جهود الدولة المصرية في دعم المرأة.. مبادرة حياة كريمة نقلة نوعية

جهود الدولة المصرية في دعم المرأة.. مبادرة حياة كريمة نقلة نوعية
تسعى الدولة المصرية على مدار السنوات الأخيرة إلى تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، من خلال عدة برامج ومبادرات تهدف إلى تمكينها اقتصادياً واجتماعياً، وفي مقدمتها مبادرة «حياة كريمة»، فكانت المبادرة بمثابة منصة كبيرة لدعم المرأة في القرى المصرية والنهوض بها على كل الأصعدة.
وفي هذا الإطار، تحدثت هند جلال، نائب رئيس قطاع التمكين الاجتماعي بمؤسسة حياة كريمة، عن جهود المؤسسة في دعم المرأة من خلال عدة مشاريع ومبادرات تهدف إلى تمكينها في مختلف المجالات.
مبادرة «حياة كريمة» ودورها في تمكين المرأة
وقالت هند جلال، في تصريح لـ«الوطن»، إن عدد المستفيدين من مبادرات مؤسسة حياة كريمة على مدار خمس سنوات بلغ 35 مليون مستفيد، منهم 53% من النساء، مشيرة إلى أن المبادرات تشمل انتشاراً جغرافياً واسعاً على مستوى محافظات الجمهورية كافة، حيث تمتلك المؤسسة 27 مكتباً ميدانياً توفر خدماتها للمستفيدين.
التمكين الاقتصادي: «سكر البيوت» نموذجاً
وتطرقت جلال إلى أهم القطاعات التي تستهدف النساء بشكل خاص، لافتة إلى أن من أبرز المشاريع التي تقوم بها المؤسسة لدعم المرأة مشروع «سكر البيوت»، الذي يهدف إلى تدريب السيدات المعيلات على صناعة الحلويات، موضحة أن المشروع يتضمن تدريباً نظرياً على ريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني والشمول المالي، إلى جانب التدريب العملي على صناعة الحلويات، مضيفة أن المشروع قد خرج مئات السيدات اللواتي تم توزيع الدعم العيني عليهن، من المواد الخام والفرص المتاحة للعمل في مصانع أو العمل من منازلهن باستخدام الأدوات التي توفرها المؤسسة.
وتحدثت جلال عن مشروع «سر الصنعة» الذي يستهدف تدريب السيدات على مهن وحرف مختلفة، بالإضافة إلى مساعدتهن في العثور على فرص عمل أو البدء في مشاريعهن الخاصة بناءً على المهارات التي اكتسبنها، بالإضافة إلى «مشغل حياة كريمة» الذي تم افتتاحه في محافظة المنيا ويشمل 30 سيدة يعملن في إنتاج الاحتياجات المنزلية من مفروشات وعبايات، حيث يتم تدريبهن بشكل مستمر لرفع جودة المنتجات، كما تساهم المؤسسة في تسويق منتجاتهن عبر معارض متخصصة مثل «تراثنا» الذي يتيح للسيدات فرصة عرض وبيع منتجاتهن.
التمكين الاجتماعي: مبادرات لتوظيف وتوعية النساء
وتطرقت «جلال» إلى العديد من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة في مجال التمكين الاجتماعي، وفي مقدمتها «فرصة حياة»، التي تعد ملتقى توظيف يعمل في ثماني مناطق مختلفة ويوفر نحو 30 ألف فرصة عمل، نصفها تقريباً للسيدات، كما أشارت إلى مبادرة «أنت الحياة»، التي تقدم خدمات توعية وتنمية للسيدات في القرى المستهدفة، وتشمل توعية صحية وطبية، بالإضافة إلى خدمات إصدار بطاقة الرقم القومي مجاناً.
و في مجال التوعية بالحقوق الاجتماعية، أكدت جلال أن المؤسسة تنظم حملات توعية ضد التدخين والإدمان، بالإضافة إلى جهودها في مساعدة حالات الغارمين من السيدات في القرى.
مبادرات موجهة للشباب مع تمثيل نسائي قوي
وتؤكد جلال أن المؤسسة تولي أهمية كبيرة لتطوير مهارات الشباب والفتيات، حيث يتمثل ذلك في برنامج «VALUE» الذي يعزز المهارات القيادية والمهنية لدى طلاب الجامعات، ويشمل 50% من الإناث، لافتة إلى برنامج «STARS»، الذي يركز على تطوير المهارات العملية في الابتكار والقيادة، ويشارك فيه نسبة كبيرة من السيدات.
وفي إطار تعزيز الوعي الرقمي، تنظم المؤسسة «مبادرة سفراء التكنولوجيا» التي استهدفت تدريب الشباب على الأمن السيبراني والتسويق الإلكتروني، حيث مثلت السيدات أكثر من 70% من المشاركين في المرحلة المتقدمة من البرنامج.
القطاع الطبي: قوافل طبية ودعم صحة المرأة
فيما يتعلق بالقطاع الطبي، أشارت ناىب رئيس قطاع التمكين الاجتماعي بحياة كريمة إلى أن المؤسسة تنظم قوافل طبية متخصصة، وتقدم خدمات توعية صحية للمرأة، أبرز هذه المبادرات «الشاحنة الخاصة بالكشف المبكر عن أورام الثدي»، التي تسهم في توفير الفحوصات الطبية للسيدات في القرى، بالإضافة إلى إحالتهم للمستشفيات لإجراء الفحوصات المتقدمة إذا لزم الأمر.
التأهيل النفسي والدعم الاجتماعي
كما تحدثت جلال عن تطبيق Tips N Steps الذي أطلقته المؤسسة لدعم الأمهات في رعاية أطفالهن، مؤكدة أن التطبيق يوفر إرشادات حول نمو الطفل منذ الولادة حتى سن السادسة، بالإضافة إلى توعية الأمهات بمشاكل سلوكية ونفسية قد تواجه أطفالهن.
كما شددت على دور المؤسسة في دعم الحالات الإنسانية، حيث تقدم مساعدات للفئات الأكثر احتياجاً، ومنها دعم المرأة المعيلة والأيتام، وقالت: «نحن نعمل على توفير مشاريع تنموية صغيرة للأسر المحتاجة، حيث تتعدى نسبة السيدات المستفيدات منها 70% من إجمالي المستفيدين».
مبادرة «يدوم الفرح» لدعم الفتيات اليتيمات
وأضافت جلال أن مؤسسة حياة كريمة أطلقت أيضاً «مبادرة يدوم الفرح»، التي تهدف إلى دعم الفتيات اليتيمات غير القادرات على توفير مستلزمات الزواج الأساسية، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تساهم في تخفيف العبء المالي عن الأسر المستحقة، لافتة إلى أن المؤسسة تولي أهمية كبيرة لتمكين المرأة، في إطار قطاع الثروة الحيوانية، حيث تشارك السيدات في العمل بالمطابخ التابعة للمؤسسة المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية، موضحة أن هذه المطابخ تساهم في إنتاج الوجبات الخيرية المستمرة طوال العام، خاصة في شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن السيدات والفتيات جزءاً أساسياً من هذه الجهود، حيث يشكلن الغالبية العظمى من العاملين في المؤسسة، بدءاً من رئيس مجلس الأمناء الدكتورة عهود وافي، ونائب رئيس مجلس الأمناء بثينة مصطفى، وصولاً إلى المدير التنفيذي، الدكتورة مروى فخري، إلى جانب العديد من الزملاء في القطاعات المختلفة.
وفي ختام حديثها، أكدت هند جلال أن مؤسسة حياة كريمة تواصل العمل على تحسين حياة المرأة المصرية، مؤكدة أن السيدات يشكلن جزءاً أساسياً من جهود المؤسسة، وأشارت إلى أن المؤسسة تضع تمكين المرأة في صدارة أولوياتها، من خلال استراتيجيات عمل واضحة ومتنوعة تشمل قطاعات مختلفة لضمان تقدم المرأة في المجتمع المصري، مؤكدة أن مؤسسة «حياة كريمة» نموذج حي لدعم المرأة المصرية، حيث تسهم بشكل فعال في تحسين حياة ملايين السيدات في القرى والأماكن النائية، وتعكس رؤية الدولة المصرية في تمكين المرأة على كافة الأصعدة.