«الإفتاء» توضح حكم صلاة الجماعة.. هل يأثم من صلى منفردا؟

«الإفتاء» توضح حكم صلاة الجماعة.. هل يأثم من صلى منفردا؟

«الإفتاء» توضح حكم صلاة الجماعة.. هل يأثم من صلى منفردا؟

عادة ما يقصد المسلم بيوت الله عز وجل، من مساجد وجوامع لأداء الصلوات الخمس المفروضة، فيما قد يؤدي البعض الآخر تلك الصلوات في المنزل مع قدرتهم على الذهاب للمسجد، لذلك يتردد سؤال شائع حول حكم صلاة الجماعة، وهو ما أوضحته دار الإفتاء المصرية بتفاصيل وأدلة عديدة، ويستعرضها التقرير التالي.

حكم صلاة الجماعة

وحول حكم صلاة الجماعة، فقالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، إن صلاة الجماعة فرضٌ على الكفاية لا على الأعيان، ومن صلى منفردًا فلا تبطل صلاته بهذا السبب، ولا إثم عليه ما دام غيرُهُ قد صلوا في جماعةٍ يتحقق بها حصول الشعار المذكور.

والدليل على كون صلاة الجماعة فرض كفاية ما يلي:

- احْتُجَّ على كونها فرض كفاية بما رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي في "سننه"، والحاكم في "مستدركه" وصحح إسناده، ووافقه الذهبي في "التلخيص"، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ، وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ، إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ».

- اسْتُدِلَّ على كون الجماعة ليست فرضًا على الأعيان بما روي في "الصحيحين" -واللفظ للبخاري- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»، ووجه الدلالة: أن المفاضلة إنما تكون حقيقتها بين فاضلين جائزين.

حكم صلاة الجماعة وبيان فضلها

وأوضحت الدار أنه من المقرر شرعًا أن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، وهي فرضٌ على الكفاية، سُنَّةٌ على الأعيان، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة؛ فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلَاةِ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» متفقٌ عليه.

بيان الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة

ومن المقرر أن المقصودَ الأعظم من صلاة الجماعة هو تحقيقُ وحدة واجتماع المسلمين، وإظهار التعاطف والتراحم والقوة ووحدة الصفوف، وفي صلاة الشخص منفردًا مع قيام الجماعة ما يخالف هذا المقصود، فضلًا عما قد يقع للمنفرد من تشويش؛ لعلو صوت الجماعة، ممَّا قد يفسد عليه صلاته.

وتابعت دار الإفتاء: "فينبغي على المسلم أن يتحرَّى الصلاة في جماعة ؛ لِمَا لها من فضلٍ عظيم، وخيرٍ عميم، وثوابٍ جزيلٍ، وقد حثَّ عليها النبي الكريم، إلا أنه لو صلَّى الشخص منفردًا والجماعة قائمة؛ فصلاته صحيحة وتجزئه، لكنه أساء بفعله هذا، ما لم يكن له عذرٌ في ترك الجماعة؛ لمخالفته مقصود الشرع الشريف منها".