"محمود".. طالب التربية الموسيقية يمسح بـ"الكمان" غبار "القمامة"

09:13 م | الأربعاء 09 سبتمبر 2015

النغمات الموسيقية تصدح وهى متسقة مع عالمها، عازفة للجمال على أوتار القبح المحيط بها، تنفض أصوات الكمانجا الغبار عن "ٌمشهد كئيب" صنعه الإنسان، مؤمنة كعازفها بأن "الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية" كما قال الفنان بابلو بيكاسو.

"معا نصل للحق ونسعى للخير ونرتقي للجمال".. شعار "محمود عزوز" طالب كلية التربية الموسيقية، في حملته "ابدأ بنفسك"، الساعية لإزالة القبح ورمادية الحياة اليومية بدءًا من التوقف عن إلقاء القمامة في الشوارع حتى يصلون لمرحلة الإحساس بالجمال، فتوسط بآلته الموسيقية "الكمانجا" القمامة الملقاة في أحد شوارع إمبابة، التي تعد من أكثر مناطق مصر تلوثا، لإيمانه بأن الفن قادر على الارتقاء بالناس لقدرته على تهذيب أنفسهم.

بدأ الشاب العشريني حملته "ابدأ بنفسك" من محل سكنه في منطقة قايتباي بمحافظة الإسكندرية، منذ 22 يوليو الماضي، عندما ضاق أفقه عن استيعاب التلوث الذي أحاط المدينة وآمن بأن الأمر لا يحتاج إلى كلام أكثر من الفعل، فنزل بنفسه إلى أرض الواقع ليزيح القمامة من الشوارع ويجمعها في "أكياس" ويلقيها في المكان المخصص لذلك، مستعينا بـ"جوانتي" و"كمامة" منعا لانتقال الأمراض إليه، دون أن يلقي اللوم على غيره بأنه السبب في التلوث كما يفعل الباقون، وتفاجئ برد الفعل الإيجابي وتفاعل عدد كبير من المارة معه، وإلقاء كلمات إعجاب على مسمعه، والتعجب مما يفعله.

بعد أيام من بدء حملته انضم إليه بعض الأصدقاء والمتفاعلين مع الفكرة، وتوجه "محمود" إلى حي الجمرك في الإسكندرية، وقابل مسؤول المكتب الفني بالحي، الذي أوصله بدوره، بعد إعجابه بالفكرة، برئيس الحي، وطالبه محمود بأن يدعمه بضمان عدم سرقة الصناديق، التي يحضرها على نفقته الخاصة، وهو ما نفذه رئيس الحي بالفعل.

وبعد شهر ونصف، انتقل "محمود" بالفكرة من الإسكندرية حتى القاهرة، محل دراسته، معتمدا على العمل التطوعي غير ساع لإنشاء جمعية يسعى أغلب منشئيها إلى التربح من خلال جمع الأموال من المواطنين مقابل ذلك، مهتما بغرس فكرة البدء بالنفس في نفوس المحيطين، والارتقاء بذوقهم العام ورفض المنظر القبيح الذي اعتادته الأعين.

"أكياس قمامة وجوانتي وكمامة".. الأشياء الأساسية التي يجب أن تكون بحوزة المتطوع ولا تكلفه 20 جنيها، وصناديق قمامة يتكلف الواحد منها نحو 50 جنيها، هى الأدوات المطلوبة التي يستطيع أن تتشارك جماعة فيها لتنظيف بيئتهم المحيطة، سعيًا منه لنشر الفكرة بين الجميع ولا تكون "ذاكرة العوام 3 أيام" وينسى الجميع الأمر ويعودون لأفعالهم السيئة مرة أخرى.