أمهات على «فيس بوك» لعلاج أطفالهن: تربية «أون لاين»

كتب: أمينة إسماعيل

أمهات على «فيس بوك» لعلاج أطفالهن: تربية «أون لاين»

أمهات على «فيس بوك» لعلاج أطفالهن: تربية «أون لاين»

{long_qoute_1}

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعى مجرد لحظات للترفيه أو مضيعة الوقت، بعض الأمهات باتت تستخدمها كوسيلة جديدة للتعامل مع أبنائها، وبخاصة فى الحالات الطبية الطارئة، منها تلك المجموعات الخاصة بتبادل خبرات التربية بين الأطفال، ليصل الأمر إلى اللجوء إليها قبل التفكير فى الذهاب إلى الطبيب، وآخرون يعتمدون عليها بشكل أساسى ورئيسى.

تجمعات نسائية، تسمى «الجروبات»، على مواقع التواصل صارت تغزو كل منزل، بهدف المساعدة على إدارة أمور «ست البيت» لأسرتها، البداية كانت بالأسئلة البسيطة، «أروح لدكتور إيه، وأحجز إزاى»، إلى أن وصلت إلى نقل معلومات وخبرات فى علاج وتربية الأطفال.

«تسلخات، وحساسية، وبكاء هستيرى من دون سبب»، أعراض مختلفة يتم النقاش فيها مع سيدات «فيس بوك»، وكل أم يمكنها نقل خبرتها التى تعرض لها طفلها حينما حدث له هذا المرض، وفى بعض الأحيان توجد طبيبات يمكنها إفادة الأم فى الأسئلة، وكما لتبادل الخبرات ميزة كبيرة فى التعامل، لها أيضاً بعض العيوب، وتتمثل فى أن كل حالة تختلف عن غيرها واللجوء إليه لا يغنى عن الذهاب إلى الطبيب.

تقول سلمى حسانين، أدمن فى أكثر من جروب للأمهات وتربية الأطفال، إن فكرة الجروبات حديثة على كل الأمهات، فهى لا تتعدى سوى العامين على أكثر تقدير، مؤكدة أن هدف التجمعات النسائية على مواقع التواصل الاجتماعى، هو مساعدة البعض والتعاون وتبادل الخبرات حتى لو كانت خبرات بسيطة، لكنها ستساعد أيضاً فى اتخاذ القرارات.

وتضيف «حسانين»، أن فكرة جروبات تربية الأطفال ليست فقط طبية، من خلال مساعدة أطباء متخصصين موجودين فى هذه الجروبات، لكن أيضاً فى طريقة التربية والتعامل مع مشكلات الأطفال من بعد عمر العامين، وطرق حديثهم مع الآخرين، وتصرفاتهم اليومية، من خلال إخصائيين فى تربية الأطفال، بالإضافة إلى تجارب الأمهات السابقات فى تربية الأبناء.

وتُشير أدمن أكثر الجروبات انتشاراً إلى أن إدارتها للجروب لا تقتصر على تحفيز السيدات على التفاعل، بل على تنظيم أطر الحوار فى الموضوعات التى تختص بالطفل، بالإضافة إلى مراجعة ما يتم نشره من مشاكل للأمهات وأطفالهن، مع التحذير من عدم وصف أدوية من دون المتخصصين الموثوق فيهم داخل الجروب.

وقالت الدكتورة غنوة علم الدين، استشارية الأطفال، وإحدى عضوات جروبات السيدات وتربية الأطفال، إن بداية مشاركتها بالـ«جروب»، كانت بهدف حب الاستطلاع فى أى مشاركة تخص الأطفال، من الجانب الطبى والتربوى، وبخاصة فى سن «الرضاعة، وحتى سن الحضانة»، موضحاً أن أكثر ما تناقشه وتتبادله من معلومات مع الأمهات على «فيس بوك» هى المعلومات الطبية البسيطة، خاصة فيما يتعلق بموضوعات تغذية الأطفال.

وتُشير طبيبة الأطفال إلى أن أكثر الشكاوى على الصفحات هى: «التهاب الحفاض أو حمو النيل»، بالإضافة إلى الإسعافات الأولية للمساعدة للوصول إلى أقرب مستشفى طبى، كحالات ارتفاع درجات الحرارة، وإرشادات التطعيمات.

فيما تقول إيمان على، وهى أم لطفلين، إنها من أشد متابعى جروبات الأمهات والستات، التى تعتبرها واجباً من واجبات يومها، موضحة أنها بالإضافة إلى استفادتها من أفكار وآراء الأمهات الأخريات فى تربية أبنائهن وطريقة تعاملها معهم، فإنها تستمتع بقضاء وقتها فى مثل هذه التجمعات النسائية التى يتم فيها نقل الخبرات وتبادل المعلومات.

وأضافت أن فائدة الجروب بالنسبة لها كبيرة جداً وتعينها فى أصعب المواقف التى تتعرض لها فى حياتها اليومية مع أطفالها، قائلة: «أصعب موقف عندما كنت بمفردى فى بيتى، وطفلى الأصغر تعرض لإصابة نتيجة وقوعه من أعلى كرسى، فى وقت متأخر من الليل، وهو ما يعيق حركتها فى ذلك التوقيت، إلى أن لجأت إلى «جروب لتربية الأطفال»، فالتقيت بمن قدم لى المساعدة ونصحنى بعمل الإسعافات الأولية والتأكد ما إذا كانت إصابة ابنى خطيرة أم لا»، وترى أن تلك الجروبات ليست مجرد معرفة عابرة لكنها مع مرور الوقت تتحول إلى أسرة حقيقية متعاونة، أكثر من مجرد نقل خبرات فقط، فيما تعد «ياسمين محمد» أحد أنشط العضوات بتلك الجروبات حالة خاصة، إذ إنها لم تتزوج وليس لديها أطفال، ولكنها تشترك فى أكثر من جروب مماثل، الأمر الذى جعل لديها شغفاً وحباً للمعرفة والاطلاع، مما أكسبها خبرة كبيرة بما يختص بالمرأة من بداية الزواج والحمل والولادة والرضاعة، حتى تربية الأطفال. وأكدت ياسمين، التى لا تزال تدرس بالجامعة حتى الآن، أن معرفتها الكبيرة بما يختص بتربية الأطفال وعلاجهم وطرق تربيتهم، ساعدتها فى تربية ابنة أختها، لافتة إلى أنها بإمكانها نقل معلومات وخبرات مثل: «الأسئلة الشائعة عن مشاكل الرضاعة الطبيعية فى بدايتها ونسبة الصفراء عند الأطفال والمغص والإمساك وغيرها من المشكلات الشائعة والمؤرقة فى آن واحد»، لتتمكن من الرد على أى استفسار يتعلق بهذه المشكلات رغم كونها لم تجربه بشكل مباشر. على الرغم من وجود آلاف الأمهات على «جروبات» مواقع التواصل الاجتماعى، فإن هناك الكثيرات اللاتى لا يعتمدن عليها مطلقاً، أو حتى مجرد الاطلاع، وهذا ما أبرزته ربة المنزل دينا إبراهيم، وهى أم لطفلين، حيث قالت إنها على الرغم من إدمانها لمواقع التواصل الاجتماعى أمثال: «فيس بوك وتويتر»، فإنها لا تعتمد عليها مطلقاً فى تربية أطفالها، مهما يكن الأمر بسيطاً، فهى لا تثق بها مطلقاً. وأشارت إلى أنها تعتمد بشكل أساسى فى تربيتها للأطفال والتعامل معهم على الذهاب إلى الطبيب، إذ إن بعض الأشخاص الذين يمدونها بالمعلومات على تلك المواقع، بحسب قولها، لم يسبق لهن خبرة شخصية عملية من قبل، نظرا لعدم إنجابها من الأساس، وهو ما اكتشفته بنفسها من خلال حوارات دارت مع إحدى هؤلاء العضوات.

فيما تقول لمياء سيد، إن خبراتها فى تعاملها مع طفلها الوحيد لا تعتمد مطلقاً على مواقع الإنترنت، أو حتى الأطباء، بل تنحصر فى نصائح والدتها وخالتها، لافتة إلى أن تربية والدتها لها ولإخوتها ولأقاربها أقوى دليل على ذلك، وبخاصة أن هذا الجيل بأكمله لم يكن يعتمد فى يوم على الأطباء، أو حتى على خبرات السيدات على الإنترنت، مؤكدة أن أسلم طريق تسلكه فى علاج وتربية طفلها هى خبرات أمها.

 


مواضيع متعلقة