.

ومن بين المقتنيات الفريدة التي لفتت انتباه الفخراني لمبات الجاز القديمة، التي تحوّلت بلمسة إبداعية إلى مصابيح كهربائية، تحافظ على شكلها التراثي لكنها تتناسب مع العصر الحديث، كما عرض المصري براد الشاي الكبير، الذي كان يُستخدم لتحضير الشاي حتى الصباح، قائلًا إن بعض القطع لا تُباع، لأنها تمثل جزءًا من ذاكرة المكان.

روح رمضان في «تحت الربع»

اختتم الفخراني جولته معبرًا عن سعادته بأجواء رمضان المميزة في شارع تحت الربع، حيث تمتزج رائحة التاريخ بزينة الشهر الكريم، مؤكدًا أن هذه الأماكن ليست مجرد محلات، بل هي قصص تُحكى على مر الزمن.


مواضيع متعلقة