ألمانيا.. "حلم اللاجئين السوريين"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط وهيا حسن

ألمانيا.. "حلم اللاجئين السوريين"

ألمانيا.. "حلم اللاجئين السوريين"

"نحبك ألمانيا".. هتافات رددها آلاف السوريين الوافدين حديثًا إلى بلد الماكينات، حينما فوجئوا باستقبال حافل من قبل مئات الألمان، الذين وقفوا في محطة القطارات في مدينة "ميونخ"، رافعين لافتات "أهلا وسهلا".

حسن الاستقبال والمعاملة من قبل غالبية المواطنين الألمان إلى اللاجئين، خاصة السوريين، ليس السبب الوحيد الذي أصبحت بسببه ألمانيا حلما يأمل الكثير ممن يعيشون في مناطق الصراع بلوغه، لكن لأنها أيضًا باتت الاقتصاد الأقوى داخل دول الاتحاد الأوروبي حاليًا، بالإضافة إلى رفضها التخلي عن اللاجئين الهاربين من الحرب، وإعادتهم مرة أخرى للبلاد الأولى التي ذهبوا إليها في أوروبا.

وذكرت تقارير مفوضية شؤون اللاجئين التابعة إلى الأمم المتحدة، إن الحرب الدائرة في سوريا أسفرت عن تشريد أكثر من 6 ملايين شخص، حيث فر أكثر من مليوني سوري من بلادهم، أكثر من نصفهم أطفال، فيما نزح 4 ملايين سوري آخرين داخل سوريا، وكان وزير الداخلية الألماني على رأس مستقبلي أول دفعة من اللاجئين السوريين في 11 سبتمبر 2013، الذين استقدمتهم ألمانيا على متن طائرة خاصة من العاصمة اللبنانية بيروت.

ويخضع اللاجئون إلى برنامج تعليم اللغة الألمانية من أجل تسهيل اندماجهم في ألمانيا، كما يقدم لهم خدمات صحية وتعليمية وحرفية من أجل الاستفادة منها مستقبلا لمساعدة بلدهم، وفقًا لما قاله وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، في تصريحات صحفية.

ولا يتعلم اللاجئون في المخيم أسس اللغة الألمانية فقط، وإنما يتلقون استشارات أيضا تسهل نجاحهم في بحثهم عن عمل، فهذا هو أحد أكبر التحديات بالنسبة إليهم في ألمانيا.

ويؤكد نوماس هيك، من منظمة "كاريتاس" الخيرية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، "مهما كان مستوى كفاءة اللاجئين، فإنهم لن يستطيعوا إنجاز الكثير إذا لم يتكلموا الألمانية".

وطالب وزير الداخلية الألماني بتعديل الدستور لإتاحة إمكانية مساعدة اللاجئين بصورة أسرع وأقل بيروقراطية.

وقال دي ميزي" في تصريحات لصحيفة "دي تسايت" الألمانية، "سيتعين علينا الاستعداد لتغييرات في كل مكان، في المدرسة والشرطة والإسكان والمحاكم والنظام الصحي، كل مكان، أنا أتحدث أيضا عن تعديل دستوري، وكل ذلك يتعين أن يتم بسرعة، في غضون أسابيع".

وفي الوقت نفسه، طالب دي ميزير بتصد حسام للجرائم الموجهة ضد طالبي اللجوء ونزلهم، وقال "هذه جرائم يتعين التصدي لها بحزم".

كما طالب دي ميزير بإعادة النظر في دورات الاندماج، وقال "الأمر لن يجدي على هذا النحو، أعتقد أنه من الأفضل تعلم اللغة الألمانية في مجال العمل؛ هذا يعني أنه يتعين علينا إدماج اللاجئين في العمل حتى إذا كانوا لا يستطيعون تحدث الألمانية بصورة سليمة الآن".


مواضيع متعلقة