مواجهة الإرهاب.. «السلعة الرائجة» فى الانتخابات الأمريكية

كتب: سما طه

مواجهة الإرهاب.. «السلعة الرائجة» فى الانتخابات الأمريكية

مواجهة الإرهاب.. «السلعة الرائجة» فى الانتخابات الأمريكية

منذ بدأ المرشحون الأمريكيون منافساتهم الشرسة للحصول على تأييد الجماهير وأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل، لم تخلُ أحاديثهم من ذكر الإرهاب وطرق مكافحته والوعود بإحداث فارق ملموس فى سياسة الدولة فى التصدى له. ويبدو أن المرشحين وجدوا فى موضوع الإرهاب خير وسيلة لإقناع الناخبين بجديتهم، وتحول إلى سلعة يزايدون عليها، حتى لجأت المرشحة الرئاسية ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون لتشبيه منافسيها المرشحين الجمهوريين بالإرهابيين فى هجومها عليهم فيما يتعلق بآرائهم حول حقوق المرأة. وقد اعترض المرشحون الجمهوريون على هذه التعليقات، مؤكدين أن تشبيههم بالإرهابيين «مستوى جديد من الانحطاط» لحملة «كلينتون». وبالرغم من اعتراضات الجمهوريين فإنهم أيضاً استخدموا الإرهاب لجمع الأصوات، وهاجموا الحكومة الحالية على ما اعتبروه تقصيراً فى مواجهة الإرهاب، وصرح المرشح الجمهورى سكوت والكر فى هذا الصدد: «كرئيس، سأرسل الرسالة التالية: التراجع قد انتهى، إن القيادة الأمريكية قد عادت، وبالتعاون مع حلفائنا، نحن لن نتنازل عن بوصة أخرى من الأرض للإرهابيين أو لأى قوة أخرى تهدد سلامتنا». اتهم «والكر» أيضاً الرئيس الحالى باراك أوباما بالضعف الشديد فى التعامل مع الساحة العالمية وتقييد القوات العسكرية بقيود سياسية تمنعها من مواجهة «داعش» كما ينبغى. والجدير بالذكر أنه بالرغم من اعتراض «والكر» على السياسة الحالية فإنه لم يطالب بإرسال قوات برية إضافية. ولم يكن «والكر» المرشح الوحيد الذى يعزف هذا اللحن، فقد شاركه المرشح جيب بوش الهجوم على «أوباما» وهيلارى كلينتون، مؤكداً: «إنهم فى تلهفهم ليكونوا صنّاع التاريخ، فإنهم فشلوا فى أن يكونوا صانعى السلام. إن الاندفاع بعيداً عن الخطر يمكن أن يكون بنفس خطورة الجرى نحو الخطر، وقد كانت تكاليف أخطائهم خطيرة». وشدد أيضاً على أنه سيقوم بتغيير الوضع فور وصوله للرئاسة.

{long_qoute_1}

وقال بوش: «أود أن أؤكد لكم أن اليوم الذى أصبح فيه الرئيس سيكون اليوم الذى نصلح فيه الوضع، وتبدأ إعادة بناء القوات المسلحة للولايات المتحدة». وتبنى المرشح تيد كروز نفس التوجه فى هجومه على إدارة أوباما، حين صرح «كروز» بأن «دخول هذه الصفقة سيجعل إدارة أوباما الممول الرائد فى العالم للإرهاب الإسلامى المتطرف. مليارات الدولارات تحت سيطرة هذه الإدارة سوف تتدفق إلى أيدى الجهاديين الذين سيستخدمون هذا المال لقتل الأمريكيين». وقد اعترض الرئيس الأمريكى باراك أوباما على هذه التصريحات. وقال الرئيس الأمريكى: «لدينا عضو فى مجلس الشيوخ، وهو أيضاً مرشح للرئاسة، يقول إن أمريكا هى الراعى الأكبر للإرهاب. ربما تلك محاولة لدفع السيد دونالد ترامب بعيداً عن الأضواء، لكن ليس هذا هو نوع القيادة اللازم لأمريكا فى الوقت الحالى». وقد كان المرشح الرئاسى دونالد ترامب من المرشحين الذين أكدوا أهمية مكافحة الإرهاب بقوة، ولكن وسائل الإعلام الأمريكية بدأت فى التشكيك فى قدرته على تنفيذ وعوده بعد أن تعثر فى لقاء مذاع على الراديو، حينما سأله المذيع عن أسماء أشهر قادة الجماعات الإرهابية ولم يستطع «ترامب» الإجابة عليه. وكان رده على هذه السقطة هو أن الأمر ليس مهماً لأن هؤلاء القادة بالتأكيد سيكونون قد سقطوا حين يصل إلى الرئاسة، ولن يكون هو المسئول عن التعامل معهم.

المواقف المشابهة جعلت البعض يتساءل ما إذا كان المرشحون على استعداد لتنفيذ خطط فعالة وعملية، وما إذا كان حديثهم المكثف عن الإرهاب ومكافحته وسيلة جديدة لاستغلال عامل الخوف لدى الناخبين وجعله الدافع الأساسى للتصويت لهم.


مواضيع متعلقة