«قمة القاهرة» تعتمد خطة مصر لمستقبل قطاع غزة

«قمة القاهرة» تعتمد خطة مصر لمستقبل قطاع غزة

«قمة القاهرة» تعتمد خطة مصر لمستقبل قطاع غزة

اعتمدت مسودة البيان الختامى للقمة العربية غير العادية، التى عقدت فى القاهرة، أمس، برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الخطة المصرية لمستقبل غزة، داعية المجتمع الدولى والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية.

كما دعا البيان المجتمع الدولى والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية، وفقاً لما نشرته وكالة «رويترز».

ورحّب البيان، بعقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة فى القاهرة خلال الشهر الحالى، ودعا القادة العرب إلى إجراء انتخابات فى جميع المناطق الفلسطينية خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك، وفقاً لمسودة البيان الختامى للقمة العربية، كما رحب بتشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة قطاع غزة تحت إشراف السلطة الفلسطينية، مع التحذير من تهجير سكان القطاع أو ضم أى من الأراضى الفلسطينية المحتلة، وطالب بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى اللبنانية والسورية.

وافتتح الرئيس «السيسى» القمة بتوجيه التحية والشكر لعاهل البحرين على جهوده المقدرة طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، قائلاً: «يطيب لى أن أهنئكم جميعاً وشعوبنا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك»، كما رحب بالقادة ورؤساء الوفود المشاركين فى القمة: «يسعدنى أن أرحب بكم فى بلدكم الثانى مصر أرض الكنانة التى تقف دوماً مع الحق والعدل مهما اشتدت الخطوب وعظمت الكروب، ومشاركتكم اليوم فى هذه القمة غير العادية فى ظل أزمة إقليمية بالغة التعقيد واستجابة لاستغاثة فلسطين الشقيقة تؤكد التزامكم الذى لا يتزعزع، تجاه قضايا أمتنا المشروعة».

وأضاف الرئيس أننا اليوم يجمعنا واقع مؤلم فى ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومى العربى وتهدد دولاً عربية مستقلة وتنتزع أراضى عربية من أصحابها دون سند أو قانون أو شرع، وتابع أن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلاً أمام ما حدث فى غزة لتسجل كيف خسرت الإنسانية وكيف خلف العدوان على غزة وصمة عار فى تاريخ البشرية عنوانها نشر الكراهية وانعدام الإنسانية وغياب العدالة.

وقال السيد الرئيس إن «أطفال ونساء غزة الذين فقدوا ذويهم وقُتل ويُتِّم منهم عشرات الآلاف ينظرون اليوم بعيون راجية فى استعادة الأمل فى سلام عادل ودائم، والحرب الضروس على غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة وسعت لتفريغ القطاع من سكانه وكأنها تخير أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض، وهو الوضع الذى تتصدى له مصر انطلاقاً من موقفها التاريخى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه وبقائه عليها عزيزاً كريماً حتى نرفع الظلم عنه ولا نشارك فيه». وأضاف: «لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية التى تعرض لها أهلنا فى فلسطين عزائم البعض، إلا أننى كنت دائماً على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطينى الأبىّ الذى ضرب مثالاً فى الصمود والتمسك بالأرض ستقف عنده الشعوب الحرة بالتقدير والإعجاب، وأقول لكم وبكل صدق إن عزيمة الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه هو مثال فى الصمود من أجل استعادة الحقوق».

وتابع: «أستذكر معكم فى هذا الظرف الدقيق أن مصر التى دشنت السلام منذ 5 عقود فى منطقتنا وحرصت عليه وصانت عهودها حياله، لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل الذى يحمى المقدرات ويصون الأرض ويحفظ السيادة، ولعل هذا ما ورد بشكل لا يقبل التأويل فى معاهدة السلام التى أبرمتها مصر عام 1979، وألزمت كل طرف باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه وبما يفرض التزاماً قانونياً بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم، كونه يمثل انتهاكاً للالتزام باحترام حرية الحدود الآمنة، ومن منطلق حرصها على الأمن والاستقرار الإقليميين سعت مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة إلى التوصل لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الأشقاء فى قطر والأصدقاء بالولايات المتحدة، وما كان ذلك ليتحقق دون جهود الرئيس دونالد ترامب وإدارته والتى نأمل أن تستمر وتتواصل بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار فى غزة واستمرار التهدئة بين الدولتين وبعث الأمل للشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة من أجل سلام دائم بالمنطقة بين جميع الشعوب».

وتابع: «عملت مصر بالتعاون مع الأشقاء فى فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقاً من خبرات أعضائها بحيث تكون تلك اللجنة مسئولة عن عملية الإشراف على أعمال الإغاثة وإدارة شئون القطاع لفترة مؤقتة وذلك تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية للقطاع، كما تعكف مصر على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التى يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة». واستطرد: «عملت مصر بالتعاون مع الأشقاء فى غزة والمؤسسات الدولية على بلورة خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين تبدأ بعملية إغاثة عاجلة والتعافى المبكر وصولاً لإعادة إعمار القطاع».

وقال السيد الرئيس: «تدعو مصر إلى اعتماد خطة دعم غزة، وحشد الدعم الإقليمى والدولى لها فهى خطة تحفظ للشعب الفلسطينى حقه فى إعادة بناء وطنه وتضمن بقاءه على أرضه، وأؤكد أن هذه الخطة يجب أن تشهد على التوازى مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية تشارك بها دول المنطقة وبدعم من المجتمع الدولى وتهدف لتسوية شاملة وعادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية».

وأضاف: «أدعو كافة الدول الحرة والصديقة للإسهام بهذا المسار والمشاركة بفاعلية فى مؤتمر إعادة الإعمار الذى سوف تستضيفه مصر الشهر القادم، فلنجعل جميعاً من توجيه الدعم للصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض غاية سامية وواجباً إنسانياً وحقاً لكل طفل فلسطينى وكل عائلة فلسطينية للعيش فى بيئة حضارية آمنة مثل باقى شعوب العالم».

وتابع الرئيس: «فى خضم الأحدث المتلاحقة يتعين علينا جميعاً إعلاء رفضنا القاطع وإدانتنا للاعتداءات والانتهاكات التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية المحتلة، وفى هذا السياق نرفض مجدداً وبشدة ونحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى والانتهاك المتعمد لحرمته والمساس بالوضع القائم به».

وقال السيد الرئيس: «نقولها بكل وضوح، إن القدس ليست مجرد مدينة بل هى رمز لهويتنا وقضيتنا، والحديث عن التوصل للسلام بالشرق الأوسط دون تسوية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى هو لغو غير قابل للتحقق، فلن يكون هناك سلام حقيقى دون إقامة الدولة الفلسطينية ودعونى أؤكد أن السلام لن يتأتى بالقوة ولا يمكن فرضه عنوة ولا بد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع توفير كافة الضمانات اللازمة فى الوقت ذاته لحفظ أمن إسرائيل».

وأضاف: «ما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة واستمرار معاناة الشعب الفلسطينى على مدار 7 عقود يوجب علينا النظر بعين موضوعية نحو الواقع والتعاطى مع الحقائق ويتحتم علينا أن نتحد جميعاً للتوصل للسلام الدائم المنشود، وبالتالى الاستقرار والرخاء والتعايش السلمى فى المنطقة».

وقال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إن حق الشعب الفلسطينى تقرير مصيره وإقامة دولة مستقلة، مؤكداً رفض بلاده أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى واستيطان أرضه، مشيداً بمبادرة مصر بشأن قطاع غزة المطروحة على طاولة القمة الطارئة، داعياً لدعم خطة مصر بشأن إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن منطق تهجير الشعب الفلسطينى أمر مرفوض ولن يؤدى إلى تحقيق السلام، مشدداً على أن السلام الحقيقى لن يأتى إلا عبر حل الدولتين.

وأضاف: «نحن أمام واقع مؤلم للفلسطينيين الذين فقدوا كل سبيل للعيش الطبيعى ولا ينبغى تهديد السلام بالمنطقة بمشروعات غير واقعية».

وتابع أن «القمة حدث مهم فى تاريخ القضية الفلسطينية، ونأمل فى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، فلا يصح أن يتعرض الشعب الفلسطينى للظلم من جديد.. الإبقاء على نظام الاحتلال لن يجلب سوى استقرار هش ووقتى». وتابع: «إعمار غزة أمر ممكن ببقاء أهلها على أرضهم».


مواضيع متعلقة