رئيس جامعة الأزهر: القرآن مليء بالصور البلاغية العميقة تعكس روعة النظم

رئيس جامعة الأزهر: القرآن مليء بالصور البلاغية العميقة تعكس روعة النظم

رئيس جامعة الأزهر: القرآن مليء بالصور البلاغية العميقة تعكس روعة النظم

قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إنّ القرآن الكريم مليء بالصور البلاغية العميقة التي تحمل معاني دقيقة ومؤثرة، مشيرًا إلى أنّ الاستعارة في آياته تحمل دلالات بليغة تعكس روعة النظم القرآني.

القرآن الكريم مليء بالصور البلاغية

وأوضح «داود»، خلال حلقة برنامج «بلاغة القرآن والسنة»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم، أنّ من أروع صور الاستعارة في القرآن الكريم قوله تعالى: «إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ»، حيث استُعير وصف العقم، الذي يطلق في الأصل على المرأة التي لا تنجب، للريح المهلكة، للدلالة على أنَّها لم تُبقِ أحدًا من قوم عاد، كما أنّ المرأة العقيم لا تُبقي نسلًا بعدها.

وأشار إلى أنّ هذه الاستعارة قسمت الريح إلى نوعين «ريح ولود» وهي التي تلقح الشجر وتنزل المطر، و«ريح عقيم» وهي التي لا تلقح شجرًا ولا تنزل مطرًا، ما أنشأ علاقة بين النساء والريح في التصوير البلاغي.

كما تطرّق رئيس جامعة الأزهر إلى الاستعارة في قوله تعالى: «فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ»، حيث شبّه ما أصاب القرية من ألم وضُر بسبب الجوع والخوف باللباس الذي يغطي الجسم تمامًا، مما يعكس شمول البلاء لجميع أهل القرية.

ونوّه بدقة اختيار الألفاظ في النظم القرآني، حيث لم يقل «فكسَاها الله لباس الجوع والخوف»، لأن الكسوة تدل على الغطاء الخارجي فقط، بينما اللباس يشير إلى التغلغل والتأثير العميق، مؤكدًا أن القرآن الكريم اختار اللفظ الأبلغ الذي يعبر عن شدة المعاناة التي أصابت القوم.