ظل تحية كاريوكا يطارد غادة عبدالرازق في «شباب امرأة»: «شفاعات» فكرة.. والفكرة لا تموت

ظل تحية كاريوكا يطارد غادة عبدالرازق في «شباب امرأة»: «شفاعات» فكرة.. والفكرة لا تموت

ظل تحية كاريوكا يطارد غادة عبدالرازق في «شباب امرأة»: «شفاعات» فكرة.. والفكرة لا تموت

من قلب الحوارى القديمة تعود «شفاعات» من جديد، سيدة الحارة الشعبية المستبدة والمتحكمة فى كل شىء، السيدة التى لا يجرؤ أحد على الوقوف فى وجهها، لكن ليس بنفس الشخصيات القديمة التى قدمها المخرج الراحل صلاح أبوسيف فى واحد من أهم أعماله الخالدة وهو فيلم «شباب امرأة» عام 1956، فـ«شفاعات» الأمس ليست بالطبع «شفاعات» اليوم، التى تعيد تجسيدها الفنانة غادة عبدالرازق فى المسلسل الرمضانى الذى يحمل الاسم نفسه. قد يكون هناك تغييرات فى بعض التفاصيل، لكن شخصية المرأة القاسية هى ذاتها لا تتغير على مرّ العصور.


فى فيلم «شباب امرأة» جسدت تحية كاريوكا دور «شفاعات» سيدة الحارة الشعبية التى تقع فى غرام شاب أصغر منها بسنوات طويلة وقد يكون من عُمر أبنائها، وبسبب هذه العلاقة يتحول مسار حياته تماماً من شاب ريفى ينتمى لأسرة بسيطة يأتى للمدينة لاستكمال دراسته، ليجد نفسه فى «أحضان شفاعات» التى تحيطه بشباكها.

هذه القصة الثرية بتفاصيل كثيرة سواء داخل الفيلم أو الرواية التى تحمل نفس الاسم للكاتب أمين يوسف غراب، تنقلها غادة عبدالرازق إلى الشاشة الصغيرة من خلال المسلسل الذى يُعرض على قناة ON فى النصف الثانى من رمضان، سيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، إخراج أحمد حسن، وبطولة يوسف عمر، محمد محمود، داليا شوقى.

ماجدة خيرالله: نجاح العمل يتوقف على طريقة الكتابة


يرى عدد من النقاد فى تصريحات لـ«الوطن» أن فكرة تحول الفيلم إلى عمل درامى بنفس الاسم، هى بمثابة مغامرة جيدة خصوصاً إذا كانت هناك مساحة لتقديم تفاصيل أكثر ومعالجتها بشكل أوسع على شاشة التليفزيون، وفكرة تحويل الأعمال الكلاسيكية ونقلها من السينما إلى مسلسلات تم تقديمها من قبل، وذلك حسب الناقدة ماجدة خيرالله، وتأكيدها أن قصص الأفلام التى تحولت إلى مسلسلات، قُدمت كثيراً سواء فى الدراما المصرية أو الأجنبية.


وشددت على أن الأمر أولاً وأخيراً يتوقف على طريقة الكتابة والمعالجة الفنية، وهناك نماذج كثيرة جيدة منها مسلسل «ريا وسكينة» بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب، وبالتالى طريقة العرض والحكى والكتابة بمثابة العمود الفقرى لأى عمل فنى إذا ما كُتب المسلسل بعناية، ومع مراعاة تغير الزمن الذى نعيش فيه، ومع الاختيار الجيد للأبطال وتسكينهم بشكل صحيح، فى هذه الحالة يكون نجاح العمل مضموناً بشكل كبير. وقالت «خيرالله»: «فى المسلسل قد تكون هناك مساحة لفرد تفاصيل بشكل أكبر بعيداً عن الفيلم الذى لا يتجاوز ساعتين، حيث يتسع المسلسل لعدد أكبر من الشخصيات وساعات أطول»، مشيرة إلى ضرورة الابتعاد عن إطلاق الأحكام المسبقة سواء بالإيجاب أو السلب تجاه أى عمل لم تتضح رؤيته بعد.


هل تنجح المسلسلات المستوحاة من أفلام كلاسيكية إذا أعيد إنتاجها فى العصر الحالى؟ سؤال ترجعه الناقدة الفنية إلى عدة عوامل ليس من بينها طبيعة الجمهور أو الزمن، لكن المسألة تخص الجودة أو الموضوع المكتوب بعناية فهو الذى يحدد نجاح العمل، بدليل أن مسلسل «ريا وسكينة» لا يزال يُعرض حتى الآن ولا يمل المشاهدون من متابعته مع كل إعادة عرض، متابعة: «إذا اهتم الكاتب بعنصر التشويق، والأحداث المتجددة، وليس مجرد علاقة بين سيدة وولد صغير، فهذه الحالة ستكتب شهادة نجاح لهذا العمل، لأن الأمر إذا توقف على علاقة سيدة بشاب ستنتهى القصة سريعاً».

الناقد مصطفى الكيلاني: يجب مشاهدة العمل والحكم بعد العرض


وقال الناقد الصحفى مصطفى الكيلانى، إن فكرة تحويل الفيلم لمسلسل، قامت بها غادة عبدالرازق من قبل من خلال مسلسل «الباطنية»، الفيلم الذى عُرض فى الثمانينات بطولة نادية الجندى، مشدداً على أن نجاح هذا العمل يتوقف على طريقة معالجته وتقديمه للجمهور، خصوصاً أن اتجاهات هذا الجمهور أو مزاجه العام أصبح غير معروف، ولم يعد الأمر يتوقف على اسم النجم فقط بدليل وجود شباب منحت لهم الفرص واستطاعوا خطف الأنظار إليهم.
وأضاف «الكيلانى» أن نجاح العمل الفنى مرتبط بفكرة صناعة العمل نفسه، سواء من عناصر الكتابة والتصوير والتمثيل والإخراج، لاسيما أنه لم يعد هناك «مسطرة» للنجاح، وقد تكون هناك مسلسلات تنجح مع الجمهور من أول مرة، وأخرى تجد فرصتها بعد موسم رمضان، وهذا ما حدث مع كثير من الأعمال الشهيرة التى ارتبط بها الجمهور بعد انتهاء الماراثون، موضحاً أنه بشكل عام عندما تتحول قصة فيلم مدته ما بين ساعة ونصف الساعة وساعتين إلى مسلسل قد يصل إلى 15 ساعة، هنا يحتاج السيناريست زيادة عدد الشخصيات، والصراع الدرامى، مؤكداً أن الفيلم مقتبس من رواية «شباب امرأة» لأمين يوسف غراب، ومن الممكن أن يكون الكاتب محمد سليمان عبدالملك قد اعتمد على الرواية نفسها لعمل المسلسل، خصوصاً أن الفيلم يختلف عن تفاصيل الرواية.

محمد شوقى: المقارنة بين الفيلم والمسلسل يجب أن تكون رحيمة


الناقد الفنى محمد شوقى قال إن فيلم «شباب امرأة» عام 1956، تم تصنيفه ضمن أفضل 10 أفلام فى تاريخ السينما المصرية وهو من الأفلام المهمة جداً فى تاريخ صناع العمل سواء تحية كاريوكا أو شكرى سرحان أو عبدالوارث عصر، وقد لاقى نجاحاً كبيراً جداً على المستوى النقدى والعالمى وتوافرت به جميع أساليب النجاح الذى جعله مرتبطاً بكل الأجيال «وعايش حتى الآن»، مؤكداً أنه عند إعادة هذه الأعمال التى ارتبطنا بها يجب إعادتها بشكل مختلف، وليس بنفس التفاصيل الدقيقة من الفيلم، ومسلسل «شباب امرأة» للفنانة غادة عبدالرازق منقول عن نص أدبى، للكاتب أمين يوسف غراب، أكثر منه فيلماً سينمائياً، فاستعانة المؤلف بالنص الأدبى مهمة صعبة جداً على كل القائمين على العمل، لكن فريق العمل قوى، وأضاف: «غادة عبدالرازق فنانة كبيرة وممثلة تتوافر بها كل عناصر القيمة والفن والإبداع، ولا يوجد اختلاف على موهبتها وحضورها».
ويرى «شوقى» أن غادة عبدالرازق استطاعت أن تلعب جميع الأدوار باقتدار ومنها «بنت البلد، الأرستقراطية، الأم، الابنة، الضحية»، متمنياً أن يكون هذا العمل على مستوى النص الأدبى، وعند مقارنته بالفيلم يكون محاولة جديرة بالاحترام ولها كل التقدير، والخروج من المسلسل بدون مقارنات سلبية، وتابع: «المقارنة يجب أن تكون رحيمة بالعمل الدرامى لأنه من الصعب جداً مقارنة فيلم عظيم فى السينما المصرية بمسلسل يعرض فى الموسم الرمضانى المزدحم بالكثير من الأعمال الأخرى، لكن علينا أن نحترم إعادة النص الأدبى، ولدىّ تفاؤل أن يلقى المسلسل قبولاً، مثل أعمالها السابقة ومنها مسلسل سمارة».


مواضيع متعلقة