حيدر بغدادى: «السيسى» يرتكب نفس خطأ «السادات» مع التيارات الدينية

كتب: هبة أمين

حيدر بغدادى: «السيسى» يرتكب نفس خطأ «السادات» مع التيارات الدينية

حيدر بغدادى: «السيسى» يرتكب نفس خطأ «السادات» مع التيارات الدينية

حذر حيدر بغدادى، البرلمانى السابق عن الحزب الوطنى المنحل والمرشح المحتمل عن دائرة «منشية ناصر والجمالية» على المقعد الفردى «مستقل»، من خطورة حزب النور، لما يمثلونه من خطورة على النظام والدولة والشعب، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى، بألا يكرر خطأ الرئيس الراحل أنور السادات.

وتعجب «بغدادى» من فتح الحكومة ذراعيها للسلفيين والتيار الإسلامى، على الرغم من مشاركتهم فى اعتصام «رابعة العدوية»، مشدداً على ضرورة أن تطبق عليهم الدستور، وتمنعهم من الترشح للبرلمان، بحكم قضائى.

{long_qoute_1}

 

■ كيف ترى مستقبل البرلمان المقبل؟

- أنا أحذر من وجود حزب النور فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنه وأحزاب «مصر القوية، والأصالة، والتنمية» بديل الإخوان، بل إنهم أخطر من هذا التنظيم الإرهابى، وأعيب على الحكومة فتح ذراعيها لهذا التيار المتأسلم، كما أن السلفية الجهادية، أساسها السلفيون، وهؤلاء يطبقون نظرية «اتمسكن لحد ما تتمكن»، فى الوقت الذى تربطهم علاقات مع دول لها مواقف معادية لمصر مثل تركيا وقطر، فضلاً عن أمريكا، لذلك قررنا خوض الانتخابات حتى نملك أدوات تحريك الجماهير ضد تيار الإسلام السياسى، وحديث النور عن أنهم يؤيدون النظام ويدعمون الرئيس السيسى، ما هو إلا كذب، فقد وجدوا فى اعتصام رابعة العدوية، ولم ينزلوا مع الشعب فى ثورة 30 يونيو، بينما قيادات الحزب الوطنى الشريفة، هى التى خرجت فى 30 يونيو، مع سيدات مصر وشبابها.

■ وكيف ترى دور «النور» فى البرلمان حال نجاحهم؟

- الشعب «يبقى غلطان» لو انتخبهم، وهؤلاء يتمركزون فى الإسكندرية، والبحيرة، وكفر الشيخ، ومن الضرورى الآن تطبيق الدستور عليهم وهو يمنع قيام الأحزاب على أساس دينى، ما يستوجب حرمانهم من الانتخابات، بحكم قضائى، خصوصاً أنهم خطر على الأمة العربية والإسلامية.

■ ماذا عن النسبة التى يمكن للنور الحصول عليها فى الانتخابات المقبلة؟

- لو كان الشعب «ناصح»، فلن يحصلوا على أكثر من 20 مقعداً، أما لو أخطأ فعليه أن يتحمل التعب والمشاكل التى ستواجهها الدولة، فى الوقت الذى نسعى فيه للمجلس من أجل التنمية، فالرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «الأرض لمن يُحييها»، والإمام الشافعى قال: «الأرض لمن يُعمرها»، حتى «ماركس» الشيوعى قال «الأرض لمن يزرعها»، وهو ما لا يعترف به «النور»، حتى إنهم فى الانتخابات استبدلوا صورة المرأة بـ«وردة»، ولهم موقف معروف من المسيحيين، حتى إنهم يحرمون تهنئتهم بأعيادهم، وأنا لا أدرى ما الذى يحدث فى البلد، ولماذا الحكومة فاتحة لهم أيديها؟ أرى نفس غلطة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ترتكب الآن، عندما أطلق التيار الإسلامى على الشيوعيين والناصريين، إلا أنهم بعد ذلك قتلوا «السادات»، لذلك أرى أن هؤلاء ليس لهم أمان، وعلى الرئيس السيسى أن يضع ذلك فى اعتباره منعاً لتكرار هذا الخطأ.

{long_qoute_2}

■ نسبة كبيرة من راغبى الترشح فى الانتخابات على المقاعد الفردية وعددها 448 مقعداً من المستقلين، هل من الممكن فى ظل سيطرتهم تشكيل أغلبية برلمانية؟

- الأغلبية فى البرلمان ستكون للمستقلين، ولن نُشكل أى ائتلاف فى المجلس، وسنفوض «السيسى» لتشكيل الحكومة، وسنشاركه فى مراجعة الأسماء، وأطلب من الرئيس تعيين المستشار عدلى منصور، الرئيس السابق، فى المجلس ضمن النسبة المخصصة له، ليجرى انتخابه رئيساً للبرلمان.

■ وكيف سيكون التعامل داخل البرلمان إذا لم يكن هناك ائتلاف أو أغلبية؟

- لن يأخذ أحد الأغلبية، وهذه مصلحة، حتى لا يقود تيار بعينه المجلس، لتختفى كلمة «موافقة» ولا يتم تكرارها مرة أخرى.

■ هل تتوقع وقوع صراعات بين النواب المستقلين والأحزاب «تحت القبة»؟

- بالعكس، المستقلون لن ينجروا للصراعات، فلو أن حزباً مثل الوفد مثلاً، نزل الانتخابات بمفرده، فلن يحصل على 6 مقاعد، وكذلك التجمع 3 مقاعد، والناصريون وحدهم لن يحصلوا على 3، لأنهم لا يمتلكون أرضية فى الشارع، لذلك يختبئون فى القوائم، خصوصاً أنها لأصحاب «الكرافتات والبدل»، وهذا تمييز يحدث لمرة واحدة من أجل الفئات المهمشة.

■ ماذا عن الأحزاب التى يسيطر عليها رجال أعمال؟

- لن تستطيع عمل شىء، فالمواطن لن يُشترى، كما أن زمن الزيت والسكر والفلوس، انتهى، وما يُروج من شائعات عن أن أحمد عز، أمين التنظيم السابق للحزب الوطنى، يدفع برجاله فى الانتخابات، ما هو إلا كذب لضرب المرشحين المستقلين، لأنهم سببوا حالة من الخوف للتيار الإسلامى، ويقف وراء تلك الشائعات الإخوان والسلفيون. إلا أن كل قيادة شريفة وطنية فى «الوطنى» لم يصدر ضدها حكم بات، من حقها الترشح فى الانتخابات، والصندوق هو الفيصل.

■ يقال إن ترشح رجال «الوطنى» المنحل إساءة لثورة 30 يونيو؟

- نحن شاركنا فى هذه الثورة، وكل نواب الوطنى كانوا فى الشارع وقتها كما أن معظمهم كانوا مع ثورة 25 يناير، لأن انتخابات 2010 كانت مزورة، لكن وقت ركوب الإخوان لثورة يناير، وسرقتها، لم نكن معها.

■ هل تعتقد أن الإخوان ستدفع بمرشحين فى الانتخابات؟

- نعم، سيدفعون برجال الصف الخامس، ونعرفهم جيداً، وسنكشفهم ونُعريهم أمام الشعب، ولدينا صورهم وصور أعضاء بالنور وهم فى اعتصام «رابعة»، وسنخرج هذه الصور فى فترة الدعاية الانتخابية، ونقول للمصريين «انتبهوا»، دون أن نشتم أحداً.

■ لماذا قررت خوض الانتخابات البرلمانية بعيداً عن الأحزاب؟

- فضلت تقديم أوراق ترشحى على المقعد الفردى كـمستقل، وحصلت على رمز «الطيارة»، رقم 10، لأنه لا يوجد فى مصر أحزاب، جميعها كرتونية، عبارة عن شقة يصدر منها جورنال، لكن الشارع السياسى لا يعلم شيئاً عن هذه الأحزاب، وبعد انتخابات المحليات المقبلة ستتكون الأحزاب بحق، والشباب الذين سينجحون فى المحليات سيدخلون الأحزاب، ويعملون على بنائها، وبالتالى مصر لا يوجد فيها إلا انتخابات فردية فقط، أما الأحزاب فليس لها وجود حقيقى على الأرض، وهناك 5 أو 6 أحزاب فقط هى «اللى مسمعة شوية»، مثل «الوفد، والمصريين الأحرار، والتجمع، والتيار الناصرى»، أما الأخرى فكلها كرتونية، عبارة عن بدلة وكرافتة وتليفزيون.

■ أليس من الممكن أن تؤثر فترة وجودك بـ«الوطنى» عليك سلبياً؟

- لن تؤثر، فالناس تعلم جيداً من هو حيدر بغدادى، وشخصيته وخدماته، وشعبيته، سواء كان «وطنى»، أو «ناصرى»، أو فى «التجمع»، لكنها أثرت بشكل آخر، وهو أن «الوطنى» لم يؤد الأداء الأمثل، وهذا يُحسب علينا وليس فى صالحنا.

■ إذاً أنت لست نادماً عن عضويتك بالوطنى؟

- لست نادماً، وما زلت أحترم الرئيس حسنى مبارك وأقدره كجنرال عسكرى أدى دوره، له ما له وعليه ما عليه.

■ لكن البعض يتخوف من عودة رجال «الوطنى» مرة أخرى للمشهد؟

- لا يوجد ما يسمى بالحزب الوطنى الآن، بعد حل الحزب، ونحن نعمل لصالح مصر، والعدالة الاجتماعية، والحرية والكرامة الإنسانية، ونحن مع السيسى، ليس نفاقاً، ولكن لأنه أنقذ الأمة العربية والإسلام، فهو وطنى وصاحب مشروع قومى، وأتمنى أن تنتهى كلمة «فلول»، لأن الفلول الآن هم الإخوان الذين وقفوا وراء موقعة الجمل، وقد قررنا خوض الانتخابات ضد تيار الإسلام السياسى، كنواب مستقلين، ونجحنا بهذه الصفة ضد الحزب الوطنى فى انتخابات 2000 و2005، وانضمامنا للحزب وقتها كان من أجل خدمة أهالى الدائرة، لأن السلطة كانت فى يد الحكومة، ومن خلالها نستطيع استخراج قرارات العلاج للمرضى، والمعاشات الاجتماعية، وبناء المستشفيات، مثل مستشفى الشيخ زايد فى منشية ناصر بتكلفة 150 مليون جنيه، ولو لم أدخل «الوطنى» لم تكن الحكومة لتبنيها، ولم أكن مؤمناً ببرنامج الحزب لكن انضممت لهيئته البرلمانية لخدمة دائرتى «الجمالية ومنشية ناصر»، خصوصاً أن الأخيرة تعيش تحت خط الفقر، وأنا لم أحصل على شبر أرض واحد أو شقة، ولم أعين أياً من أبنائى فى الحكومة، كما أننى لا أدفع جنيهاً واحداً فى الدعاية الانتخابية، وأهالى الدائرة هم من يتكفلون بها، وحسابى البنكى فى الانتخابات ألف جنيه، كما أعتمد على عصبيتى وأهلى فى سوهاج.

 


مواضيع متعلقة