«الخلايفة».. الحياة تحت تهديد «البلدوزر»

كتب: إسراء حامد

«الخلايفة».. الحياة تحت تهديد «البلدوزر»

«الخلايفة».. الحياة تحت تهديد «البلدوزر»

قّلما يذكر اسم قريتهم فى جلسة دردشة، غير مصحوب بكلمة تهجير، لم تسمع آذانهم كلمة سواها معظم سنوات عمرهم، ينظرون إلى بيوتهم نظرة المغشى عليه من الموت، يودعونها فى كل برهة، ارتضوا نصيبهم من الراحة بما تيسر لديهم من خدمات محدودة وربما غير موجودة من الأساس، لكن الحكومة سرعان ما أجهزت عليها فقضّت مضاجعهم مراراً بقرارات إجبارية لا يملكون فيها ناقة ولا جملاً «الرحيل الفورى أو هدم البيوت فوق رؤوسهم»، نحو 400 أسرة من أهالى عزبة الخلايفة عليهم الرحيل عن أرض كادت تبتلعهم فى مياه الصرف الصحى، ورغم ذلك ضاقت على أحلامهم البسيطة.

{long_qoute_1}

وكأن كتب على أهلها أن يعيشوا بين نار الموت وخراب الديار، هنا فى الوراق التى اقتطعت عزبة الخلايفة كيلومترات منها لتفصل بينها وبين أرض ممتدة على الطريق الدائرى، وتلتف حول بيوتهم فتكون بمثابة الشريط الذى يخنقهم، ينعتهم الأثرياء بمغتصبى الأرض فيما تسعى أيادى الدولة إلى هدم المنازل على رؤوس أصحابها، بحجة التوسعات. لا يتذكرون كم بقوا فى هذه البيوت، شهوراً أم سنوات وعقوداً، كل ما يذكرونه جيداً حالة الرعب التى تلاحقهم والتهديدات المتواصلة لهم من سيارات ولوادر، كلما اقتربت من بيوتهم تسارعت نبضات قلوبهم، هرع الأطفال إلى كبارهم، بكل قوتهم يستنهضونهم للفرار من البيوت، كأنها سارينة المرافق ضبطت عربات خضار فى سوق مخالفة، حالة من الرعب اكتست الوجوه، الجميع فى حالة تأهب وترقب ليشهدوا بيوتهم ركاماً أمام أعينهم، سنوات مضت على هذه الحالة، لا راحة فى بيوتهم، ولا سكون فى نفوسهم، الأمر أيضاً يتعدى حدود التهديد فى بعض المرات، خطابات موجهة لهم تحوى عبارة تصلهم على يد محضر بفارق شهرين «ارحلوا.. فمنازلكم آيلة للسقوط»، خدمات معدومة فى منطقة تؤوى المئات من البشر، ليس من حقهم أن يرفعوا أصواتهم ويطالبوا بتوفيرها، فإما البقاء فى العدم أو الرحيل عنه، خياران لا وسيط بينهما.

قبل سنوات لم يرضخوا لتلك الحيلة، منازل آيلة للسقوط، أمر طبيعى وسط أمتار مياه الصرف التى تعلو أسطح منازلهم وجدرانها، لكن الجديد أن كشفت الدولة عن وجهها القبيح، حسب رواياتهم، ميول استعمارية فى صورة حماية الاقتصاد وتطوير المنطقة الفقيرة، أراض متاخمة لبيوتهم بصدد البناء عليها مشروعات استثمارية ضخمة، أصحابها راقت لهم أراضى البسطاء، طابت لهم نفوسهم أن تهدمها فوق رؤوس قاطنيها لتشيد الأبراج أو الفنادق، وجاءت الدولة لتتم دورها، بقرارات الإخلاء والإزالة، حسبما يروى أهالى الجزيرة المعزولة عن قرار البيع من الباطن فى السابق وما يجرى حالياً.

هو منزل تعدى فى عمره الخمسين ببضعة أعوام، عاش فيه محمد حسن و4 من أفراد أسرته، لا يدرون الليل من النهار، كل ما يشغلهم هو لقمة العيش التى يعودون بها نهاية كل يوم، حياتهم فى عزبة الخلايفة مرتبطة بساعتين فى اليوم، خصصوها للنوم والراحة من إرهاق النهار الشاق، عودة على ظهر معدية، أن بلغتهم السلامة، يتنفسون الصعداء، وإن ساومتهم على الموت، تمنوه بألسنتهم للخلاص من تهديدات متواصلة بالطرد والتشريد، ومعيشة يابسة تخلو من مرافق الحياة الآدمية «البيت ساكن فيه 5 أفراد مع عيالى ومراتى هنروح فين؟!» يعتصر الألم عم «محمد» وهو يتودد لمسئولى الإزالة بمنطقته أن يرحموه ويبقوا على منزله أو يدفنوه أسفل حطامه، فهو لا يعرف منزلاً سواه، بعد أن رحل أقاربه عن القاهرة، فيما هجر البعض الآخر إلى الدول العربية لالتقاط الرزق، ليس فى وسعه أن يفعل شيئاً سوى البقاء متحملاً شظف العيش وهونه، «مفيش لا مياه ولا نور ولا صرف صحى، نايمين على طرنشات، الأمراض بتموتنا، من فشل كلوى للسكر للقلب وأمراض الرمد».

{left_qoute_1}

يبات ليلته مثلما يصبح، قرارات الإزالة تؤرق مرقده تفزعه من نومه وإن عز من ثقل الهموم، كابوس لا يغادر نوم «عم جمال» قاصر على مشهد سيارات اللودر وهى تساوى منزله بسطح الأرض، يشغله التفكير فيه أينما ذهب وأسرته المكونة من 11 فرداً، الأيام الماضية غافلته ومضت بسرعة دون أن يدبر منزلاً بديلاً لأسرته، بعد أن وعدتهم الحكومة بأن تتراجع عن قرارها، لكن القرار سرعان ما تجدد بوعيد جديد «مشروع مهم وهنعوضكم مادياً»، عدد من المنازل التى يبدو على أصحابها الغنى النسبى عن بقية الأهالى فى عزبة الخلايفة، رضخوا لقرار لم يكن بمقدورهم الاعتراض عليه، لا سيما أن لديهم البديل «أكتر من بيت هنا رحلوا ورضوا بالتعويضات لأن عندهم أراضى ممكن يبنوها فى أى حتة تانية بعيداً عن الوراق»، يقول «محمد أحمد» الذى حث الأهالى على التمسك بأرضهم مهما كانت النتائج «يهددونا بالرحيل كل شوية لأسباب مختلفة، وفى النهاية حق الغلبان مهدر»، 8 سنوات وهو فى دوامة تدبير سكن بديل، هى مهمته التى يخرج من أجلها فى الصباح ليعود آخر النهار منهكاً، خاوى اليدين «أقل إيجار فى أى شقة فى المنطقة أو خارجها بـ500 جنيه» وأنا يوميتى فى محل الفول 15 جنيه، لو مش هناكل ولا أصرف على العيال مش هعرف أغطى إيجار الشقة دى»، بعد يأس ومرارة يلقى حموله على ربه، فهو وحده الذى يستطيع أن يدبر له الأمر، حتى يصطدم بالواقع المرير «الرحيل أو البقاء فى العراء».

اتشحت بالسواد تلطم خديها وتلعن حظها «أعيش لمين؟ بيتى يتهد وابنى خلاص مات!»، «أم فاروق» عاشت عمرها من أجل ابن رحل فى حادثة سيارة على طريق الفيوم بعد 25 عاماً، وداخل منزل قضت فيه نفس العمر تقريباً أبت الدولة أن تتركه لها، فكانت السبب فى حادثين فارقين فى حياتها، موت ابنها وهدم منزلها، «ماليش غيرك يا رب، لا عندى ولاد ولا بيت، هامشى لكن أدعى على اللى كان السبب»، السيدة الخمسينية فاض بها الكيل، تحملت سنوات مريرة بين روتين المصالح الحكومية لاستخراج أوراق أحد المنازل بالمشروعات السكنية وفقاً لحالتها الاجتماعية، فهى باتت وحيدة لا عائل لها ولا يسترها إلا هذا المنزل «طلبت يمنحونى سكن هنا فى القاهرة مش فى آخر الدنيا، علشان أعرف أعيش»، لم يلق سؤالها أى استجابة، وبات عليها انتظار تنفيذ الحكم الطبقى، على حد وصفها.

يلزم منزله ليل نهار لا يفارقه، الأبناء يتولون الإنفاق عليه، بينما يتولى هو حراسة البيت لهم الذى كان ولا زال بمثابه ابن له، يراوده فكره أن يعانق بجسده المنزل إذا أقدمت الدولة على إزالته، يستحضر مشهد محمد أبوسويلم فى فيلم الأرض «مش هسيب بيتى لو هتدفن تحته»، يقولها بصوت جهورى «كلنا فى عزبة الخلايفة محمد أبوسويلم»، عم «سيد» قاوم كل الإغراءات ليظل فى منزله «الحكومة طلبت مننا نرحل بتعويضات ومنازل جديدة لكن احنا ما بنصدقش».

{left_qoute_2}

يتابع عم «سيد» فى وسائل الإعلام عواقب كل من سلم بيته للدولة «البيوت تتهد والدولة تكتفى بعبارات الطبطبة»، لا يأمن الرجل السبعينى غدر الدولة فى أى لحظة، «مشكلة رملة بولاق حتى الآن لم تحل، وبيوت الدويقة والإسكندرية وعمارات كل يوم تتهد فى بولاق والكيت كات وهنا فى الوراق»، الهدم عن قصد أو من دون كليهما فى نظر عم «سيد» مأساة، بسبب هدم منازل البسطاء مستمرة، «الحكومة هى اللى تبنى مش تهدم، نبيع الأرض، والحكومة تعزل الغلابة فى آخر الدنيا».

تهدأ أنفاسه حيناً، ثم يعاود الحديث «هو مين فى الغلابة الحكومة بتعوضه؟!» يتساءل وهو يفتش فى وجوه المهددين من حوله، الجيران الأصدقاء وعشرة العمر عن إجابة شافية، «لو خرجنا من بيتنا مش هنلاقى مكان يؤوينا»، أزمة الثقة نتجت من حوادث كثيرة مرت على منطقتهم، «اللى يروح ما بيرجعش».

فاضت عيناه من الدمع حين سمع النبأ «هيمشونا من بيوتنا نروح فين؟ يا خراب بيتك يا محمود»، اتكأ على كتف ابنته وهو يشير إلى منزله الذى يحمل كل ذكرياته وحياته، ربما لأنه بناه من عرق ومجهود السنين الماضية، «بشتغل فاعل، البيت ده أخد كل صحتى وعمرى ما بقاش منى غير شوية سنين وصحة عايز البيت يسترنى فيهم»، قرار إزالة بيوتهم مقابل تعويضات زهيدة أثار غضبه، بات يترحم على السنوات الماضية «دلوقت الأرض تؤخذ من الغلبان ، سواء بلطجة ووضع يد أو عن طريق الدولة بحجة التوسعات»، يشير عم «حسن» إلى منزل يقطن فيه حوالى 4 أسر، «15 فرد عايشين فى بيت واحد لو اتهد هيترموا فى الشارع». غابت عنها الصحة تدريجياً، فحياتها داخل منزل تسربت إليه مياه الصرف الصحى من كل جوانبه، كفيل أن يصيبها بالفشل الكلوى، «حتى الميه النضيفة مش لاقيينها، بنملا من مياه النيل القريبة من البيت، من غير لا تنقية ولا تنضيف، نشرب وناكل ونستحم منها، بس مبسوطين الحمد لله»، على حالتها هذه عاشت «الحاجة فتحية»، ومعظم سكان الخلايفة، «مفيش مسئول فكر فينا، أى رئيس حى بيطل على الأبراج السكنية بجوارنا، لكن احنا ممنوع عننا الاهتمام».

أهالى الخلايفة معظمهم أو قطاع غير قليل منهم يعمل فى الحرف المختلفة، نسب التعليم متوسطة، لذا كانت حياتهم يوماً بيوم، فهم يعيشون اليوم ليلقاهم غداً أيما كان، لم يشعروا بالمستقبل وخطورته إلا حين بدأت تهديدات الحكومة لهم، «بيتكم على أرض غير مستوية، مش هندخل لكم لا صرف صحى وهنقطع الميه»، تهديدات جعلت مستقبلهم فى العزبة على كف عفريت، «ما يدوقش الراحة اللى شايل هم بكرة»، تقول «أم إبراهيم» التى قررت بيع أثاث المنزل وسلسلة ذهبية كانت حصاد السنوات الماضية وأحد تدابير السنوات المقبلة، «قرايبى علشان يستقبلونى هيتحملونى يوم ولا اتنين، مش العمر كله».

بين مرارة السنوات الماضية وهواجس الأعوام المقبلة، يعيش عم «يحيى» يوارى عوزه وحاجته عن أقرب الناس، فالرجل الخمسينى اهترأت أقدامه فى رحلات الذهاب والإياب إلى مبنى المحافظة، مطالباً إياهم بالسماح بالبقاء داخل منازلهم واستغلال الأرض الزراعية القريبة، مع سداد مبلغ شهرى نظير ذلك، هاله الإصرار على استبعادهم من بيوتهم، «المكان فعلاً مغرى، قريب من الدائرى وعلى بعد أمتار من كورنيش النيل علاوة على خصوبة الأرض، لكن سنوات طويلة أمضيناها هنا، فكيف بمنتهى السهولة نرحل عنه؟!» ترتجف أطرافه كلما تذكر أن عليه الرحيل الفورى، و6 من أبنائه، من سيعصمهم من قرار أصدرته الدولة، ليس بأيديهم سوى الرضوخ رغم كل محاولات المقاومة والثبات الماضية، «وفروا لنا بيوت قريبة، حتى لو غرفة وصالة، نكمل حياتنا فيها، معظمنا كبار فى السن، وفقراء لا حول لنا ولا قوة، لا نستطيع أن نسكن فى المدن الجديدة، ولا يتوفر لدينا أموال طائلة للمواصلات والسفر اليومى».

انتظار طويل أن يرأف بهم أحد المسئولين ويزور منطقتهم ويرى المأساة بعينيه، «بيوتنا لو ماشية لا تستطيع العيش فيها، كل اللى طالبينه 4 حيطان نتدارى فيهم»، شكاوى متواصلة من قلة المرافق وانعدامها أحياناً كثيرة لم تكتب النهاية لمأساته، «لما شفت عربيات المسئولين افتكرت إنهم بيزورونا علشان يعرفوا مشاكلنا لكنهم عايزين يطردونا من البيوت»، يتفقد أرجاء الغرفة التى يحمل كل ركن فيها ذكرى مع الأبناء والأحفاد، لعل ذكريات تشفع له فيفوز بالبقاء فى المنزل، أحلام اليقظة التى لا يرغب أن يفيق منها أبداً.

استيقظ على صوت عال خارج منزله، إدارة نزع الملكية تطالبه بالخروج من منزله فى غضون ساعات، «محمد عرفة» وجد نفسه وسط أوامر لا تقبل التأجيل «صرفت على البيت كل ما أملك بعد سنوات فى الخليج، المتر فى الأرض كان بـ3 آلاف جنيه، أكبر تعويض من الدولة على المتر الواحد ألف جنيه فقط فى المتوسط، من الناحية التانية الإصلاح الزراعى طلبت إخلاء 5 كم رغم أن عرض الكوبرى الخاص بالتوسعات من المحور القديم إلى الدائرى 3 كيلومترات.

«موت وخراب ديار»، هكذا يصف «عرفة» حاله، «يخصموا ثمن الهدد فى البيوت من التعويضات النهائية، يعنى كمان اقتطاع من التعويض الرمزى، لو هيعوضوا الناس 10 آلاف لا يصلحوا إيجار لغرفة فى أى منطقة يخصموا منها حوالى ألفين جنيه، ويمنحوا الشخص المتضرر ورقة بقيمة التعويض حتى لا يستشكل فى حقه بعد فترة من الزمن».

بمرور الدقائق يعتصر الخوف قلب «جليلة عبده» السيدة العجوز، التى قضت عمرها كله فى منطقة الخلايفة، من وقت أن كانت أرضاً شاسعة لا عمار فيها، فجاءت وأسرتها وعائلات أخرى فعمروها، وسكنوا فيها، وبدأت حياتهم، التى سرعان ما ستنتهى مع رحيل آخر سيارة رفع لركام المنازل بعزبة الخلايفة، «سنين كتير بتضيع قصاد عنينا، احنا عايشين فى الوراق من وقت ما كانت صحراء، اللى بيخرج من بيته احتمال ما يرجعش تانى رغم إننا تحملنا وصبرنا على نقص الخدمات، مفيش بإيدينا شىء سوى الصبر، ومع صبرنا على الهم، الهم مش راضى بينا». «راحة الغلابة تكدير للأغنياء» تردد فى سرها وجهرها، يؤكد حديثها عدد من الجارات اللائى وقفن يشاركنها العزاء فى فقدانهن المنازل والأراضى وسنوات الجيرة الماضية، «دى بقى لها 30 سنة، ودى من 20 سنة، ودى ما صدقت لقت بيت يحميها من الشارع»، تشير على كل سيدة وهى تؤكد حاجتهن للعيش فى منزل آمن، «أغلب اللى عايشين يباتوا من غير عشاء، الغنى المفروض يعطف علينا، مش يطمع فى بيوتنا».

حاله كبقية أهالى العزبة، يعزى «عم إسماعيل» حاله، بعد أن فقد كل ما يملك من إرث والده فى الأرض الزراعية ببنى سويف، وعاش فى القاهرة ليعمل فى مهنة الحدادة، «اتبريت من توب أبويا، سبت بلدى وحياتى وعشت هنا، عشان أبعد عن الفلاحة وهمها»، لم يدر الرجل الخمسينى أن القدر يخبئ له ما لم يكن على باله، «كنت فاكر إن أم الدنيا هتفتح لى دراعاتها لكن للأسف عشت فيها سنين مرار، ولما بدأت أستريح هنطرد من بيتى اللى ساترنى مع عيالى».

عقدان من الزمان تتنقل من منزل الابن إلى منزل زوجة الخال ثم بيت أبناء العم، ذاقت العذاب لتحصل على بيت شارك أهل الخير فى سداد ثمنه، وبعد أن ارتاحت سريرتها، تحولت حياتها إلى جحيم، بإخطار الحكومة لها بإزالة منزلها فوراً، «ملحقتش أفرح ولا أشوف الراحة، من سنة واحدة بس بدأت أعيش»، «أم أحمد» عاشت على أمل أن تستقر وأسرتها بعد أن تشردوا جميعهم عقب انهيار منزلهم فى منطقة عين شمس، «الدولة وقتها رفضت تعطينى شقة فى مساكن إيواء، اضطريت أستدين لأكمل حياتى».

من فورها بدأت «أم أحمد» تحزم أمتعتها، فقد اعتادت الرحيل والتنقل بسبب دولة لم تمنحها فرصة للراحة والاستقرار، فقبل سنوات رحلت عن بيت صدر له قرار إزالة ولم تجد استغاثتها أى إجابة، «حرام عليكم هترمونا فين تانى احنا تعبنا»، تقول وهى توارى حسرتها، متوجهة بالدعاء إلى السماء.

 

 


مواضيع متعلقة