أحمد توني.. شاب غير واقع الأطفال المشردين بـ"صورة"

كتب: ضحى محمد

أحمد توني.. شاب غير واقع الأطفال المشردين بـ"صورة"

أحمد توني.. شاب غير واقع الأطفال المشردين بـ"صورة"

آثار دماء شهداء سوريا والعراق تلطخ يد كل عربي صامت عاجز أمام أطفال مشردين تنشر صورهم كل يوم لتدمي القلب على جراح عروبتنا التي لا تندمل، لكن من بين ملايين العرب الذين يشاهدون تلك الصور يوميًا لأطفالنا في سوريا وفلسطين وحتى هنا في مصر ما بين اطفال مشردين ومناظر مأساوية على أرصفة، يكتفون فقط بنحيب القلب الصامت.

شاب مصري بسيط قرر أن يحول بإمكانياته البسيطة تلك الصور المؤلمة لشيء أكثر أدمية وبهجة، لعلها تكون ساعة إجابة، وتتحول الزهور والضحكات التي رسمها هذا الشاب على وجوه الأطفال بالفوتوشوب في عالم "فيسبوك" الافتراضي يومًا ما إلى واقع ينقذ تلك الملائكة، ويعطيهم أملًا إن غدًا يأتي بالأفضل.

أحمد محمد التوني، شاب لديه من العمر حوالي 22 عامًا، لم تسمح له الفرصة أن يكمل تعليمه، ففكر في أن يغير الواقع المرئي إلى صور مبهجة مليئة بالدف والأمان، حتى يبعث السرور والراحة في نفوس الأطفال عندما يرون هذه الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الفكرة جاءته منذ حوالي شهر ليغير الواقع الفعلي، وقرر أن يتعلم التصميم منذ عام 2007، عن طريق دورات عبر موقع "يوتيوب"، لمساعدة نفسه بنفسه، وبدأ يصنع "لوجو" للشركات منذ بداية 2010.

بدأت لوحاته بصورة عبر موقع "جوجل"، وظهر بها فتاة تسكن في المقابر، فحول حياتها إلى حجرة مليئة بالألوان والالعاب، وتلك الصورة حققت صدى ورد فعل كبير من الناس، وبعدها صنع أكثر من لوحة لأطفال مشردين في فلسطين وسوريا، وأطفال آخرين من مصر مسكنهم هو "الرصيف"، وقد تستغرق اللوحة الواحدة منه حوالي ساعة أو أكثر من ذلك.

حلمه الأكبر، أن تتحقق تصميماته على أرض الواقع، ويغير حياة الاطفال لأفضل من ذلك، أقصى طموحه أن يرى في أعين الأطفال المشردين فرحة مثل غيرهم، ويحميهم من الصقيع في البرد، أو من غدر رصاصة عدو بـ"صورة تنسيهم الواقع".


مواضيع متعلقة