مضطر لتقديم تنازلات.. هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي مع ترامب؟

مضطر لتقديم تنازلات.. هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي مع ترامب؟

مضطر لتقديم تنازلات.. هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي مع ترامب؟

في السياسة الدولية، لا توجد علاقات ثابتة، بل تتغير وفقًا للمصالح والتطورات المستجدة، وهذا ينطبق بشكل واضح على العلاقة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تثير مقارنتها مع علاقة الأخير بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لحلفائها، وفق تقرير نشرته قناة القاهرة الاخبارية.

نتنياهو يحظى بحفاوة.. وزيلينسكي يواجه الجفاء

وفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حظي لقاء نتنياهو وترامب الشهر الماضي بأجواء دافئة مليئة بالابتسامات المتبادلة والتفاهم، خاصة بعد رضوخ نتنياهو للضغوط الأمريكية والموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

في المقابل، اتسم لقاء ترامب مع زيلينسكي بحالة من البرود والتوتر، حيث بدا الرئيس الأوكراني متحفظًا ومتوجسًا، وهو ما فسره مراقبون على أنه تغير في موقف ترامب تجاه حلفائه.

هذا التفاوت في الاستقبال يطرح تساؤلات حول ما إذا كان نتنياهو قد يلقى مصير زيلينسكي، في حال تغيرت المصالح الأمريكية أو إذا أقدم نتنياهو على خطوات تثير استياء ترامب.

علاقة نتنياهو وترامب.. هل هي مستقرة؟

رغم العلاقة الوطيدة التي تجمع نتنياهو بترامب، إلا أن هناك سيناريوهات قد تؤدي إلى تدهورها، خاصة أن ترامب شخصية متقلبة تُحركه المصالح الشخصية أكثر من الاعتبارات الدبلوماسية.

وتشير الصحيفة العبرية إلى أن من بين الأسباب التي قد تؤدي إلى فتور العلاقة بينهما، في حالة شعور ترامب أن نتنياهو يُعرقل طموحاته السياسية، مثل السعي للحصول على جائزة نوبل للسلام أو تحقيق نجاح دبلوماسي كبير في الشرق الأوسط، فقد يؤثر ذلك على موقفه من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

في حال واصل نتنياهو التعاون مع شخصيات يمينية متشددة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فقد يُضعف ذلك الدعم الأمريكي لإسرائيل، لا سيما إذا تعارضت هذه السياسات مع المصالح الأمريكية.

كما أنه إذا تم الكشف عن أن نتنياهو قدَّم وعودًا كاذبة أو تلاعب بالمواقف السياسية لتحقيق مكاسب مؤقتة، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع دعم ترامب له.

ترامب ومصالحه الشخصية.. كيف تؤثر على إسرائيل؟

تُظهر التجربة أن ترامب لا يدير السياسة الخارجية وفقًا للمصالح الأمريكية فقط، بل بناءً على مصالحه الشخصية.

ووفقًا لـ يديعوت أحرونوت، فإن أي تعارض بين مصالح ترامب وإسرائيل قد يؤدي إلى توتير العلاقات مع نتنياهو، ومن أبرز القضايا التي قد تؤثر على العلاقة بينهما:

التسوية مع الفلسطينيين: إذا قررت إدارة ترامب استخدام القضية الفلسطينية كورقة ضغط لتحقيق اتفاق أكبر مع السعودية، فقد يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب بين التزامات إسرائيل السياسية ورغبات واشنطن.

التقارب الأمريكي مع إيران: إذا فضّل ترامب التفاوض مع طهران بدلاً من التصعيد العسكري، فقد يثير ذلك استياء نتنياهو، المعروف بموقفه المتشدد ضد إيران.

هل يتمكن نتنياهو من الحفاظ على دعم ترامب؟

من الواضح أن نتنياهو يدرك كيفية التعامل مع ترامب، ويعلم أنه لا ينبغي أن يثير غضبه. فقد تعلّم الدرس بعد أن رأى كيف وقع زيلينسكي في الفخ خلال اجتماعه مع ترامب، حين تعرض للإحراج والتجاهل.

ولذلك، يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على توازن دقيق في علاقته بترامب لضمان استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل.

ومع ذلك، فإن هذا التنسيق قد يُجبر نتنياهو على تقديم تنازلات لا يرغب بها، خاصة إذا قرر ترامب استغلال موقفه للضغط على إسرائيل.

فكما أن قوة ترامب تخدم نتنياهو في الوقت الحالي، فإنها قد تتحول ضده في أي لحظة، مما يجعله في موقف حساس ومعقد.