«العرضحالجي والأبونيه».. مهن ظهرت في مصر خلال الثلاثينيات تناولها مسلسل النص
«العرضحالجي والأبونيه».. مهن ظهرت في مصر خلال الثلاثينيات تناولها مسلسل النص
مع نهاية كل حلقة من مسلسل النص بطولة أحمد أمين، يعرض العمل معلومات ذات صلة بأحداث الحلقة، إذ تظهر جملة «هذا المسلسل من وحي التاريخ ولكن..»، ويسرد بعض المعلومات التاريخية والوثائقية، ومع نهاية الحلقة الثالثة، سلط الضوء على بعض المهن التي ظهرت في مصر خلال فترة الثلاثينيات، فما هي؟
مهن ظهرت خلال فترة الثلاثينيات في مصر
وتدور أحداث مسلسل النص حول شخصية «عبد العزيز النص» الذي يجسدها الفنان أحمد أمين ومستوحاة من كتاب «مذكرات نشال» للكاتب أيمن عثمان، وهي تروي حكاية لص تائب من حقبة الثلاثينيات ويسعى خلال الأحداث إلى كسب رزقه بطرق شريفة، لكنه يجد نفسه متورطًا في صراعات سياسية وأحداث غامضة تقلب حياته رأسًا على عقب، وتحوله إلى رمز شعبي تتناقله الأجيال، ومع نهاية الحلقة الماضية، كشف المسلسل عن بعض المهن التي ظهرت في مصر خلال تلك الفترة، مثل مهنة «العرضحالجي» وهو الشخص الذي كان منوطًا بتحرير شكاوى ومظالم البسطاء، وكان ما يتقاضاه يتوقف على ما أضافه من شعر ونثر على العريضة.
مهنة العرضحالجي
والعرضحالجي هو المحترف لحرفة كتابة عرائض التظلم والالتماسات والشكايات والاعتراضات، وما ماثلها مما يعرض فيها الناس أحوالهم على أولي الأمر طلبًا للنظر فيها وإليها بهدف التغيير والإصلاح، وكان رجلًا مهمًا، لأن الأكثرية العظمى من الناس كانوا أميين وكان العرضحالجي يحتفظ في حزامه بدواة حبر مصنوعة من النحاس عادة، وفيها قلم من القصب لكتابة شكاوى الناس، فالعرضحالجي هي أيضًا «العرض حال» أي العريضة التي يسجل فيها الحال، أي الحاضر والواقع، وفقًا لكتاب «قاموس المصطلحات في الحضارة الإسلامية» للدكتور محمد عمارة.
مهنة الأبونيه
أما المهنة الأخرى هي مهنة «الأبونيه»، وسُمي حينها الشخص بالأبونيه لقضاءه معظم أوقاته متنقلًا من قطار إلى قطار يشتري كل ما يكلفه به الأهالي من طلبات ويعود في المساء ليوزعها على أصحابها.
الكاتب كمال مغيث في مقاله «كيف يحتال المصريون لكسب قوت يومهم»، أشار إلى أنّ المواصلات إلى القاهرة كانت شحيحة وغالية الثمن بالقياس إلى غالبية أهالى القرى والبلاد من الفقراء، والذين كان لكثير منهم مصالح وحوائج يحتاجون قضاءها من القاهرة، فظهرت مهنة الأبونيه، فهو مثل البوسطجي لكن لا يعمل بمصلحة البريد ولا بأي مصلحة، يعمل لنفسه، فهو يحصل على تصريح من السكة الحديد بركوب القطار وأبونيه يعفيه من قطع التذاكر، ويقوم بنقل بريد ومتاع الناس بين المحطات.
مهنة التعويضجية
ومهنة التعويضجية كان عمل أفرادها هو استهداف الأخطار لكي يحصلوا على تعويض، فمثلًا يجلس «التعويضجي» خلف الأثرياء أثناء لعب «البلياردو»، ويصدر وجهه لكعب العصى.
الكاتب عبدالعزيز البشري في كتابه «المختار» يقول إنّ التعويضجية كانت مهنتهم الاستهداف للأخطار، والتعرض لألوان من الأذى، وإما الصلح بعد هذا وإلا فالقضاء لطلب التعويض.
