من هو جاستون ماسبيرو واضع مبدأ القسمة لمنع نهب الآثار؟.. ذكره مسلسل النص

من هو جاستون ماسبيرو واضع مبدأ القسمة لمنع نهب الآثار؟.. ذكره مسلسل النص

من هو جاستون ماسبيرو واضع مبدأ القسمة لمنع نهب الآثار؟.. ذكره مسلسل النص

في ختام الحلقة الثامنة من مسلسل النص الذي يؤدي بطولته الفنان أحمد أمين، وكما هو متبع في كل حلقة منذ بداية عرض المسلسل، قدّم صنّاع العمل معلومات تاريخية موثقة، هذه المعلومات التاريخية تُشير إلى أنّ قصة المسلسل مستوحاة من أحداث حقيقية وقعت في التاريخ، وفي هذه الحلقة، تمّ التركيز على الدور الذي لعبه الفرنسي جاستون ماسبيرو، مدير مصلحة الآثار المصرية في نهاية القرن التاسع عشر.

مسلسل النص يسلط الضوء على مبدأ القسمة في القرن الـ19

وأشارت الحلقة الثامنة من مسلسل النص، إلى مبدأ القسمة الذي وضعه «ماسبيرو»، والذي كان يهدف إلى تنظيم عمليات التنقيب عن الآثار التي كانت تتم في ذلك الوقت من خلال تبرعات الأثرياء، وكان الهدف من هذا المبدأ الحد من عمليات النهب التي كانت تتعرض لها الآثار المصرية بشكلٍ كامل، ورغم أنّ هذا القانون سمح للبعثات الأجنبية بالاحتفاظ ببعض القطع الأثرية المصرية، فإنّه ساهم في الحفاظ على الكثير من الآثار الأخرى.

ونجح «ماسبيرو» في إقناع بعض ممولي الحفائر بترك الآثار كاملة للمتحف المصري، وهو ما حدث مع مقبرة تويا ويويا التي ما زالت تُزين المتحف المصري حتى اليوم، فمن هو جاستن ماسبيرو؟

من هو الفرنسي جاستن ماسبيرو؟

وُلد جاستون ماسبيرو في باريس عام 1846 لأبوين إيطاليين، ونما لديه شغف بالتاريخ وخاصة علم المصريات منذ صغره، إذ بدأ دراسة المصريات بشكل ذاتي، مستفيدًا من الآثار المصرية في متحف اللوفر ونقوش المسلة المصرية في ميدان الكونكورد، كما أولى اهتمامًا خاصًا باللغة الهيروغليفية، واستمر في دراسته حتى تفوق على علماء المصريات الآخرين، ما أهله لشغل مناصب مرموقة في مجال الآثار المصرية.

التحق جاستون ماسبيرو بمدرسة الدراسات الطبيعية المتقدمة في باريس، حيث أتيحت له الفرصة للتواصل مع علماء الآثار والباحثين، فكان يتبادل معهم الخبرات والمعرفة، ويساهم في أعمالهم البحثية. ومن بين هذه المساهمات، مشاركته في رحلة إلى بيرو، حيث عمل مع فريق من العلماء على إثبات الصلة بين اللهجات التي يتحدث بها شعب الكيتشوا، وفقًا للموقع الرسمي للجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

وتعتبر الفترة التي قضاها جاستن ماسبيرو في مصر نقطة تحول حاسمة في حياته المهنية، ففي عام 1881، وقبل وفاة أوجست مارييت بـ13 يومًا فقط، وصل ماسبيرو إلى مصر وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية وأمين المتحف المصري في بولاق، وكان عمره حينها 34 عامًا.

جاستن ماسبيرو

وفور توليه المنصب، باشر ماسبيرو أعمال التنقيب التي بدأها مارييت في سقارة، ووسع نطاق البحث ليشمل مناطق أخرى، إذ كان ماسبيرو مهتمًا بشكل خاص بالمقابر التي تحتوي على نصوص فرعونية مهمة، حيث كان يرى فيها مصدرًا ثريًا لدراسة اللغة الهيروغليفية، ونجح في العثور على 4000 سطر من النقوش في 5 مقابر ملكية، وقام بتصويرها وطباعتها.

بالإضافة إلى ذلك، واصل ماسبيرو أعمال التنقيب في معبدي إدفو وأبيدوس، واستكمل جهود مارييت في إزالة الرمال عن تمثال أبو الهول بالجيزة، حيث أزال عنه أكثر من 20 مترًا من الرمال بحثًا عن مقابر مخفية، لكنه لم يعثر على شيء.

ولم تقتصر إنجازات ماسبيرو على التنقيب والاكتشاف، بل شملت أيضًا تنظيم وترتيب المتحف المصري في بولاق، ثم نقل محتوياته إلى المتحف المصري بالتحرير، وفي عهده جرى اكتشاف خبيئة في الكرنك تحتوي على مئات التماثيل التي تعود إلى عصور مختلفة، كما نشر ماسبيرو العديد من الدراسات الأثرية المهمة.

وفي خطوة رائدة، أسس ماسبيرو المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، وكان أول مدير له، ولم يقتصر عمل المعهد على دراسة الآثار الفرعونية فقط، بل امتد ليشمل دراسة جميع الآثار المصرية، سواء الإسلامية أو القبطية.

دور جاستن ماسبيرو في مواجهة سرقة الآثار

كان لجاستون ماسبيرو دور محوري في مكافحة عمليات سرقة الآثار المصرية القديمة، فقد كان له دور أساسي في القبض على عائلة عبدالرسول، من أشهر العائلات التي اتجرت في الآثار، وتمكن من إجبارهم على الاعتراف بسرقتهم، وحصل منهم على معلومات قادته إلى اكتشاف خبيئة الدير البحري، التي احتوت على مومياوات لملوك بارزين مثل سقنن رع، وأحمس الأول، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني وغيرهم، وبمساعدة العالم المصري أحمد كمال، نقل مئات المومياوات والآثار المسروقة إلى المتحف المصري بالتحرير.

كما نجح ماسبيرو في إصدار قانون جديد عام 1912، يقضي بحصر عمليات التنقيب على البعثات العلمية المصرح لها فقط، ويمنع الأفراد من التنقيب، ولم يعد للمنقبين الحق في الحصول على نصف الآثار المكتشفة، بل فقط على القطع المكررة الموجودة في متحف القاهرة، واشترط القانون عدم منح تأشيرة خروج من مصر للمنقبين إلا بعد ترك الموقع الأثري بحالة مرضية، وقد أثارت هذه الإجراءات غضب وحقد مهربي وتجار الآثار الأجانب، كما فرض رسومًا على زيارة المناطق الأثرية لتغطية نفقات التنقيب والصيانة.

ماسبيرو

وفي عام 1892، غادر ماسبيرو منصبه وعاد إلى باريس للتدريس الجامعي، لكنه عاد إلى مصر عام 1899 لاستئناف عمله كمدير لمصلحة الآثار، وخلال فترة ولايته الثانية، شهد زلزال الكرنك الذي تسبب في انهيار أعمدة أثرية، فبذل جهودًا كبيرة لإصلاح الأضرار، وبعد 4 سنوات، جرى اكتشاف رصيف مرمر أسفله كنز يضم أكثر من 15 ألف تمثال.

لم يقتصر عمل ماسبيرو على التنقيب، بل أنشأ متاحف محلية في أنحاء مصر، وعمل على زيادة الوعي بأهمية الآثار، كما قام بترتيب وفهرسة الآثار في متحف بولاق، الذي أصبح نواة المتحف المصري بالتحرير، الذي ساهم في تأسيسه عام 1902.

وفي عام 1914، عاد جاستون ماسبيرو إلى باريس، إذ جرى تعيينه مستشارًا دائمًا لأكاديمية الفنون والآداب الفرنسية، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في 30 يونيو 1916 عن عمر يناهز السبعين عامًا، وفي مصر، جرى تخليد ذكراه بإطلاق اسمه على مبنى الإذاعة والتلفزيون والمنطقة المحيطة به، تقديرًا لإسهاماته الجليلة في البحث عن الآثار المصرية والحفاظ عليها.

مسلسل النص في رمضان 2025

ويُعرض مسلسل النص بطولة أحمد أمين الساعة 7:15 مساءً بتوقيت القاهرة، والإعادة الساعة 2:45 صباحًا، والساعة 1:30 ظهرًا، كما تُعاد على قناة ON دراما الساعة 10:30 مساءً.