محمود الجارحي يكتب: جريمة في القرية.. كيف تخلص «عبدالعظيم» من أبنائه الأربعة؟
محمود الجارحي يكتب: جريمة في القرية.. كيف تخلص «عبدالعظيم» من أبنائه الأربعة؟
كيف نفذ «عبدالعظيم» جريمة قتل أولاده الأربعة؟ ولماذا لم يصرخ الضحايا أثناء الجريمة؟ وماذا عن دوافع الجريمة؟ تفاصيل كثيرة أزاحت عنها التحريات والتحقيقات التي جرت بشأن تلك المذبحة الأسرية وجاءت كالتالي:
شهر يوليو 2024
يوم الثلاثاء 30 يوليو 2024.. كان الهدوء يسود إحدى قرى مركز قليوب، التابعة لمحافظة القليوبية، وبالتحديد قرية حلابة، وكانت الساعة 8 ونصف مساء، بدخول عبدالعظيم تاجر مواشى 45 سنة، إلى منزله – منزل ريفي مكون من طابقين – كان حاملا في يده 4 عبوات عصير مانجا، وبدأ في الحديث مع أولاده الأربعة وهم جلال الابن الاكبر له 21 سنة، ويخبره بأن احضر له العصير هو اشقائه تسنيم 18 سنة، وندريم 15 سنة، وريتاج 9 سنوات، وتجمع الأربعة حول الأب، وكل منهم أخذ العصير، وتناولوا العصير.. وفقدوا الأربعة الوعي.. وبدأ الأب في نقلهم إلى غرفة واحدة، وفي أثناء نقلهم يتذكر أنهم في حالة فقدان للوعي بعد أن دس لهم أقراصا منومة في العصير، حتى يبدأ في المرحلة الثانية.. مرحلة إزهاق أرواحهم دون أن يسمع صراختهم هكذا جاء في التحريات والتحقيقات.
قتل الأربعة
بينما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءا.. بينما كان الأب واقف في الغرفة يشاهد أولاده الاربعة فاقدين للوعي ويدخن سيجارته.. ويتذكر طليقته أم الأطفال.. وهو يتتم بصوت هى السبب .. انا كده هقتل اولادى علشان احرق قلبها عليهم.. وظل يتذكر سبب الخلافات التى وقعت بينهما بعد قرابة 18 سنة زوجها انتهت بالطلاق، وبكل هدوء وثابت.. توجه إلى مطبخ المنزل.. وأمسك سكينا.. وبدأ فى تنفيذ جريمته، وتسديد الطعنات فى أجساد أبنائه الأربعة بدون أن يسمع استغاثات احدهم، بدون أن يشعر أي أحد من سكان قريته بما يفعله، ب اولاده.. قتلهم بدم بارد.. استغرق دقائق معدودة فى ارتكاب المذبحة.. وبعدها اخرج هاتفه من ملابسه.. وصور جثامين أبنائه الأربعة وهم غارقين في الدماء، وأرسل تلك الصور على هاتف حماته وعائلة طليقته.. وبكل هدوء يهرب من المنزل – مسرح الجريمة – هكذا جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية واعترافات الأب في أثناء استجوابه من قبل محقق النيابة آنذاك.
عصير وسكين
بمجرد إرسال الأب المشتبه فيه الصور لأسرة طليقته.. توجهت إلى مركز شرطة قليوب، وأبلغت عن الواقعة، وانطلقت قوة من المباحث، على رأسهم رئيس مباحث مركز شرطة قليوب، وكان برفقته محقق النيابة العامة، والمعمل الجنائي وطبيب شرعي، وحضروا إلى مسرح الجريمة – وفرضت القوات كردونا أمنيا في محيط الواقعة – بدأ المحقق في مناظرة الجثامين – وأثبت الملاحظة أن الضحايا قتلوا بسلاح أبيض – سكين – وعثر عليه بجوار جثة الابن الأكبر – تمّ تحريز السلاح من قبل رجال المعمل الجنائي.. وأكّد الطبيب الشرعي للمحقق آنذاك، أن الضحايا قتلوا في أثناء فقدان الوعي، وأنهم لم يقاوموا مرتكب الجريمة، وعثرت القوات على بقايا عصير داخل الشقة وكان عددهم 4 عبوات عصير وتمّ فحصهم من قبل المعمل الجنائي وتبين أن الأب المشتبه فيه، وضع لهم أقراصا منومة قبل تنفيذ الجريمة.
بينما كان المحقق يناقش الطبيب الشرعي ورجال المعمل الجنائي حول الواقعة وتصور الجريمة، انطلق 3 مأموريات من مباحث مركز شرطة قليوب، وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القليوبية، إلى الأماكن التي يتردد عليها الأب، وتمكّنت القوات من ضبطه في إحدى الأماكن التي يتردد عليها، واعترف في المحضر بارتكابه للواقعة.
إعدام
عقب استجواب الأب من قبل رجال المباحث، تمّ تحرير محضر بالواقعة، وإحالة الأب للنيابة لمناقشته حول ملابسات الجريمة كاملة، واعترف الأب بالتخلص من أبنائه في أثناء استجوابه من قبل محقق النيابة، وأكّد أنه دس لهم أقراصًا منومة في العصير قبل ذبحهم، وأنَّه خطط للجريمة منذ فترة انتقامًا من طليقته بعد أن تركته وانفصلت عنه، فقرر قتل أبنائهم قائلا: «قتلهم عشان أحرق قلب أمهم».. وعقب تسجيل اعترافات المتهم في النيابة، تمّ اقتياده إلى مسرح الجريمة، ومثل جريمته بالصوت والصورة، وحرز المحقق هاتف المتهم الذي يحتوي على صور له في أثناء ارتكابه للجريمة.. ملف القضية بالكامل، وتمت إحالته للمحكمة.. وأمام محكمة الجنايات، وفي أولى جلسات محاكمة المتهم – أمس - قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الخامسة، برئاسة المستشار أحمد رفعت النجار بإحالة أوراق المتهم لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه لاتهامه بذبح أبناءه الـ4 بمنطقة حلابة بدائرة مركز شرطة قليوب بمحافظة القليوبية
