محطات في حياة معاوية بن أبي سفيان.. كاتب الوحي والملقب بـ«أول ملك للمسلمين»

محطات في حياة معاوية بن أبي سفيان.. كاتب الوحي والملقب بـ«أول ملك للمسلمين»

محطات في حياة معاوية بن أبي سفيان.. كاتب الوحي والملقب بـ«أول ملك للمسلمين»

يُعد معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي؛ إذ تميز بالحكمة والدهاء السياسي، وأسهم في استقرار الدولة الإسلامية وتوسيع نفوذها، وكان خليفة المسلمين بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، وجعل عاصمة الخلافة دمشق، وكانت أمه تحلم بأن يسُد العرب، ونسب لعمر بن الخطاب وصفه لمعاوية بأنه «كسرى العرب»، وقد ظهر موضوع سيرة معاوية في صدر الأحداث هذه الأيام، بالتزامن مع عرض مسلسل عن سيرته، والذي أثار جدلا عن أزمة ظهور الصحابة في الأعمال الدرامية، ويستعرض التقرير التالي جانبا من محطات في حياة معاوية وفقا لما نشره الأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية بمنصة «فيس بوك».

معلومات عن معاوية

ونشر الأزهر معلومات عامة عنه؛ إذ أشار إلى أن اسمه معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصى، وكنيته عبد الرحمن، ولد في مكة قبل الهجرة بـ15 سنة، وأسلم يوم فتح مكة، كما أنه من أحد كتاب الوحي، وكان طويلا أبيض جميلا مهيبا، وكان عمر الخطاب ينظر إليه فيقول: «هذا كسرى العرب»، وشهد غزوة حنين، وبعد وفاة على بن أبي طالب تسلم الحكم فأصبح خليفة المسلمين في دمشق.

وتوفّي معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، في دمشق عن عمر ناهز 78 عاما، بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد بن معاوية، ودفن في دمشق.

مجلس معاوية

وأوضح الأزهر الشريف، أنه كان من المعروف عن معاوية رضي الله عنه، أنه يقدم إليه الضعيف والأعرابي والصبي والمرأة فيقول: ظلمت، فيقول: أعزوه.

ويقول: عدي علي. فيقول: ابعثوا معه. ويقول: صنع بي، فيقول: انظروا له، حتى إذا لم يبق أحد دخل فجلس على السرير، وقال في مرة: ائذنوا للناس على قدر منازلهم ولا يشغلني أحد عن رد السلام، فدخل عليه جماعة من الأشراف، فقالوا كيف أصبح أمير المؤمنين أطال الله عمره؟، فيقول: بنعمة من الله. فإذا استووا جلوسا قال: يا هؤلاء إنما سميتم أشرافا، لأنكم شرفتم من دونكم بهذا المجلس، ارفعوا حاجة من لا يصل إلينا فيقوم الرجل فيقول: استشهد فلان فيقول: افرضوا لولده. ويقول: غاب فلان عن أهله، فيقول: تعاهدوهم وأعطوهم، واقضوا حوائجهم واخدموهم.

محطات في حياة معاوية

وكان معاوية من كتاب الوحي الذين وثّقوا آيات القرآن الكريم بأمر النبي ﷺ، ونسب إليه أنه أسهم في توسيع رقعة الدولة الإسلامية، خاصة في بلاد الشام؛ إذ عزز الاستقرار وأعد الجيوش لفتح المناطق الجديدة، كما أسس الأسطول الإسلامي، الذي كان له دور حاسم في فتح قبرص والمعارك البحرية ضد البيزنطيين.

بعد سنوات من الفتنة بين المسلمين، نجح معاوية في توحيد الأمة الإسلامية بعد تنازل الحسن بن علي (رضي الله عنه) عن الخلافة له، وهو ما عرف بعام الجماعة، وأدى هذا إلى وقف النزاع الداخلي وتركيز الجهود على بناء الدولة.

وكان معاوية إداريًا محنكًا، فأنشأ الدواوين مثل ديوان البريد لتسريع التواصل، وديوان الخاتم لحماية المراسلات الرسمية، ما ساهم في تنظيم شؤون الدولة بكفاءة غير مسبوقة.